المؤتمر نت -
بقلم / سمير رشاد اليوسفي -
اليمن تنتصر لصالحها؟!
أجمع مرشحو الرئاسة الخمسة، وهم يدلون بأصواتهم، صباح أمس، على عظمة يوم العشرين من سبتمبر، ولفتت الانتباه مقولة المهندس فيصل بن شملان «هذا يوم تاريخي عظيم»، وأتمنى أن لا ينسى هذا التصريح، بضغوطات من أحزاب المشترك، لأننا ـ والحق يقال ـ ننظر لهذا الرجل بأنه أعطى للانتخابات الرئاسية نكهة خاصة، ومذاقاً ساخناً، يفتقده العرب ، بسبب حرص الزعامات على ترشيح أشخاص ، لايرون أنهم يستحقون حتى أصواتهم، فيمنحونها لمنافسيهم.
يوم أمس كان «ثورة سبتمبر الثانية» والتعبير للزميل محمود ياسين، أظهرت فيه النتائج الأولية اختيار غالبية اليمنيين مرشح المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح، رئيساً من أجل اليمن، وإسقاطهم منافسه فيصل بن شملان، بعدما تأكد لديهم أنه لم يكن سوى ضحية لأحزاب المشترك ، سعت من خلاله لأن تكون اليمن، بكل مقدراتها ،نهباً لهم، وحتى الذين حظي بن شملان باحترامهم، وتقديرهم، لم ينتخبوه ـ كما أخبرني أحدهم ـ لأنهم اعتبروه «حصان طروادة» تعبر من خلاله، تلك الأحزاب مشتركة نحوالسلطة ، ولا برنامج حقيقي لها غير إسقاط مرشح المؤتمر بأية طريقة، ومن ثمَّ، لكل حادث حديث، فالمهم أن يخرقوا السفينة بذريعة اختلافهم مع قائدها، ولا يهم أن تغرق .. أو تلتهمهم الحيتان.
سقط بن شملان، ليس لأنه مرشح المشترك فقط، وإنما لأنه نافس علي عبدالله صالح، الذي يكن له اليمنيون، كل محبة ، وتقدير، وإجلال، وحتى الذين يختلفون معه من عقلاء السياسيين والمثقفين، لم تطاوعهم أقلامهم يوم أمس على التأشير أمام اسم غيره، وظلوا يهجسون لأنفسهم داخل كبائن الاقتراع، بأن هذا الرجل هو الوحيد، الذي سمح لنا بإعلان آرائنا بكل حرية مهما اختلفنا معه، وهو الوحيد الذي نضمن معه المزيد من الحريات.. أما بن شملان فلن يكون أكثر من موظف لدى أحزاب متناقضة وشركاء متشاكسين.
استحق مرشح المؤتمر الشعبي العام الفوز، بأسلوب ديمقراطي، لم تشهده المنطقة الغارقة في النتائج التسعينية، والتي يرشح فيها كل رئيس ظله، وأثبت علي عبدالله صالح، للعالم أجمع أنه الديمقراطي الأول في اليمن، والعالم العربي ــ إن لم نقل في العالم الثالث كله ــ عندما رفض إعادة ترشيح نفسه للرئاسة، وقبلها مكرهاً ـ لا مسرحية ـ وكذلك عندما خاض المنافسة الانتخابية بتواضع وشرف، وقدم نفسه للناخبين دونما تكبر واستعلاء، وعندما لم ينسَ في أوج معركته الانتخابية، أنه لايزال قائداً تاريخياً واستثنائياً لليمن، فظل يوجه نصائحه لمنافسيه بضرورة توخي الموضوعية، والحرص، والابتعاد عن ألفاظ التفجير، التي يمكن أن تهدد أمن اليمنيين وسلامهم الاجتماعي.
ولم تفاجئنا تصريحات المشترك المليئة بالاتهامات والتهديد بالويل والثبور، وعظائم الأمور، بعد إعلان النتائج الأولية، فقد سبق لهم أن رفعوا شعار « إما أن نفوز وإما فالانتخابات مزورة».. مع أنهم شاركوا في القيد والتسجيل ، ولهم تمثيل وإشراف على كل صندوق ، وفرزوا كل ورقة اقتراع.. وفي هذا الصدد يستحق الدكتور/عبدالله دحان عضو اللجنة العليا للانتخابات عن التنظيم الناصري، والأستاذ/سيف محمد صالح رئيس اللجنة الأمنية، والقيادي في الإصلاح، كل احترام وتقدير، لما قالاه في المؤتمر الصحفي مساء أمس، وإشادتيهما بمستوى النزاهة المرتفع في الانتخابات ،واعتبارهما ماحدث ،من مشاكل، واختلالات ، أقل بكثير، مما كان متوقعاً ، لظروف المجتمع اليمني.
لقد فاز المؤتمر الشعبي العام في الرئاسة ـ بحسب النتائج الأوليةـ لكفاءة مرشحه ، ونضاله من أجل اليمن، ولما عرف عنه من وفاء بالعهود، وذلك في أول معركة انتخابية يخوضها لوحده دون تحالفات .. وأمام أحزاب المعارضة مجتمعة، بعدما تكتلت بغرض النيل من مرشحه، والانتصار عليه .. فانتصر اليمن لعلي عبدالله صالح، بوصفه مرشح كل اليمنيين، وانهزمت «أحزاب» المشترك، في انتخابات الرئاسة، كما توقعت التحليلات والاستبيانات النزيهة والمحايدة، ومنها القريبة من المشترك. أما تلك التصريحات التي كانت تروج لفوز المعارضة بنسب كبيرة، فلم تكن سوى كهانة وتنجيم، ومجرد أمانٍ وأحلام يقظة، لمن لايعرفون اليمنيين .. إلا في المواسم.
وللانتخابات المحلية .. حديث آخر.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 04-مايو-2024 الساعة: 12:36 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/35182.htm