المؤتمر نت - سميرعبيد
المؤتمرنت/ بقلم: سميرعبيد * -
من الذي وراء إشاعة هروب الرئيس صدام من السجن؟!!
إتصل بي أحد الأصدقاء وهو صحفي إيطالي قبل سويعات مستفسرا عن إشاعة هروب صدام حسين من السجن، فأجبته ضاحكا ليس لدي علم بهذا ،ولن أصدق أصلا لصعوبة الأمر، حيث أن السجن مراقب إلكترونيا ،وهناك أبواب وحراسات مضاعفة، ناهيك أن هناك أحد الأقمار الاصطناعية الذي مهمته مراقبة زنزانة صدام حسين ورفاقه خوفا من هروبه، وبنفس الوقت خوفا من اغتياله من قبل عملاء المنطقة الخضراء ومن معهم.. لهذا تريثت وواصلت الاتصالات مع أكثر من طرف في داخل العراق، فوجدت أن الإشاعة منتشرة في العاصمة بغداد وبعض مدن العراق القريبة من العاصمة، وتصادفت تلك الإشاعة مع أحداث إعلامية وميدانية غريبة، وهي تكذيب زيارة نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني إلى بغداد علما أننا سمعنا الخبر ومن الإعلام الأميركي نفسه، وتحديدا من شبكة CNN الأميركية، ومن ثم حدوث القتال العنيف حول وزارة الصحة وبعض الوزارات الأخرى وطيلة نهار أمس الخميس، والذي تفاعل الى قتال شوارع في بعض الأحيان وطيلة ليلة الخميس على الجمعة، بحيث أصبح القصف بالهاونات يٌسمع في أنحاء العاصمة بغداد، وهناك أخبار وصلتنا من مصادر مهمة جدا بأن مدينة بعقوبة التي تقع شرق العاصمة قد سقطت بيد المقاومين وتم عزلها عن بغداد هذه الليلة، وهناك قصف مدفعي في محيط بغداد، وتصادف مع الانفجار الضخم والمضاعف في مدينة الصدر والذي خلف مئات الضحايا، وهناك إجراءات سريعة تم بموجبها غلق مطار بغداد والبصرة، وإعلان حالة الطوارئ المشدّدة ومنع التجوال في العاصمة بغداد ، نزول وحدات الجيش إلى شوارع العاصمة العراقية بغداد.
لهذا تتزاحم الأسئلة في الرأس والفكر، فمن هي الجهة التي وراء تلك الإشاعة؟ فهل أن وراءها الاحتلال أم حكومة الاحتلال؟ ومالمقصود منها بالضبط؟ وإن حدثت بالفعل فكيف حدثت، فهل نحن أمام أحد أفلام جيمس بوند أم أمام أحد أفلام الأكشن الأميركية؟ وإن صدقنا هذه الإشاعة ــ ولو هذا صعب جدا ـــ فهل أصطحب نائب الرئيس تشيني صدام حسين صوب الرياض؟ وهو سؤال يميل قليلا لجانب الفنتازيا ونظرية المؤامرة.
ويبقى السؤال الأهم : ماذا يدور في رأس الرئيس الأميركي ومجموعة الشر في البيت الأبيض اتجاه العراق والرئيس صدام؟ فهل هناك سيناريوهات قادمة أو حدثت هذه الليلة، وعلى طريقة سيناريوهات جمهوريات الموز في فترة السبعينات من القرن المنصرم؟... وإن القضية ليست متعلقة بالمقارنة بين الرئيس صدام وهؤلاء الذين في المنطقة الخضراء ، فلقد ثبت للعالم أجمع بأن الرئيس صدام أشرف من (معظم) هؤلاء الذين في المنطقة الخضراء جميعا وبشهادة معظم شرائح الشعب العراقي، ولا يصل هؤلاء الذين في المنطقة الخضراء الى 10% من حرص صدام على العراق والعراقيين والمنطقة ومستقبل الأجيال العراقية.

فمن وراء هذه الإشاعة.... وما الغاية منها إذن؟

ولماذا في هذا الوقت بالذات؟

فلقد علّق أحد الأخوة مازحا قبل قليل: لو فعلها الأميركان وهرّبوا صدام حسين فهي القضية الوحيدة التي تسجل في ميزان حسناتهم.!!!!!.

كاتب وصحفي
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 03:56 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/37154.htm