المؤتمر نت - .
بقلم / سلامة أحمد سلامة -
اللعبة في لبنان
يتناقض العرب مع أنفسهم بين مشكلة وأخري‏,‏ فلايصدقون أنفسهم ولايصدقهم أحد‏..‏

ينصحون حكومة لبنان باتخاذ موقف متشدد وعدم ابداء مرونة تجاه مطالب الأغلبية من المعارضة بقيادة حزب الله‏,‏ ثم يتوقعون أن تنطفيء جذوة الشقاق من نفسها بمجرد انعقاد مؤتمر المانحين في باريس وحصول حكومة السنيورة علي مليارات من القروض والوعود‏..‏ وبمنطق معاكس ينصحون ابومازن بالتمسك بشروطه واجراء انتخابات جديدة لاسقاط الحكومة المنتخبة والتخلص من حماس‏,‏ ثم لايدركون كيف أدت هذه النصائح إلي مايشبه حربا أهلية بين الفلسطينيين‏.‏

وفي كلتا الحالتين تثبت الأحداث والتطورات خطأ الحسابات العربية وانقيادها وراء مصالح وقوي غربية‏,‏ لاتقيم وزنا لحقيقة الأوضاع والموازين الداخلية سواء في لبنان أو في فلسطين‏.‏

ومايحدث في لبنان من انفجارات داخلية متتالية بعد فترات من الهدوء الخادع‏,‏ كما حدث أخيرا من اشتباكات طلابية في جامعة بيروت‏,‏ يدل علي أن التوتر والتشنج بين القوي السياسية علي جانبي خطوط التماس بين الحكومة والمعارضة قد وصل الي نقطة اللاعودة‏,‏ التي لن يمكن تجاوزها بغير حلول وسط لاغالب فيها ولامغلوب‏,‏ يمكن العودة معها الي انتخابات جديدة لحسم الصراع القائم‏.‏

غير أن الشعار الذي سعي عمرو موسي إلي تطبيقه للوصول الي صفقة مرضية للجميع‏,‏ يتنازل فيها كل طرف عن بعض شروطه‏,‏ سرعان مانجحت قوي خارجية في تجميدها لأنها قد تحمل بعض تنازلات لقوي المعارضة التي تتكاتف قوي خارجية علي سحقها بزعم أنها تعمل لحساب سوريا وايران‏..‏ وهو نفس الاتهام الذي سارع السفير الأمريكي في بيروت إلي تأكيده عقب الاشتباكات الطلابية بهدف اشعال نيران المصادمات من جديد‏!‏

لقد شن الكثيرون حملة نقد لاذعة ضد قوي المعارضة اللبنانية حين أعلنت نزولها إلي الشارع‏,‏ ولكنها حين قررت انهاء الوقفة الاحتجاجية‏,‏ سارعت نفس الأقلام الي معايرتها بأنها خسرت المعركة‏.‏ وكأن هناك من يريد أن تظل عمليات الشحن والخصومة مستمرة‏,‏ وبدت مظاهر الاحتفاء بمؤتمر باريس وكأن حصيلة القروض والمنح لصالح فريق دون فريق آخر من الشعب اللبناني مع أن هذا الدعم لن يحقق لحكومة السنيورة ماتنشده مادام الوضع باقيا علي ماهو عليه من توتر‏.‏

إن مايجري في لبنان هو محاولة مفضوحة لتغيير النظام تلعب فيه أصابع كثيرة‏.‏ ولكن السؤال هو لحساب من؟ هل هو لحساب إيران وسوريا كما تدعي الحكومة وقوي‏14‏ آذار‏,‏ أم لحساب امريكا واسرائيل كما تزعم قوي المعارضة؟ هل هو لحساب السنة كما يقول المروجون للطائفية أم لحساب الشيعة كما يدعي خصوم سوريا وايران؟

إن أكبر خطأ يرتكبه اللبنانيون في حق لبنان‏,‏ هو أن يبحثوا عن الحل خارج حدودهم‏,‏ وأن يساندوا أي قرار لاينبع من التوافق والتشاور فيما بينهم‏..‏ واذا لم يكن بد من تغيير النظام فليكن تغييره بأيديهم وبارادة شعبية لاتهدد بالغاء لبنان ولاتقود الجميع الي الخراب الذي زرعته القوي الأجنبية في العراق‏..‏ بغير ذلك سوف تظل أسباب الانفجار كامنة تحت الرماد قابلة للاشتعال في أي لحظة‏
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 07-مايو-2024 الساعة: 10:04 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/39692.htm