خالد الشيخ: السوق يرفض الاغاني الجميلة بعد أن حقق الفنان البحريني خالد الشيخ حلماً رافقه لعقدين من الزمن بتجسيد قصيدة إليك أعود علي خشبة المسرح قدم إلي بيروت ليكون أحد أركان لجنة الحكم في برنامج إكس فاكتور أو إكسير النجاح. بين هذا وذاك لا يجد خالد الشيخ تناقضاً، بل هو يحرص علي العمل من ضمن الموجود ليكون أفضل بحسب تفسيره. خالد الشيخ يرفض ثنائيات الهابط والراقي في عالم الأغنية، ويناقش الموضوع بأبعاد مختلفة في هذا الحوار مع القدس العربي . هنا التفاصيل: قبل قدومك إلي بيروت كنت في قطر حيث قدمت عرضاً مسرحياً موسيقياً غنائياً بعنوان إليك أعود . ماذا في تفاصيل هذا العمل الذي شاهدنا مقتطفات منه علي الشاشة الصغيرة؟ إنها قصيدة للشاعر محمود حامد وضعت نصها الموسيقي وتم عرضها علي مسرح قطر الوطني وذلك برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب والتراث. ونأمل أن تعرض هذه المسرحية في أماكن أخري في الوطن العربي وخارجه. نعرف أن حلمك بتجسيد هذه القصيدة علي خشبة المسرح قديم العهد. فماذا عن تفاعلك كفنان وموسيقي مع كلمات هذه القصيدة؟ قرأت نص القصيدة في مجلة المجلة الكويتية في سنة 1986. ومنذ ذلك التاريخ والقصيدة تسافر معي وأنا مستمر في مراجعتها. وفي سنة 2007 تقرر العرض وفي ذلك الحين بدأت العمل بروحية 2007. لماذا طال الإنتظار كل هذا الزمن؟ هذا النوع من الأعمال يحتاج إلي جهة تتحمل تكاليف إنتاجه وعندما وجدتها سارعنا إلي التنفيذ. لاشك بأن نضوجاً إنسانياً وثقافياً وفنياً أصابك في مدي 21 سنة ساهم في إختمار معين للقصيدة بداخلك. فكيف كانت مقاربتك لها في سنة 2007؟ بالمقارنة بين 1986 وسنة 2007 فقد كنت قليل التجربة. كنت أتعامل مع النص من زاوية الملحن الذي يتبع مزاج القصيدة وتفعيلاتها ولا يري ما هو وراء القصيدة. في العام 2007 تعاملت مع القصيدة بما هو نفس موسيقي أكثر منه نفس تلحيني. تم تحويل بعض النصوص إلي أغنيات مسرح أكثر منها أغنيات سي دي، هذا من جهة الأغنيات. بإعتقادي أن التأخير في تجسيد المسرحية كان في صالح العمل. المسرحية وجدت الترحيب في قطر فهل هناك مبادرات لعروض في بلدان عربية أخري؟ هناك رغبة في أن تعرض في أكثر من بلد عربي وحتي في الخارج. وهذا ما نرحب به لأن القصيدة تعبر عن اللاجيء في شتي أرجاء الأرض، وتبقي فلسطين وشعبها المثال فقط. القصيدة تجسد قسوة الهجرة والبعد عن الوطن والأرض ومرتع الذكريات. المسرحية تضم حوالي الـ160 شخصا فهل تعتقد أن إنتقالهم من مكان لآخر سهل؟ تم تصوير مادة فيلمية قريباً من الأراضي الفلسطينية المحتلة في الأردن حيث وصل المخرج إلي بيئة متقاربة إلي حد ما. وتم تسهيل العمل من قبل المسؤولين في الأردن بحيث أخذ الفيلم جودة الأرض والجغرافيا أي المكان وطعمه ورمزيته. وهذه المادة الفيلمية تساعدنا إلي حد ما في إختصار عدد العاملين في العرض. أنت للسنة الثانية علي التوالي من ضمن لجنة التحكيم في برنامج إكس فاكتور الذي يعرض علي قناة روتانا موسيقي. ألا تجد ثمة تناقضا بين إلتزامك الفني وبين هذا النوع من البرامج التي تخرج هواة يتبعون ما يطلبه السوق الفني؟ لا أشعر بأن الإلتزام يشكل عائقاً أو ممانعة أو إنعزالاً. بالعكس أشعر الإلتزام في المشاركة والإنخراط فيما هو موجود والعمل من داخله لتحقيق أفضل ما يمكن تحقيقه. روتانا التي تعتبر أكبر منتج في الوطن العربي لما يسمي بالأغنيات الشائعة، وهي القائمة علي برنامج إكس فاكتور. وبالتالي من المنطقي أن يكون إكس فاكتور كبرنامج موفراً لروتانا صورة متقاربة عن طبيعة الإنتاج. الإنتاج في السوق الغنائي حالياً يعتمد كثيراً علي ما تنتجه روتانا. ويأتي البرنامج ليؤكد قدرة الشركة التي تعمل بمواصفات السوق. ولو كان الأمر غير ذلك لكان هناك تناقض. وفي برنامج إكس فاكتور نحن نحاول أن نقدم الأفضل للسوق. هل أنت راضٍ عن شكل الغناء الذي تقدمه روتانا وفق مواصفات السوق؟ مواصفات السوق لا توجد خارجه. والسوق هو مجموعة من العاملين النشطين في مجال معين حيث يتبادلون الأراء ويتناقشون في الأفكار. كما أنهم كثيراً ما يخضعون إنتاجهم للتجريب، إما ينجحون أو يفشلون. السوق هو صناعة من يعمل فيه وهو ليس مفروضاً علينا. عندما أضع أغنية جميلة يرفض أي منتج تبنيها وإيصالها إلي السوق فما هي فائدتي منها؟ هل نقول أن السوق هو الذي يحكم نمط الغناء؟ للسوق قيوده طبعاً. في السوق يوجد الماء والسجائر والناس تحتاج للإثنين معاً. لكن السجائر مضرة والماء يحيي الإنسان. كيف تفسر رواج حفلات فنانين وفنانات قدموا أغنيات وأعمالا مصورة وجدت الكثير من النقد في الإعلام؟ إنها قوي السوق. من يمسك بالحفلات ليس بالضرورة أن يكون فناناً. قد يكون متعهد حفلات شاطر، يعرف أصول الدعاية والتسويق، ويعرف إختيار الأشخاص في توقيت جيد. وبذلك يستطيع تقديم حفلات ناجحة. وليس بالضرورة أن يكون هذا المتعهد موسيقيا أو فنانا. وهذا موجود علي صعيد العالم اجمع وليس في بلداننا فقط. في أية خانة فنية تضع نفسك كملحن ومطرب خليجي؟ وأين أنت من الأصالة علي هذا الصعيد؟ برأيي أننا اليوم نخلق الأصالة فيما نضعه من ألحان، وبما نفعله ونفكر به. كذلك نحن نصنع الأصالة من خلال حجم تأثيرنا في المجتمع وفي الناس. يجوز أنه بعد 150 سنة سوف تنظر الأجيال المقبلة إلي ما تم إنتاجه، وبالتالي تطلق علي بعض ما قدمناه تعريف الأصيل. يوصف بعض الغناء المصري واللبناني بالهبوط. هل هذا موجود علي صعيد الأغنية الخليجية أيضاً؟ في العالم برمته الكثير من الإنتاجات الغنائية التي تصنف وتحسب في خانة الرقي، فيما يصنف غيرها في خانة الهبوط. لكن نحن نجهل من هم الذين يتفقون علي وصف هذا أو ذاك من الإنتاج بأنه هابط أو راق. هناك الكثير من التداخل بين المصنفات الراقية والهابطة. سمعت الفنان دريد لحام يقول مرة أنه يرغب أحياناً بسماع أغنية الطشت قللي . فهل نقول علي سبيل المثال أن دريد لحام يجب أن لا يستمع إلي هذه الأغنية لأنها هابطة؟ من هم الذين يشجعون الغناء الهابط؟ عندما نقول ان غناء هابطا يلقي رواجاً فهذا يعني وجود من يستهلكه وليس من ينتجه فقط. فلا يجوز في هذا الجانب أن نشير إلي أغنية لا نحبها بأنها هابطة ومن ثم نصف كل من يستمع إليها بالهابطين. شخصياً لست من المؤمنين بثنائيات الهابط والراقي. بل اؤمن بالشغل الجميل. الأغنية هي عبارة عن إلتحام بين موسيقي وكلمات. فن الكلام قائم بذاته وكذلك الموسيقي قائمة بذاتها. من جهتي قد لا أعجب في أحيان كثيرة بالكلام بل أعجب بالعمل الموسيقي، أي بالفكر الموسيقي الموجود خلف الكلام. ما هو جديدك الغنائي الخاص بعد مسرحية إليك أعود ؟ إنتاجي الخاص متوقف حالياً نظراً لإنتهاء عقدي مع شركة روتانا بعد خمس سنوات من التعاون أنتجنا خلالها خمسة أعمال غنائية سي دي . هل يعقل عدم تجديد هذا العقد وأنت موجود للسنة الثانية في برنامج إكس فاكتور؟ الرغبة موجودة لدي الطرفين لكن حتي الآن لم تحصل متابعة للموضوع *القدس العربي |