المؤتمر نت - *
جميل الجعدبي -
في رحيل حكيم المؤتمر أحمد العماد
رحم الله الفقيد أحمد العماد الذي برحيله يخسر اليمن واحداً من أبرز رجالاته المتميزين نضالاً وعطاءً، وإخلاصاً، وانتماءً، وحكمة وذكاء.

·وأنا أتأمل سيرة الفقيد أحمد العماد وأتابع ما قيل عنه استحضرت رحيل آخرين من الرموز الوطنية أمثال يحيى المتوكل ومجاهد أبو شوارب وجار الله عمر، ربما لما جمع بينهما من خصال حميدة وميزات نادرة فاحت بها سيرهم التي كللت بامتلاك كل منهم لرصيد كبير من المحبة والاحترام في قلوب الناس.

·أحمد يحيى العماد.. مثالاً للروح النضالية التواقة للحرية والمحارب الجسور والمسئول المتفاني في الانضباط وإنجاز المهام مستهلاً مسيرته الحافلة بالعطاء بتنظيم وقيادة المظاهرات ضد الحكم الملكي ليدفع فترة من شبابه مكبلاً بقيود الطغيان داخل السجن ثمناً لتلك المواقف.

·ومثل رفاق دربه سارع العماد بعد الثورة للانخراط في الحرس الوطني لحراسة الثورة الوليدة والذود عنها في حصار السبعين ومن ثم المساهمة في بناء المؤسسة العسكرية كحصن أمان للثورة من خلال المناصب التي شغرها بالتسلسل ابتداء بقيادة "الفصيلة" وحتى إدارة مكتب القائد العام -رئيس الجمهورية – خلال الفترة من 1975م – 1978م هذا طبعاً غير مناصب مدنية أخرى تولاها الفقيد منها محافظاً لمحافظة صنعاء في العام 1980م.

·تنظيمياً .. يفقد المؤتمر الشعبي العام برحيل العماد -في اعتقادي -ثاني حكمائه بعد المرحوم يحيى المتوكل كرموز لقيادات مؤتمرية فرضت احترامها في أوساط المحيطين بها، والقوى السياسية الأخرى وجسدت أروع الأمثلة في الإخلاص والعمل الدؤوب والولاء التنظيمي والالتزام بلوائح التنظيم الذي ما إن يذكر حتى يذكر أحدهما.

·أتذكر الدورة الأولى للمؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام في عدن أواخر العام الماضي كيف كنا وزملائي في اللجنة الإعلامية نتسابق على الفوز بتقرير هيئة الرقابة لأهمية محتواه كواحدة من أهم وثائق المؤتمر لكن معلمنا الراحل كان أذكى من الاستجابة لإلحاحنا المستغل لطيبته وأحرص منا حفاظاً على سرية المعلومات التنظيمية التي تلاها في سياق تقرير هيئة الرقابة التنظيمية والتفتيش المالي المقدم للمؤتمر بصراحة ووضوح لا يخشى في الحق التنظيمي امتعاض أحد حتى وهو يعلم أن غيره سينتخب حينها لرئاسة هيئة الرقابة.

·إنه حكيم المؤتمر .. ومرجع الضوابط واللوائح التنظيمية .. ورجل المهمات الصعبة.. كان يمتص غضب الآخرين بالطرافة، ويرضى جميع الأطراف محققاً في نفس الوقت هدفه بطريقة سلسة.

·جمع خصال الفقيه العالم والمقاتل الجسور والأديب الأريب وتمتع بدماثه أخلاق نادرة وتواضع جم فكان أباً ومعلماً لموظفيه قبل أن يكون مسئولهم، وتميز بالشجاعة والصراحة وسداد الرأي.

·يحب الخير للجميع، ويقدم العون لكل متردد عليه. ولم تقف بينه وبين أحد حواجز أو .حراس، فرحمة الله تغشاك " يا عم أحمد" وما أحوج القيادات الشابة في المؤتمر اليوم للاقتداء بسيرتك، والتعامل مع الناس بلطفك وتواضعك.!!

[email protected]

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 02-مايو-2024 الساعة: 06:10 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/37970.htm