المؤتمر نت -

صحيفة تعـز -
خطـورة التـطرف
ليس أخطر على المجتمعات من التطرف بأشكاله المختلفة، والمجتمعات التي تجد فيها أفكار التطرف بيئة خصبة للنمو والتسارع عادة ما تكون عرضة لهزات عنيفة في بنياناتها الفكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية، ويكون التخلف حليفاً استراتيجياً لها.

وإذا كان التطرف الديني هو أحد الأشكال أو المظاهر التي اقتحمت ولا تزال حياة العديد من المجتمعات فإنه دون شك يمثل الأبرز من حيث خطورته وآثاره الفادحة في الحياة، باعتبار أن أفكاره لا تتوقف عند حدود التزمت والانغلاق في إطار النص الديني الخاضع لتفسيرات الأمزجة والغايات الشخصية والجماعية وحسب، بل يتجاوز ذلك إلى تفريخ أفكار التطرف المذهبي والطائفي والعرقي، ونمو ثقافات فرعية لا تحمل أو تروج إلا أنشطة في منتهى الرجعية، وفكراً في منتهى السلبية، ونفسيات في منتهى العدمية.

*ويصعب في كل الأحوال مواجهة مثل هذه الأنشطة وتلك الأفكار إذا ما استفحلت ووجدت قابلية التأصيل والتكريس في الوعي والسلوك المجتمعي..، وإذا ما وجدت مساندة غير مباشرة سواء بالصمت حيالها، أو بالمواجهة غير المخططة والمنظمة، وبعيداً عن العقلانية والعلمية.. وأيضاً في ظل غياب الفكر الوسطي والجدل المستنير الذي يتقبل الآخر وينبذ الإقصاء والتملك.. وفي الوقت نفسه يتقبل تعدد القناعات والأفكار ويرفض التعصب والتزمت والجمود أياً كان شكله أو لونه أو طعمه.

*إن الخطورة التي تواجه مجتمعاتنا باستمرار تكمن في نمو الخطاب المتطرف النزق، والتعبئة الخاطئة، وإن كانت قد ظهرت للعيان وتمت مواجهتها ولا تزال إلا أن الحاجة تظل قوية في تنمية الخطاب المعتدل والوسطي، لا سيما في ظل وجود شخصيات في مؤسسات ديمقراطية وخطباء وأئمة مساجد يجمعون لأنفسهم فضائل الدنيا والدين لا لشيء إلا لمزيد من ترجيح الكفة والاستحواذ على عقول وقلوب المتلقين. . رافعين في ذلك عبارات الحلال والحرام في وجه الحب والأخوة، والتسامح والسلام.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 06-مايو-2024 الساعة: 08:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/54024.htm