المؤتمر نت -
افتتاحية الثورة -
التوليفة المتناقضة!!
مع أننا لسنا بحاجة إلى شهادة أحدٍ في ما حققته اليمن على أصعدة التنمية والديمقراطية وحرية الرأي والتعبير واستقلالية القضاء وبناء مرتكزات الدولة الحديثة وترسيخ عوامل الأمن والاستقرار، وكذا ما أنجزته من خطوات في إطار برامج الإصلاح السياسي والاقتصادي باعتبار أن شواهد هذا التطور هي من صارت تتحدث عن نفسها من خلال الوقائع والحقائق الماثلة أمام كل ذي بصرٍ وبصيرة.

ورغم عدم اضطرارنا للاستدلال بمثل تلك الشهادة من أي طرف كان لقناعتنا بأن أكبر شهادة على صدق إرادة التحول الذي أنجزناه هي شهادة الشعب اليمني، فإن ما يثير الاستغراب أن يرى العالم صورة اليمن بأفضل مما يراها بعض أبنائها ممن يدعون صفة الانتماء إليها والذين يظهرون في مواقفهم وكأنهم في خصومة مع هذا الوطن الذي يستهدفونه بخطاب التشويه والزيف والتضليل ويعملون على التشنيع به في وسائل الإعلام الخارجية والداخلية إلى درجة وصل الحقد ببعضهم للقيام بالتحريض واستعداء الدول والمنظمات الدولية المانحة ضد هذا الوطن الذي يتشدقون زوراً وبهتاناً حرصهم عليه أو أنهم يعملون من أجل تنميته وسعادة أبنائه.

ومن المؤسف حقاً أن نجد هذا النموذج الحاضر بيننا من خلال بعض الأحزاب والعناصر التي تمارس السياسة والعمل الحزبي على قاعدة المبدأ الميكافيلي «الغاية تبرر الوسيلة».
وتحت تأثير هذه القاعدة الانتهازية فإنهم الذين يبنون توجهاتهم وتحركاتهم وفق حسابات ذاتية ضيقة تقوم على الابتزاز والتكسب الرخيص واللهث وراء بعض المصالح الأنانية حتى وان كانت مثل هذه المسلكية تتعارض وتتصادم كلياً مع المصالح العليا للوطن.

والمثير حقاً أن هذه التوليفة من السياسيين والحزبيين والعناصر الظلامية الموتورة والتي لا شيء يجمع بين تلاوينها الفكرية والسياسية والإيديولوجية باستثناء تلك الانتهازية المفرطة التي كشفت عن أن هناك نوعية من البشر لا تشعر بأي خجل أو حياء حينما تتبادل الأدوار والمواقف بصورة لا يجيدها حتى أولئك الممثلون الذين نراهم على شاشات السينما أو التلفاز أو على خشبات المسارح وهم يتقمصون أدوار غيرهم وفقاً لما رسم لهم، مقابل ما يحصلون عليه من أجر وهي الحقيقة التي نجدها في توليفة المتناقضات التي يلتقي على مائدتها غلاة الماركسية والأممية ومنظِّرو القومية والنهج الإسلامي مع دعاة الفكر الظلامي المتخلف الذي مازال يحلم بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء بالانقضاض على مبادئ الثورة والنظام الجمهوري وإعادة الحكم الكهنوتي المباد.

وعليه فإذا كان من الصعب تبرير هذه الحالة النادرة التي تتزاوج فيها المتناقضات على نحو غير مألوف فإن الأصعب من ذلك استمرار التغاضي عن هذا التحالف المشبوه وما ينتجه من إفرازات ضارة بالوطن ومصالحه العليا، وهل من المنطق والمصلحة الوطنية تجاهل مثل هذا التمادي وكل الدلائل تؤكد على أن هناك من يقيم علاقاته من منظور عدواني يستهدف الوطن وأمنه واستقراره وأن هناك من يتحين الفرصة لتوجيه سهامه المسمومة إلى خاصرة هذا الوطن الذي لم يفكر في يوم ما أن ينتقم لنفسه من هؤلاء العصاة والعاقين على الرغم من كل ما لحق به من سوء وأذى.

إن المسئولية تقتضي من كل المخلصين لهذا الوطن الإسراع في إيقاف ذلك الاستهتار ولجم أصحابه حتى لا يصبح التطاول على الوطن وثوابته موجة يركبها اللئام ومرضى النفوس والضمائر
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 08-مايو-2024 الساعة: 08:00 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/53261.htm