المؤتمر نت - ترويسة الصحيفة
افتتاحية صحيفة 26 سبتمبر -
20 سبتمبر
ال20 من سبتمبر 2006م يوم تاريخي في مسيرة تحولات التجربة الديمقراطية اليمنية، ليس فقط لأن الانتخابات الرئاسية والمحلية اجريت في هذا اليوم ولكن لما عكسته مجمل العملية الانتخابية من حيوية وتنافس غير مسبوق بين مرشحين يمثلون مختلف ألوان الطيف السياسي الحزبي في الساحة الوطنية، أكد ان الديمقراطية بماتعنيه من حرية رأي وتعبير وتعددية سياسية وحزبية وتداول سلمي للسلطة واحترام لحقوق الانسان خيار وطني لارجعة عنه وان الشعب هو مصدر كل السلطات في وطن ال 22 من مايو العظيم.

المهم أن الاجواء والمناخات التي سادت انتخابات ال20 من سبتمبر- والتي يصادف الخميس 20 سبتمبر 2007م اكتمال العام الأول على اجرائها -شكلت انتقالة نوعية في الوعي الديمقراطي لأبناء شعبنا اليمني الذي اثبت بروحه الحضارية أن ممارسته لحقه الانتخابي في مستوى هذا الاستحقاق- مجسداً إرادته الحرة عبر صناديق الاقتراع -جعلته مثار اعجاب العالم الذي شهد بشفافية ونزاهة هذه الانتخابات، وكان انتخاب فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح لفترة رئاسية جديدة، تجسيداً لمكانته في قلوب وعقول ابناء اليمن كزعامة وطنية صنعت اعظم الانجازات والتحولات في تاريخ اليمن المعاصر وفي مقدمتها الوحدة ورديفها الديمقراطية، مؤكدين ابناء اليمن بذلك ثقتهم بأنه الربان القادر على مواصلة قيادة سفينتهم بحكمته ونظرته الثاقبة كافة الصعوبات والتحديات الداخلية والخارجية في بحر الاحداث الاقليمية والدولية وماتفرزه من ظروف وأوضاع تؤثر سلباً على توجهات مسيرة البناء والتنمية والنهوض الشامل على طريق بناء اليمن الجديد والمستقبل الأفضل لجيل الحاضر والأجيال القادمة.
أن الأكثر اهمية والذي ينبغي استخلاصه من انتخابات 20 سبتمبر بعد مرور عام على اجرائها هو أن الشعب قال كلمته بوضوح عبر صناديق الاقتراع ومنح ثقته لمن يستحقها ويصون الأمانة وأن العودة باليمن الى الوراء ضرب من المستحيل وأن تجاوز الصعوبات ومجابهة التحديات والانتصار عليها ليس عبر المشاريع المشبوهة التي يحاول اصحابها إرجاع اليمن الى الخلف ونبش الماضي تفتيشاً عن حلول لمشاكل الحاضر.. ولكن بالمزيد من الديمقراطية واحترام الدستور والقانون والالتزام بالثوابت الوطنية وتمتين عرى الوحدة الوطنية والتي تعطي الجميع مساحة واسعة للعمل الايجابي المسؤول المحقق لشراكة صحيحة من خلالها يتمكن الجميع في هذا الوطن من الإسهام الفاعل في ايجاد الحلول والمعالجات لأية قضايا ومشاكل تفرزها المتغيرات الوطنية او تنتج عن تداعيات الأحداث في المنطقة أو تنجم عن التأثير الانعكاسي السلبي السياسي والاقتصادي للأوضاع العالمية عبر رؤى جادة تضع مصلحة اليمن فوق اعتبارات المصالح الحزبية والشخصية الضيقة.
أما الهروب الى الخلف والى الفوضى أو فهم الديمقراطية بمفاهيم خاطئة وتخريبية والتوهم بأن ذلك سوف يحقق مكاسب لهذا الحزب أو ذاك أو لهذه الجهة أو تلك فان ذلك لن يؤدي سوى الى كارثة ويفضي في النهاية إلاَّ الى الفوضى التي هي في دلالاتها المباشرة محاولة انقلاب على الديمقراطية التي لم تستوعبها أو لاتريد ان تستوعبها عقول البعض ليثبتوا أنهم مع كل خطوة تحققها التجربة الديمقراطية يعودون خطوات الى الخلف وهذا مايتجلى بوضوح في انتخابات ال20 من سبتمبر 2006م والتي برهنت نتائجها كم هؤلاء بعيدون عن الناس وقضاياهم وهمومهم، وكم كانت الجماهير اليمنية متقدمة بوعيها الديمقراطي ومتجاوزة لمنطق تفكيرهم الماضوي الشمولي.. فهل حان الوقت ليدركوا ان الماضي لن يعود والفوضى لاتولد الا الفوضى والصعوبات والمشاكل معالجتها وحلها لايكون الا بالمزيد من الديمقراطية والرؤى الموضوعية والصائبة.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 08-مايو-2024 الساعة: 07:35 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/49078.htm