المؤتمرنت/ بقلم / أحمد الحسني -
المرأة.. الق الانتخابات ومفاجأتها
أدهشني وأنا أتابع رصد الأنشطة الأحزاب أثناء الدعاية الانتخابية أن أجد الرصد تضمن النشاط الدعائي النسوي في الجوف.

تفاعل المرأة اليمنية مع الحدث السياسي واهتمامها بالتأثير في مجرياته حين يبلغ الجوف لا يبرر الدهشة فقط، وإنما يعكس أيضاً حجم الدور الذي لعبته المرأة في المناطق الحضرية على امتداد العملية الانتخابية التي نستطيع أن نعد من أهم ملامحها نشاط الإصلاحيات وفوز المؤتمريات..

طيلة فترة الدعاية الانتخابية كانت نساء الإصلاح أشبه بخلية نخل يطفن على البيوت ويوزعن المنشورات ويبثثن الشائعات ويعقدن الاجتماعات ويقنعن بعض الناخبات أو يخوفن أو يضللن الأخريات.. المهم أنهن كن ذروة النشاط بغض النظر عن طبيعته وقانونيته..ولكن النتيجة أن الإصلاح لم يستفد من جهد قطاعه النسوي هذا ــ إذا لم يكن المؤتمر هو الذي استفاد ــ خصوصاً إذا ما أخذنا في الاعتبار أن المؤتمرية التي فازت على قيادي إصلاحي في تعز وجهت شكرها بالمقام الأول لبنات جنسها في حزب الإصلاح، فهل كانت المرأة الإصلاحية في استغفال رجال حزبها أكثر مهارة منهم في استغلالها؟! وهل كانت قضيتها في هذه الانتخابات هي فوز مرشحي الحزب أم فوز المرشحات من بنات جنسها في أي حزب؟..

اعتقد أنه سيكون من المبالغ فيه أن نقول إن المرأة الإصلاحية كانت تتبنى في هذه الانتخابات قضية المرأة، لا قضية الحزب، لكن نتائج الانتخابات تجعل ذلك احتمالاً وارداً أو على الأقل كانت قضية النوع الاجتماعي ضمن أولويات المرأة الإصلاحية في هذه الانتخابات..

صحيح أن قيادات العمل النسوي في حزب الإصلاح أظهرن دائماً انضباطاً عالياً في الالتزام بتوجهات الحزب في كل فعاليات المنظمات النسوية والمدنية الأخرى المهتمة بقضايا المرأة والنوع الاجتماعي التي شاركن فيها غير أن هذا الانضباط لا يشعر بالطاعة بقدر ما يوحي بوعي كبير.. تقل معه إن لم تتلاشى قدسية فتاوى مشايخ الحزب، وتعليمات القيادات الذكورية أي أن مواقف الحزب أصبحت خاضعة للغربلة والتمحيص بدلاً من التسليم بها على عواهنها.

إن وصف مرشحي الإصلاح لناشطات المؤتمر بقلة الحياء لم يعد مكافأة مرضية لناشطات الإصلاح في شعوب، كما أن انتقاص الإصلاح من تدين فائزة البعداني لم يمنع من فوزها - ربما بأصوات ناخبات الإصلاح. ــ على خطيب الجامع الإصلاحي في مدينة إب .

لقد أثبتت المرأة الإصلاحية بكفاءتها العالية في المشاركة السياسية كناخبة وناشطة أنها أكثر من أداة لبث الشائعات وتضليل الأميات وأنها مصرة على ممارسة حقوقها السياسية والاجتماعية كاملة، وما لم يستوعب حزب الإصلاح هذا الواقع ويحترم هذا الطموح المشروع لسيداته وفتياته ويبدل مواقفه لصالح حقوق المرأة فليستعد لمزيد من رسائل شكر المؤتمريات الفائزات على مشائخه وخطبائه في الانتخابات القادمة.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 09:00 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/35371.htm