المؤتمرنت - الزمان -
توجيه جيش المهدي بالرضوخ للامريكان
تلقت قيادات جيش المهدي في بغداد أوامر مشددة من زعيم التيار الصدري مقتدي الصدر بعدم اطلاق رصاصة واحدة اثناء بدء الحملة الامريكية لمداهمة اوكار فرق الموت واعتقال المتهمين بجرائم القتل الطائفي. وقال مصدر مطلع من بغداد ان الاجتماع عقد في قاطع رقم 42 في مدينة الصدر وحضره عدد من قيادة جيش المهدي في حين تغيب عنه آخرون كانوا قد غادروا العراق الي ايران خلال الاسبوع الأخير. كما لم يشارك في الاجتماع قيادات الصف الاول الذين صدرت لهم الاوامر قبل ايام بمغادرة مدينة الصدر والانتشار في مدن بجنوب العراق فضلا عن مناطق اخري من بغداد. وقال المصدر ان الاوامر التي تلقاها المجتمعون تقضي بالتعاون المطلق مع القوات الامريكية في اثناء حلمتها وعدم ابداء اي مقاومة حتي عند اعتقال المطلوبين حيث وعد المجتمعون بأن اجهزة الشرطة ستتكفل اطلاق سراح المعتقلين بعد اي مداهمة امريكية بعد ان تمر العاصفة. وحضر الاجتماع قادة قطاعات في جيش المهدي منهم عباس الكوفي وعامر محيسن خواجا وسليم حسين وأزهر الدليمي واحمد بغدادي وعامر الساعدي.

اجتماع سري
واوضح المصدر انه جري تبليغ قيادات جيش المهدي بانهم يمرون بمرحلة عابرة وعليهم الاحتفاظ بأسلحتهم وقوتهم وعدم فقدان اي عنصر لهم استعداداً لمرحلة ما بعد انسحاب الامريكيين للعودة الي بسط النفوذ والتهجير الطائفي في بغداد.
وكان مقربون من التيار الصدري قد ذكروا قبل ايام ان مقتدي الصدر طلب من المرجع الشيعي الاعلي علي السيستاني في اثناء اجتماعه به في النجف عدم تغطية الحملة المرتقبة للحكومة والقوات الامريكية بأية فتوي وتجنب دعم اية محاولة لحل جيش المهدي واشار الي ان الصدر سعي لكي تكون المرجعية الدينية التي تحظي بتأييد واسع في الشارع الشيعي بعيدة عن القرارات المتعلقة بجيش المهدي. علي اعتبار انها مرحلة وسوف تمر حسب قوله. علي صعيد متصل مازال شارع حيفا والمناطق المجاورة فيه محاصراً لليوم السابع علي التوالي حيث تفاقم الوضع الصحي والغذائي سوءاً وخاصة علي الاطفال والنساء حيث لا يتمكن اهالي تلك الاحياء زيارة المستشفي او تلقي العلاج لمرضاهم فضلاً عن جرحاهم الذين سقطوا في هجوم المليشيات وقصفهم بالهاونات والصواريخ.

أوامر من بوش
من جانبه أصدر الرئيس الامريكي جورج بوش اوامر سرية للقوات الامريكية باتخاذ اجراءات عسكرية واسعة النطاق ضد الايرانيين الناشطين داخل العراق الذين يشرفون علي تزويد المليشيات التابعة للاحزاب الدينية المشاركة في السلطة بالمتفجرات والعبوات الناسفة المطورة القادرة علي اختراق الدروع التي يتم زرعها علي جوانب الطرقات لاستهداف الدوريات الامريكية والبريطانية. من جانبه دعا نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني امس السلطات الايرانية الي الاحتفاظ برجالها في ايران وعدم التدخل في العراق. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول عسكري امريكي ان الايرانيين المعتقلين في اربيل كانوا يمتلكون خرائط للتهجير الطائفي في بغداد. وشدد في حديث الي شبكة فوكس التلفزيونية الامريكية انه من الاهمية بمكان ان تبقي السلطات الايرانية رجالها في البلاد. واضاف لا نريدها ان تحاول زعزعة استقرار الوضع في العراق في وقت اتهم الجيش الامريكي امس الايرانيين الخمسة الذين اعتقلتهم قواته في مداهمة لمبني مستأجر من السلطات الايرانية في اربيل. ان لهم صلة بقوة القدس التابعة للحرس الثوري الايراني تقوم بتمويل وتسليح الجماعات المتطرفة التي تحاول زعزعة استقرار الحكومة العراقية ومهاجمة قوات التحالف. وقال البيان ان هذه القوة معروفة بتقديمها المال والسلاح وتكنولوجيا الشحنات الناسفة والبدائية وتدريب الجماعات المتطرفة . علي صعيد آخر انتقدت واشنطن امس قيام رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بتعيين عبود قنبر قائدا عسكرياً لمنطقة بغداد حيث ينتظر ان يجري تنفيذ خطة أمن العاصمة التي تعول عليها الادارة الامريكية لاعادة استقرار بغداد فيما قالت مصادر امريكية انه كان يفترض ان يتم التوافق علي اختيار الضابط العراقي المكلف هذه المهمة. واكدت ان قنبر ضابط كبير معروف لدي مشاة البحرية وباقي كبار الضباط سوي انه كان اسيرا لدي القوات الامريكية عام 1991. من جهته. اعتبر تشيني ان الايرانيين اضطلعوا بدور مهم عبر تزويد بعض القوي في العراق عبوات ناسفة. واضاف الجميع يعلمون ان ايران تصطاد في الماء العكر مذكرا بان الولايات المتحدة كانت قررت تعزيز ترسانتها العسكرية في الخليج مع ابقاء مجموعتين جويتين وبحريتين في المنطقة ونشر صواريخ مضادة للصواريخ. وبحسب مصادر ايرانية وثيقة الاطلاع فإن الشرارة للنشاطات الإرهابية في العراق هي العمل الذي تقوم به "قوة القدس". وهي المسؤولة عن "النشاطات خارج الأراضي (الإيرانية)"، وهو المصطلح المنمق الذي تستخدمه طهران كغطاء للنشاط الارهابي وذكرت ان "كل ما يقومون به هو إرهاب. لقد تورطت هذه القوة المميتة بشكل كبير في العراق".

قوة القدس
وتقع قيادة "قوة القدس" في المبني الذي كان يوماً مقر السفارة الأمريكية في طهران حيث احتجز الديبلوماسيون الأمريكيون لمدة 444 يوماً بعد مدة قصيرة من قيام الثورة الإسلامية عام 9791 بخلع الشاه رضا بهلوي. وتقول مصادر "مجاهدي خلق" إنه انطلاقاً من هذا المبني تقوم "قوة القدس" بإدارة كل نشاطاتها في العراق. واكدت المصادر أن هذه القوة قامت وبشكل سري ببناء آلات متفجرة مرتجلة، كما دربت ومولت وسلّحت شبكة إرهابية واسعة في العراق. وتضيف المصادر أن "هدف إيران هو في خلق وضع غير آمن أو مستقر في العراق لترغم قوات التحالف علي الانسحاب من أجل إقامة جمهورية إسلامية في العراق". وقالت إن "هذه الشبكة الإرهابية الإيرانية الواسعة يقودها عميد معروف باسم أبطحي"، والذي خدم سابقاً في لبنان. وهو يتخذ من "قاعدة الفجر" في مدينة الأهواز جنوب غرب إيران مركزاً له. وتساعده مجموعة من القادة رفيعي المستوي. واضافت أقل ما يمكن قوله هو بان "إيران قد تورطت بشكل كبير في العراق، أي في عدم استقرار الوضع هناك وعبر إرسال السلاح والذخيرة وعملاء الاستخبارات وتأمين التدريب (العسكري) منذ عام 2003
وقال أنشأت "قوة القدس" مركزاً للقيادة والسيطرة في العراق حيث تدير الشبكة الإرهابية انطلاقاً منه. ويقود الشبكة العراقية جمال جعفر محمد علي إبراهيمي الذي يعرف أيضاً بـ "مهدي مهندس".
ومهندس مسؤول، بحسب "مجاهدي خلق"، عن التخطيط لتفجير سفارتي الولايات المتحدة وبريطانيا في الكويت خلال ثمانينيات القرن الماضي.
ووضع الإنتربول مهندس علي رأس لائحة المطلوبين عام 4891. وهو لم يسافر خارج إيران منذ ذلك الحين وحتي 3002 حين انتقل الي العراق. ويعتبر إبراهيمي ضابطاً مخضرماً رفيع المستوي في الحرس الثوري. وقد أنهي المنهج التعليمي في شؤون القيادة بجامعة الإمام الحسين التابعة للحرس الثوري واسمه مدرج حالياً علي كشف رواتب "قوة القدس".
وقال جعفر زاده ان الشبكة الإرهابية الجديدة التي تم إنشاؤها في العراق تدعي "حزب الله" مستقية الاسم من الحركة الشيعية اللبنانية التي يُزعم أن ابراهيمي، ما زال علي علاقة بها. وتعمل هذه الشبكة في البصرة جنوباً كما في بغداد العاصمة.
وأجري أعضاء من الجماعة تدريبات عسكرية و"إرهابية" في البصرة. وقد تم تهريب الأسلحة والذخائر إليهم عبر معبر شالامتش الحدودي.

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 01-نوفمبر-2024 الساعة: 02:30 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/39006.htm