المؤتمر نت - جميـل الجـعدبي
جميـل الجـعدبي -
عذراً مدريد .. فليس من شيمنا
*عذراً أصدقائنا في مملكة أسبانيا فليس في قواميسنا مطلقاً ولا من شيمنا مجرد الإساءة فقط لضيوفنا أياً كانت جنسياتهم ودياناتهم فكيف بنا اليوم أمام سفك دمائهم في حادث إرهابي مزق جسد وطننا وضربه في مقتل قبل ان يهوي صوب حافة النقل التي كانت تقل مجموعة من رعاياكم ومرافقيهم اليمنيين .

*عذراً مدريد وأسر ( ميجول ، وأنطونيو ، وماريا ، وأزابيل ، وجابريل ، وماريا وماجي ) عذراً لأسر وأهالي و جيران بقية المصابين.. عذراً أصدقائنا ..فالقاتل هنا هو القاتل ذاته في الـ(11) من سبتمبر بنيويورك 2001م وهو الوباء ذاته الذي فعلها عام 1997م قرب معبد الملكة حتشبسوت في مذبحة مدينة الأقصر المصرية والتي راح ضحيتها 58 سائحا اجنبيا . وهو المنفذ لاعتداءات منتجع شرم الشيخ التي راح ضحيتها 288 مابين قتيل وجريح.. وهو من أزهق أرواح 67 شخصا بفنادق الأردن عام 2006م .

. هوفي انفجارات مدريد 2004 م . وفي هجوم الخميس على قطارات العاصمة الاسبانية . وفي تفجيرات لندن 2005م. وهو ذاته القاتل لـ(4500) شخص في (11100) حادثة إرهابية عام 2005م وغيرها من الأعمال التي شهدها العالم ، وكانت بلادنا وحكومتنا ولا زالت من أوائل الدول المسارعة للتعاون مع المجتمع الدولي لمحاربة هذه الآفة ومحاصرتها عبر مختلف الوسائل والإمكانيات .

* هذا الشبح الغامض الذي يضرب في كل مكان وعلى حين غرة مخلفا وراءه ضحايا أبرياء ودمار في الممتلكات واقتصاديات الدول . امتد بأفعاله المشينة والمدانة والآثمة في كل الدول وانتشرت جراحاته في كل المجتمعات . فهو وباء ينتشر دون استثناء لاى جنس او لون او وطن . و.بات التصدي له ومواجهته مسئولية جماعية تشترك فيه الحكومات والشعوب العربية والإسلامية والدولية .

*فعذراً مدريد ..إن آلة الإجرام هنا لا تفرق بين لون بشرة ضحاياها ولا جنسياتهم ولا تراعي حتى حرمة لمكان استهداف ضحاياها ، وإلا ما كان لهم أن يفعلوها بالقرب من الشاهد الحضاري حرم الملكة بلقيس التي قالت ذات يوم ( إني أسلمت مع سليمان لله رب العالمين ) .ليكشفوا بفعلهم الشاذ والمنبوذ عن كنههم الخسيس ونذالة مبتغاهم وقبح غرائزهم . مؤكدين من خلال اعتدائهم على الأمنيين ضيوف اليمن الذين جأوا لمشاهدة عظمة تاريخ وتراث أجدادنا لشعوب العالم خروجهم عن الملة والدين وحتى الأعراف والعادات القبلية التي يتميز بها أبناء محافظة مأرب خاصة واليمنيين عامة .

*فعذراً أيها الأصدقاء .. فهاهم أهل اليمن أطفالا و شبابا وشيوخ . رجالا ونساء . هاهو المجتمع اليمني بمختلف شرائحه يحتشد غضبا عارما و صرخة واحدة للبراءة منهم ونبذ سلوكهم الشاذ . وهذى قلوب أكثر من (20) مليون يمني تقطر ألماً وتعتصر حزناً لما حل برعاياكم في أرض الجنتين ويمن الأيمان والحكمة والحضارة الإنسانية والبلدة الطيبة كما وصفها الله الرب الغفور . وأراد لها هؤلاء المفسدين في الأرض باعتدائهم الأثيم أن تكون عكس ذلك .

*عذراً مدريد .. وستظل دماء رعاياك ِ الأبرياء والتي نال الإرهابيون بسفكها من وطننا واقتصادنا وألحقوا الأذى بنا جميعاً على إمتداد الوطن العربي والإسلامي ولطخوا حتى تاريخنا وجرحوا نبل أخلاقنا بفعلهم المنكر
ستظل تلك الدماء وصمة عار ولعنة أبدية تطارد مقترفي ذلك الإثم وكابوساً يؤرق مضاجعهم .

*عذراً مدريد .. يوم لا ينفع الاعتذار تجاه منكر تعاظمت معه خسارة اليمنيين أرضاًَ وإنساناً وأخلاقاً. ويوم لا تكفي الإدانة والغضب والحزن لإيقاف المأساة ورد اعتبار اليمن ،و يوم لا تجدي العقوبة لشناعة الفعل وعظيم المصاب وبشاعة الفجيعة التي أساءت لسمعة اليمن وخدشت الصورة الطيبة للشعب اليمني الأصيل .
[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 10-مايو-2024 الساعة: 03:01 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/46263.htm