المؤتمر نت - الدكتور محمد الدرة
أ.د. محمد محمد الدرة -
قبل أن يصبح الوسط الأكاديمي منبوذا
عبد الحليم ضابط مثقف وصديق لأساتذة الجامعة وكان يحب مجالستهم وبعد أن لا حضنا انقطاعه اتصلت به لأسأله عن سر هذا الانقطاع، وعند ما حاول التهرب عن الإجابة ألحح عليه لساني فكانت إجابته قاسية ومما قاله: بعد جلسات عديدة مع الأساتذة الأفاضل خرجت بنتيجة هي أن أساتذة الجامعات أصبحوا كما لو أن حقل الصراع انتقل بينهم من مجاهدة العلم والظفر به وترقية المجتمع إلى حقل جديد هو حقل المماحكات والمصالح الشخصية.
وقال: هذا الأمر يؤثر على تدن خطير في سقف الأخلاق والأهداف والطموحات والغايات، لذالك أعذرني أن تركت مجالسة الوسط الأكاديمي إلا مجلس الدكتور الجبلي فقد أنست بما أسمع من حديث فيه.
فهمة قسطه وتذكرت عندما كان يجلس معنا يصر على تغيير حديث الصراع والقدح في الآخرين إلى موضوع ثقافي أو علمي يهم الجميع، وسائلة نفسي لماذا يحدث صراع بين بعض أعضاء هيئة التدريس؟ أنا واحد من الأنام لا أزكي نفسي، ولا كن أعترف لكم أن الصراع هو بين عدد قليل من الزملاء وهو غير معلن ومفتعل، والدليل علي ذالك أن ما يحدث هو ذم أو اتهام أو وصف أو نقل كلام أو تحليل كلام قاله فلان أو فلانة أولم يقله وكأن النمام يريد شيء يصل إليه ورغم أنه قد وصل ومنح فرصة لإكمال دراسته وحصل على أعلي مرتبة اجتماعية (أستاذ جامعي) ولاكته لازال يلهث فماذا يريد؟
1- لعله يريد إشباع رغبة المدح بمدح نفسه ولكن عن طريق تحقير الآخرين.
2- ولعل هدفه من اتهام الآخرين وذمهم هو تحقيق مصالح خاصة، وبوسائل دون العزة والإباء، فمنصب وزير أو... يثير لعاب صاحب القلب المريض حتى لو قبل الأقدام، وقد يعتقد أنه لا يصل إليه إلا بالقضاء على جميع المبادئ والاستحقاقات، وبإزاحة كل ناجح ومجد ومجتهد من زملائه فهم حجر عثرة يحاول إزاحتهم بكل الطرق وحتى لو وصل به الأمر إلى تشويه سمعتهم.
ألمصلحي هو من يثير الخلاف من يشكك بالآخرين من يحول مجالس العلم إلي مجالس للنميمة، فما ذا نتوقع أن يحصل عليه من نتائج ؟ وماذا حدث للوسط الأكاديمي عند ما ترك هؤلاء دون ردع ؟
1- شكلوا أحد أخطر الأمراض العلمية والاجتماعية التي كان لها آثارها السلبية الخطيرة في انحراف مسيرة الجامعات والطلاب التواقة إلى التطور رغم قلتهم.
2- ألمصلحي في نهاية المطاف خسر كل الناس (من حب نفسه ما قنا له صاحب) ولم يدرك بأنه لا وجود له بلا جماعة و بلا مجتمع متماسك يحميه و يحفظ له تطلعاته إلا بعد الخسران
3- المصالح التي سعى لتحقيقها بطرق سوقية ومن خلال الالتفاف على كل القيم و المثل و التلاعب بمفاهيمها كانت ستتحقق بصورة آنية و فورية لأن الله هو الكافل للأرزاق.
4-عند ما سكتت الأغلبية عن تصرفات هذه القلة وعدم نهي ما يصدر منها من حديث عن الآخرين عمت السيئة الجميع حتى أصبحت عقبة كأداء أمام مسيرة تطور العلم وأصبح الوسط الأكاديمي منبوذ.
5- استطاع من كان غايتهم المصالح الشخصية نشر ثقافتهم التبريرية لممارستهم النفعية في الأوساط الأكاديمية حتى أصبحت اليوم من أخطر الآفات التي تنخر في أوصال العمل الأكاديمي و أسسه، وأصبحوا معولا هداما يعمل على القضاء على ما تبقى من القيم و المبادئ.
6- المنتمين إلى المبدأ الانتهازي قد قننوا لمبدئهم شعار أسموه (حمران العيون) وأصبحوا قدوة وأصبح حاملي المثل سذج وضعاف، وفي المقابل أصبح الانتهازي بنفسيته الشريرة تظهر على السطح في الظروف العصيبة، وله عواقبه و انعكاساته السيئة على المجتمع كسائر الظواهر والآفات الاجتماعية الأخرى لأنهم في مجموعهم حطموا صمود الأمة، و تركوا الوسط الأكاديمي يعيش في بلبلة شديدة أفقدها قدرة التمييز بين الحقيقة و الزيف.
أيها الصديق العزيز أغلب الأساتذة في الجامعات قد تم اختيارهم بعناية فمثلوا في سلوكهم القدوة الحسنة، وتشعر عند لقاءك بهم أنهم يحملون أهداف سامية، ومثل عليا يكافحون في سبيل تحقيقها و يضحون بالغالي و النفيس من أجل الحفاظ علي سمعتهم. فأحسن اختيار من تجالسهم وسوف تغير رأيك.
لأن عضو هيئة التدريس بالجامعة يمارس ماله من حقوق ويؤدي ما عليه من واجبات مقيداُ بمراعاة مركزة الوظيفي ويتشرف بوظيفته التعليمية والتربوية المساهمة في رقى الفكر وتقدم العلم وتنمية القيم الإنسانية، وصنع مستقبل الوطن وخدمه الإنسانية.
ولاشك أيها الأخ الجليل أن في جلال الرسالة التي يقوم عليها عضو هيئة التدريس وعلو منزلته الوظيفية أنما يرتكز على مجموعة من القيم والتقاليد التي استقرت في أغلب وجدان أعضاء هيئة التدريس جيلا بعد جيل ، هذه القيم وتلك التقاليد تستهدف في جملتها الحفاظ على نقاء صورتهم وحسن سمعتهم بحيث يبدو لدى الكافة داخل الجامعة أو خارجها وقورا مهيبا زاهدا مترفعا عن الصغائر والهنات كمثل يحتذي بين الطلاب وقدوة للجيل الصاعد من الشباب الجامعي، ولا يخلو بيت من...وكان عبد الله أبن أبي من جلساء رسول الله.
عميد كلية الحقوق جامعة تعز
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 05-مايو-2024 الساعة: 04:01 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/45615.htm