المؤتمر نت -
عبدالله‮ ‬الصعفاني -
قمة المأساة.. ذروة الملهاة
‬من‮ ‬قادة‮ ‬العمل‮ ‬السياسي‮ ‬المعارض‮ ‬من‮ ‬لايتمتع‮ ‬بأيِّ‮ ‬حسنة‮ ‬يستطيع‮ ‬بها‮ ‬أن‮ ‬يكسب‮ ‬رضا‮ ‬الناس‮ ‬أو‮ ‬حتى‮ ‬رضا‮ ‬والديه‮ ‬في‮ ‬أي‮ ‬انتخابات‮ ‬ومن‮ ‬أي‮ ‬نوع‮..‬
هو فقط يشتغل على ورقتين.. ورقة ركوب المشاكل الداخلية الاقتصادية والمعيشية والنفخ في كل ما يمت إلى قلة العقل برابط أو صلة.. وورقة انتظار أن توكل إليه مهمة شبيهة بتلك التي حصل عليها أمثال أحمد الجلبي في العراق وانتهت إلى ماهو معروف من أنهار الدم وأشكال التشظي وخروج الجميع من اللعبة السياسية بحيث صار الخارجي القريب والبعيد هو الذي يتحكم بعدد الأرواح التي يجب أن تغادر الدنيا إلى بارئها دونما إجابة على السؤال »بأي ذنب قتلت..؟«،

غير أن هؤلاء لايدركون أن الورقتين محروقتان.. فالعزف على الأوجاع المعيشية والمطالب الحقوقية يتوارى في الفراغ الأجدب في فضاء أن الخيِّرين في هذه البلاد لن يتركوا أوجاع الناس تتصاعد وسيعملون على خلخلة الأمور في إطار الواجب الوطني ووظيفة الدولة مدفوعين بأن حياة الناس فعلاً تتعقد ولابد من حلول يؤكد عليها واجب الوظيفة واليمين الدستورية والضغط الذي تمارسه كل القوى المخلصة باتجاه إلجام الفاسدين وإخراس العابثين المستهترين بصرف النظر عن مواقعهم الحزبية والحكومية ولايدرك العازفون على الوجع بالضغط المستمر على ازرار الخطر أن سقوط المشروع الأمريكي في العراق عقّد كثيراً السائرين على نموذج الجلبي، ومن يتابع ما يعتمل في اتجاه التفكير داخل الدوائر الأمريكية البرلمانية والإعلامية والسياسية سيقف على حقيقة ان ما حدث من تدخل في أماكن مختلفة من العالم لم يقد القطب العالمي الأوحد إلاَّ إلى الفشل والكراهية من كل الشعوب المكتوية بنيران لم تبق ولم تذر.. ونزيف تعقدت محاولات‮ ‬إيقافه‮.‬

^ ولقد نزل موقف المعهد الديمقراطي الأمريكي من مبادرة الرئىس علي عبدالله صالح حول الإصلاحات الدستورية والسياسية كالصاعقة على بعض أطراف العمل السياسي في اليمن إذ كيف يرحب المعهد بالمبادرة ويقدرها ويصير برهاننا عليه وهو الذي كان أحد خيارات الضغط على اليمن.. حتى أن قيادياً طيباً مثل حمود هاشم الذارحي فاجأني بتصريح أعلن فيه اكتشاف أن تأييد المعهد الديمقراطي الأمريكي لمبادرة الرئيس اليمني هي ترجمة للمفهوم الاستعماري »فرّق تسد« ومعه حق في أن الاستعمار لايزال يفرق ليحقق أهدافه، ولكن ماذا نقول في سياسيين محليين وقادة‮ ‬حزبيين‮ ‬يفرِّقون‮.. ‬وينفخون‮ ‬في‮ ‬التمزق‮ ‬ليس‮ ‬ليسودوا‮ ‬أو‮ ‬يحكموا‮ ‬بحكم‮ ‬غياب‮ ‬حسنات‮ ‬الحاضر‮ ‬وسوء‮ ‬منقلب‮ ‬الماضي‮ ‬وإنما‮ ‬فقط‮ ‬رغبةً‮ ‬في‮ ‬أن‮ ‬يخربوها‮ ‬ويقعدوا‮ ‬على‮ ‬تلّها‮ ‬وهي‮ ‬لعمري‮.. »‬قمة‮ ‬المأساة‮ ‬وذروة‮ ‬الملهاة‮«.‬
*عن الميثاق
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 22-مايو-2024 الساعة: 06:05 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/52680.htm