المؤتمر نت -
محمد أنعم -
نقابة الموبايل وحرب داحس
يبدوا أن جهاز "الموبايل" سيكون سياسياً أشهر من كسينجر.. طالما وقد اقتحم مجال السياسة في اليمن، وأصبح رقماً يخشاه كل الساسة وجميع الأحزاب والتنظيمات السياسية في اليمن..

إن جهاز الموبايل الصغير، الرقيق، الأنيق الذي يشبه بعجائبه ما ترويه العديد من قصص الخيال عن خاتم سليمان عليه السلام، إنه جهاز لطيف جداً، إلاً أنه متغطرس جداً.. وعفريته مازال محبوساً داخل قنينة في أعماق البحار، وبرغم كل هذه الرقة إلاً أنه يصبح فجأة زلزالاً يدمر بيوت وأسر وممكن دول أيضاً إذا كشر عن أنيابه.. وكله بلمسة يد.. وشبيك لبيك.. فيخرج عفريته وينفذ المهمة..!

يظل "الموبايل" مؤدباً جداً -حتى الآن– في كل دول العالم وبأيدي المراهقين والمراهقات والساسة وربات البيوت وعصابات المافيا ورجال الدين، إلاً في اليمن فهذا الجهاز يقف وراء ازمة سياسية ولم تعد دردشة خاصة بين اثنين كما هو معتاد.. فالأزمة خرجت عن السيطرة وتخلت نقابة الصحافيين عن مهامها ليتقدم غيرها ويرفعون شعارات الدفاع عن حرية القول والتعبير للصحافة ولجهاز الموبايل.

حقيقة أنا ضد نقابة الصحفيين التي طالبت الحكومة بتكليف وزارة الإعلام بوضع لائحة أو شهادة حسن سيرة وسلوك لـ"الموبايل" ورسائله.. لأن هذه الوسيلة لم ترتق لتصنف ضمن وسائل الإعلام المتعارف عليها عالمياً.. أي أن الموبايل غير قادر على تكوين رأي عام، أو إعلان مواقف، أو ترويج لفكر.. و... إلخ، لكن يبدو أن النقابة والحكومة لا يعرفون بهذه الأبجديات.. ويذكرونا هنا بالمثل الكاريكاتوري الشعبي الذي يقول "إّذا رأيت مجنوناً يكيل تراب.. قلله كيل ووفي".

استحضرت هذا المثل وأنا أقرأ تصريح للزميل مروان دماج نشره موقع "الصحوة نت" الاثنين الماضي وهو يقول إن وزارة الإعلام غير جديرة بالإعداد للائحة التي اتفقت بشأنها النقابة مع رئيس الحكومة، الأحد الماضي، تصوروا؟

يقول ذلك وكان حاضراً لذلك الاجتماع. فإذا كان الأمر كذلك حسب ما يعتقده فيخيل لي أن النقابة أعجز من الوزارة وتبدوا الأولى أشبه بجثة "مومياء" وغير مؤهلة حتى لأن تصبح نقابة "للموبايل" أيضاً..

للأسف.. يبدوا أننا مقدمون على حرب داحس جديدة وصارت وشيكة.. أفضل نسميها حرب "البسوس" فهاهم طرفيها يسعون لأن يعقروا الديمقراطية في مواجهات تثير السخرية في شارعنا.. أما لدى الخارج فبالتأكيد سنكون أضحوكة الزمن.. فالذين يدّعون بأنه يحرصون على الرئيس حقاً المفروض أنهم يعملونه على تنفيذ مهامهم الوطنية المكلفين بإنجازها، فهي الرد القوي والشديد على بذاءات السفهاء، أما أن يزايد البعض ويتحدث عن "أمن قومي" ليخفي فشله عن تحمل مسئوليته .. إذاً لا بد أن تقرع طبول حرب البسوس .. ولا مفر أمامنا طالما أعلن إخواننا في بعض أحزاب المعارضة أنهم لن يتراجعوا عن "نضالهم" إلاً بالنصر أو الشهادة.

وكل ذلك من أجل سبع كلمات.. أو سبعون حرفاً.. أو أقل أو أكثر.
شخصيا قررت أن أكون متفرجاً .. طالما وحزبيون تركوا قضايا الوطن وهربوا إلى "الموبايل".. وطالما النقابة تركت قضايا الصحافيين لمعارك فضائحية وخوض حروب تزلفية قذرة كهذه تعبر عن الجاهلية الأولى..
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 14-مايو-2024 الساعة: 11:23 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/45383.htm