حرب لبنان تطيح برئيس الاركان الاسرائيلي استقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال دان حالوتس وسط تحقيقات حول الصراع الذي اندلع العام الماضي مع حزب الله في جنوب لبنان. وقال راديو الجيش الإسرائيلي إن الجنرال حالوتس قرر الاستقالة لأن تحقيقات الجيش في الأوجه المختلفة للحرب قد استكملت. غير أن تحقيقات أخرى لا تزال تجري في الطريقة التي تعاملت بها الحكومة الإسرائيلية مع الصراع الذي استمر 34 يوما. سلسلة انتكاسات وتعد استقالة حالوتس الأخيرة في سلسلة انتكاسات مني بها مؤخرا رئيس الوزراء إيهود أولمرت. وقبيل ساعات من استقالة حالوتس، أمر وزير العدل الاسرائيلي بفتح تحقيق جنائي في دور أولمرت في خصخصة ثاني أكبر البنوك المملوكة للدولة عام 2005. وتقول ريتشيل هارفي مراسلة بي بي سي في القدس إن بؤرة الضوء باتت تسلط الآن من جديد على القيادة المدنية، بعد استقالة رئيس الأركان. ويواجه أولمرت بالفعل ضغوطا شديدة حيث تحيط به فضائح سياسية فضلا عن انتقادات الحرب، ولا يبدو أن تلك الضغوط سوف تخفت. انتقادات الحرب في لبنان وتقول هارفي إن التحقيقات محصت في كافة أوجه الصراع وإن النتائج التي توصلت إليها تدين المسؤولين. وقد وجهت انتقادات للقيادة العسكرية بسوء التخطيط وسوء الاستراتيجية والتنفيذ. وكانت انتقادات قد وجهت للجيش على نطاق واسع لإخفاقه في تحقيق الأهداف التي أعلن عنها مع بداية الحرب. ويتهم الجنرال حالوتس على الأخص بالاعتماد أكثر من اللازم على القوة الجوية والانتظار لوقت طويل قبل إرسال القوات البرية. وحينما تم الدفع بقوات برية، وردت الكثير من الشكاوى حول الافتقار إلى المعدات المناسبة. وقال الجنرال حالوتس إنه قرر الاستقالة الآن لأن التحقيقات العسكرية في مسلك الحرب قد استكملت. ونقل عنه قوله في خطاب الاستقالة "بعد أن خفت ضجيج المعركة، قررت التصرف وفق مسؤوليتي". وقالت إذاعة إسرائيل إن أولمرت حاول دون جدوى إقناع حالوتس بالبقاء في منصبه لحين معرفة نتائج كافة التحقيقات. وكانت إسرائيل قد هاجمت لبنان بهدف تحييد حزب الله المتمركز في البلاد بعد أن نفذ الحزب هجوما عبر الحدود اختطف خلالها جنديين إسرائيليين في يوليو/تموز الماضي. غير أن إسرائيل أخفقت في تحرير الجنديين أو إلحاق الهزيمة التي كانت ترجوها بحزب الله قبل أن أنهت هدنة القتال في أغسطس/آب، فيما أعلن نصر الله زعيم حزب الله من جانبه نصرا استراتيجيا على إسرائيل. وخسر الجيش الإسرائيلي 116 جنديا، فيما قتل 43 مدنيا إسرائيليا من جراء أكثر من 4000 صاروخ أطلقها حزب الله على إسرائيل. وقتل نحو ألف لبناني في الصراع، غالبيتهم من المدنيين خلال قصف إسرائيلي موسع للبلاد وعملية غزو برية في الجنوب. وألحقت الحرب خسائر واسعة بالبنية التحتية اللبنانية. يذكر أن حالوتس قائد سابق لسلاح الجو وقد أصبح رئيسا للأركان في يونيو/حزيران 2005. وكان عدد من كبار قادة الجيش قد استقالوا بسبب مسلك الحرب. |