المؤتمر نت -
افتتاحية الثورة -
ملحمة السبعين ..دروس لا تنسى!!
لا شك أن ملحمة السبعين يوماً التي كللت بدحر الحصار الذي فرضته قوى الارتداد من فلول الرجعية الإمامية على عاصمة الوطن صنعاء، في لحظة تاريخية فاصلة اعتبرت من أصعب المراحل التي مرت بها الثورة اليمنية ونظامها الجمهوري، تضع أمام أعيننا ونحن نحتفي بذكرها الأربعين، العديد من الحقائق والوقائع والشواهد الهامة التي لا يمكن أن نمر عليها مرور الكرام بالنظر لما استوعبته هذه الملحمة من دروس نضالية عظيمة ومآثر خالدة، رسم ملامحها أبناء الشعب اليمني الذين صنعوا مع أبطال القوات المسلحة والأمن، تفاصيل ذلك الانتصار التاريخي، الذي أسقط كل رهانات ومحاولات القوى المعادية للثورة، التي أرادت مصادرة روح التحرر والحرية وإعادة هذا الوطن إلى غياهب الظلم والاستبداد والاستعباد ومهاوي التخلف والجمود والانحسار، دون إدراك لحقيقة أن هذا الشعب قد اختار طريقه وحدد خياراته وقدم الكثير من التضحيات من دماء أبنائه الزكية، ثمنا لتلك الخيارات، بإرادة يستحيل النكوص فيها، مهما بلغت جسامة التحديات أو شراسة المؤامرات.
وحتى تقف الأجيال الجديدة، التي ترعرعت في كنف الثورة وعطائها السخي، على مجريات ملحمة السبعين يوماً والتي توجت بانتصارها العظيم في (8) فبراير 1968م لابد من القول أن ذلك الانتصار قد عكس مدى تشبث اليمنيين بأهداف ثورتهم ونظامهم الجمهوري، واستعدادهم للذود عن تلك الأهداف بالغالي والنفيس بعد أن صارت بالنسبة لهم، العقد الذي اجمعوا عليه، وحددوا من خلاله منطلقاتهم ووجهتهم وغاياتهم المستقبلية وعمّدوا شرعية ذلك بالدم ليسقطوا بذلك أي مفهوم من المفاهيم البالية، التي اضمحلت وتلاشت تحت وقع ثقافة الثورة والوعي بها، خاصة بعد أن ترسخت لدى الجميع القناعة بأن الثورة، إنما جاءت لتحدث التغيير الشامل وتعظم حق الإنسان في امتلاك حريته وكرامته، وتعمل على السير به في اتجاه إنجاز تطلعاته في ميادين التقدم والتطور والانتقال إلى رحاب العصر، واستعادة مكانته ودوره الحضاري بين الأمم.
والحقيقة التي ينبغي ان نلتقي حولها تتجسد في أن من نتائج ملحمة السبعين يوماً، أنها استطاعت أن تقدم أهداف الثورة اليمنية في قالبها الأرقى ومضمونها الأشمل ومقصدها الحضاري الخلاق، لتبرهن وبصورة مقنعة على أن المستفيد الأكبر والوحيد من الثورة وأهدافها ونظامها الجمهوري هو الشعب، بكل مكوناته الاجتماعية، وأن ذلك مثّل حينها الرد الحازم والحاسم على تلك القوى الظلامية التي عجزت بسبب طبيعتها الاستبدادية وعقليتها المتحجرة، عن استيعاب واستخلاص معطيات الثورة وضروراتها كحتمية تقتضيها عملية اللحاق بركب العصر وإنهاء حالة الجمود والعزلة التي فرضت على اليمن ردحاً من الزمن.
وها هو شعبنا يجني - اليوم - ثمار تلك الثورة، من خلال التحولات والمنجزات الكبرى التي تحققت للوطن اليمني في كافة المجالات.
وتدلنا مؤشرات هذه الحقيقة على القفزة الهائلة التي وصلت اليها اليمن، في العهد الميمون لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح، الذي يعود إليه الفضل في ترجمة أهداف الثورة على النحو الأكمل، حيث استعاد الوطن وحدته، واستكمل أهم خطواته على صعيد البناء والتطوير والتحديث.
وللأمانة التاريخية فإن عهد الرئيس علي عبدالله صالح شكّل جسر العبور الذي نقل الحياة اليمنية من الصراع إلى الاستقرار ومن التناحر والقلق إلى الاطمئنان بعد أن سخر هذا القائد الشجاع والحكيم، كل وقته وجهده من أجل خدمة شعبه ووطنه وأمته وتعزيز قيم التنمية والديمقراطية والحرية ليخرس بعطائه السخي، أبواق المزايدين والمرجفين ومرضى النفوس الذين ما زالوا ينشدّون للماضي ويحنون إلى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، مع أن ذلك أبعد لهم من عين الشمس، وليس أمام هؤلاء الحمقى والمعتوهين سوى التوقف عن الهذيان، بعد أن فشلوا في تحويل وتزييف الحقائق، وعليهم ان يعوا ان اليمن تسير في الاتجاه الصحيح، وأنها ستبقى ورشة عمل تزخر بالإنجاز والنماء والتطور.. وإن كره الكارهون.

تمت طباعة الخبر في: السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 12:30 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/53922.htm