عبدالملك الفهيدي -
عذراً أيتها الحالمة
في بلد كاليمن يحدث أن تستغل مفاهيم الديمقراطية وحرية التعبير من قبل البعض بشكل اعتسافي، فتتحول حرية التعبير إلى مجرد ( مقالات شتائيمة) لا أكثر من ذلك. وليت المصيبة تقف عند هذا الحد فحسب ؛ فاعتساف الحقيقة والبراعة في مقالات الشتائم وإفساح بعض الصحف مساحات لها جعلت بعض الأشخاص وتحديداً " الكتبة منهم" يختصرون الجغرافيا والتاريخ والإنسان المنتمي لذات المحافظة- التي ابتليت، بكونها مسقط رأس لأولئك الأشخاص –في ذواتهم.

قبيل الانتخابات نشر البعض من الصحفيين مقالات " شتائمية" كثيرة أقبح ما كان فيها أنها حاولت التباكي على تعز بلغة مناطقية مقززة، وظن أبناء تعز ومثقفوها وسياسيوها وتجارها وبرلمانيوها ..الخ أنها حمى الانتخابات.

الآن يحاول أفراد كـ"صلاح الدكاك" معاودة الكرة من جديد.. وبذات اللغة المناطقية القبيحة والألفاظ الشتائيمة التي لا يستثنى منها حتى أبناء تعز الذين يزعم الدكاك الدفاع عنهم.

في مقاله الأخير المنشور في الثوري يزعم "الدكاك" أن مشكلة مشاكل تعز هي بقاء القاضي الحجري محافظاً لها.. وبغض النظر عن سلبيات أو إيجابيات الحجري فنحن هنا لا ندافع عنه - إلا أنه يحق لنا أن نسأل "الدكاك" وأمثاله من "الصبية" المحاولين لبس أقنعة زائفة من النضال الذي لا يتعدى الشتائم والسباب ولغة المناطقية: بأي حق يختزلون تعز في ذواتهم؟! و بأي حق ينصبون أنفسهم متحدثين بالنيابة عن هذه المحافظة التي أنجبت خيرة أبناء اليمن؟
أين ذهب مثقفو تعز، وأدباؤها، وفنانوها، وقبل ذلك سياسيوها وبرلمانيوها ورجال الأعمال فيها حتى ينصب مدع نفسه مناضلاً ومتحدثاً باسمها.

كواحد من أبناء تعز لم أتجرأ يوماً أن أكتب عن تعز ليس خوفاً من الظهور بمظهر المناطقية بل خوفاً من اختصار هذه المحافظة السياسية والثقافية وأكبر محافظات اليمن سكاناً في الذات ومحاولة تنصيبها بديلاً لكل من يقطنون تعز ويحملون في هوياتهم اسمها.

إن بذاءات الدكاك المناطقية ومحاولته الجمع بينها وبين اللغة الانفصالية لا تعبر إلا عن ذات مصابة بمرض حب الظهور ليس إلا؛ لأنها لا تعبر عن أبناء تعز الذين كانو وسيظلون يفتخرون أن ملايين اليمنيين يرددون كلمات أحد أبناء محافظتهم " وحدتي وحدتي يا نشيداً رائعاً يملأ نفسي أنت عهد عالق في كل ذمة" والتي باتت نشيداً لكل اليمنيين من صعدة إلى المهرة.

ان تعز أكبر من أن يحاول فرد تنصيب نفسه متحدثاً باسمها خصوصاً عندما يكون هذا الفرد لا يعبر إلا عن ذاته، ولا يملك أية شرعية للحديث باسم محافظة تعج بالسياسيين والمثقفين.

ولنذكر من يحنون إلى الماضي ويحاولون إلباس حنينهم إليه لغة المناطقية بأن تعز كانت أكثر محافظات اليمن تأثراً بصراعات الماضي الشطري.وأكثر المحافظات دفعاً لثمن حروب المناطق الوسطى التي كان الاشتراكيون الذين يتغنى بهم الدكاك وراء إشعالها . فعشرات النساء رملت، ومئات الأطفال يٌتموا لا شيء إلا لأنهم من تعز، وفي الأخير لم تجني تعز من ثمن مواقف بعض أبنائها آنذاك شيئاًً سوى تأخر في الحصول على حصتها من مشاريع التنمية ونبذ من قبل من وقف بعض ابناءها معهم ضد اخوانهم .

وإذا ما استثنينا كل شرائح أبناء تعز فليس لأحد من حق الحديث باسمها سوى أولئك الأربعين برلمانياً الذين انتخبهم أبناء المحافظة ممثلين عنهم في البرلمان لأنهم وحدهم من يملكون شرعية الحديث باسم أبناء تعز. أما الآخرون من المصابين بأمراض الذات، واللابسين لأقنعة النضال المناطقي البغيض فهم ليسوا سوى مجرد "اشخاص " لا يعبرون الا عن نفسياتهم .. ونقول لهم كفوا عن اختصار تعز في ذواتكم.. فهي أكبر من أن يحاول مدع بث "امراضه" المناطقية باسمها.
عذرا تعز ...عذرا فما كنت الا دوما حالمة وماكان فيك ولا من ابناءك من يتقيئون لغة المناطقية وان ظهر منهم عاق فهو استثناء والشاذ دوماً يؤكد القاعدة.

تمت طباعة الخبر في: السبت, 04-مايو-2024 الساعة: 06:45 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/46644.htm