المؤتمر نت -

المؤتمرنت -
غياب (دراما الإرهاب) برمضان.. إعلان فشل أم غياب مؤقت؟
تغيب عن الشاشات العربية خلال رمضان لهذا العام ما باتت تعرف بـ"دراما الإرهاب"، مما فتح الباب للتساؤل عن سبب ذلك. ويعزو البعض ذلك الغياب لاقتناع منتجي هذه الدراما بفشل الهدف الذي أنتجت من أجله، بينما يرى آخرون أن الأمر يعود لظروف تجارية بحتة.


فخلال السنوات الثلاث الماضية عرضت محطات تلفزيونية عربية عددا من الأعمال الدرامية التي تناولت ظاهرة "عنف الجماعات الإسلامية"، الذي تصنفه دوائر عدة ضمن خانة ما تسميه الإرهاب.


ويرى الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة أن غياب هذا النوع من الدراما يعود لتراجع الطلب عليها، لافتا إلى أن شركات الإنتاج تبحث عن العمل الذي يمكن تسويقه بأفضل الأسعار، مضيفا أن "الجهات التي كانت تطلب هذا النوع من الأعمال ربما عزفت عنه بسبب ضعف الإقبال الجماهيري عليه، وما تعرضت له من انتقادات في الأعوام السابقة".


معالجة سخيفة
وقال الزعاترة للجزيرة نت إنه عندما يحظى مسلسل مثل "باب الحارة" بنسبة مشاهدة كبيرة العام الماضي على رغم كونه نسخة شبه مكررة من مسلسل "ليالي الصالحية" مقابل الحضور المتواضع لأعمال تعالج ملف العنف مثل "الحور العين" و"دعاة على أبواب جهنم"، فإن من الطبيعي أن تعزف المحطات وتاليا المنتجون عن النوع الأخير من الدراما.


واعتبر الزعاترة أن المعالجة الدرامية لهذه الأعمال كانت سخيفة، وزاد أنها "لم تعكس الحقائق على الأرض، بل كانت أقرب إلى الفنتازيا في شيطنتها للمتهمين بالعنف، فلم تحقق المطلوب، مع العلم بأن المجتمعات الإسلامية ما زالت ترفض العنف الموجه إلى داخلها".


ويرى الزعاترة أنه "لم يعد مقبولا لدى الناس الخلط بين عنف الداخل وبين المقاومة المشروعة ضد الاحتلال"، مشيرا إلى أن ذلك هو "ما وقعت فيه تلك المسلسلات".


وكان ثلاثة أعمال من أصل أربعة تصنف ضمن "دراما الإرهاب" نفذها المركز العربي للخدمات السمعية والبصرية في الأردن، وهي "الطريق إلى كابل" و"دعاة على أبواب جهنم" و"الطريق الوعر".


وأقر رئيس قسم الأبحاث والنصوص في المركز, ياسر قبيلات بغياب إنتاج الدراما التي تتناول "إرهاب الجماعات الإسلامية المتطرفة"، مشيرا إلى أن تصنيف هذه الدراما يدخل في باب "الدراما السياسية الاجتماعية".


"
إرهاب الدولة
وقال قبيلات للجزيرة نت إنه لا يوجد غياب تام لدراما الإرهاب هذا العام، وأضاف "تحت تصنيف دراما الإرهاب أنتج المركز العربي هذا العام عملا مهما وجريئا هو "الاجتياح" الذي يتناول الجانب الآخر من مشكلة الإرهاب وهو إرهاب الدولة الإسرائيلي المسكوت عنه".


واعتبر قبيلات اقتصار تصنيف دراما الإرهاب على ما تمارسه جماعات إسلامية بـ"المتحيز"، وأضاف "الإرهاب أوسع من ذلك بكثير.. فهناك جماعات متطرفة مسيحية وهندوسية وغيرها، وهناك إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل وغيرها من الدول بأفظع أشكاله، لاسيما العنف المسلح المكشوف ضد الفلسطينيين العزل".


ونفى قبيلات توقف الطلب على هذا النوع من الأعمال، وقال "أعرف أنه كان من المفروض أن يخرج إلى النور عمل واحد على الأقل من هذه الأعمال هذا العام لكن الظروف الإنتاجية حالت دون ذلك، وأتوقع أن يشهد العام القادم عودة لمثل هذه الأعمال".


ونفى أن يكون الهدف من هذه الأعمال تشويه صورة الجماعات الإسلامية أو السعي لتحسين صورة من يكافحها، وقال "الغاية من هذه الأعمال هو تحفيز المجتمع للنظر بعينيه الاثنتين إلى هذه الظاهرة"، ورأى أن ما يعتبره البعض "مبالغات" في هذه الأعمال هي "حقائق لم تعرض بالصورة الفنية المقنعة".


وكانت اتهامات وجهت لهذه الأعمال بأنها ممولة من قبل أجهزة مخابرات عربية تريد تشويه الظاهرة الإسلامية، لكن قبيلات وصف هذه الاتهامات بأنها تندرج في "باب الشائعات الساذجة"، مؤكدا أنه تم الاتفاق على كل هذه الأعمال بشكل اعتيادي مع إدارات التلفزة المعنية.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 07:02 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/49087.htm