المؤتمر نت - محمد حسين العيدروس
محمد حسين العيدروس -
لا.. للعدوان على حق الحياة
عندما يسعى البعض إلى انتهاك قيم ومبادئ الدين والعقيدة ويتجهون إلى الإضرار بوطنهم والمجتمع الذي ينتمون إليه فإن على الجميع تجنيد كل طاقاتهم وإمكانياتهم لتطهير المجتمع من تلك الفئة قبل أن تأتي على مقومات الحياة وتقضي عليها بسلوك همجي كما هو الحال مع أولئك الذين قاموا باستهداف فتياتنا الصغيرات في مدارسهن بالقنابل والقذائف القاتلة!! وهو ما يحدونا جميعاً لأن نقول (لا.. وألف لا.. لكل ما يستهدف حياتنا ويتطاول على إنسانيتنا وحقوقنا في الحياة الآمنة والكريمة).

لا.. للعدوان على أمن بلدنا ومواطنينا وقتل أطفالنا في الشوارع والمدارس والحدائق والبيوت؛ فلسنا دماء مباحة لأحد من الناس أو لثلة من الخارجين على الشريعة الإسلامية والقوانين وكل الأعراف والقيم التي تحرم قتل النفس التي حرمها الله بغير ذنب.. فكل شعبنا سيقف في خندق واحد في المعركة ضد الإرهاب، لأنها لم تعد معركة الدولة أو معركة الرئيس علي عبدالله صالح، طالما والإرهابيون لا يتوانون عن قتل فتياتنا الصغيرات داخل فصول الدراسة..!
لا.. للعدوان على أصالتنا الحضارية وسمعة بلدنا وشعبنا وتشويه صورتنا في العالم بأعمال بشعة ودنيئة تصور للآخرين بأننا مرتع للإرهاب، وأن ديننا دين عنف وليس دين تسامح وتراحم وتكافل، ولن يسمح أبناء شعبنا لأي من كان بأن يتحول إلى المسوغ للآخرين لتشويه صورة نبينا عليه أفضل الصالة والسلام ولاستهداف وجودنا وثقافتنا وتراثنا الحضاري، وحتى أوطاننا!

لا.. للعدوان على أحلام شبابنا وأجيالنا وأمنياتهم في العيش بكرامة، وبإنسانية كاملة، وفي بلد يتطور ويبني مؤسساته كما تفعل دول العالم الأخرى..
لذلك لن يقف شعبنا مكتوف الأيدي وهو يرى هذه الثلة الإرهابية الشاذة عن قيم وأخلاقيات مجتمعنا العربي والإسلامي النبيل تدمر أحلامه وتهدم بنيانه وتشيع الخوف بين أبنائه؛ بل سيطاردهم إلى أقصى الأرض ليجتث شرورهم من عالمنا.

لا.. للعدوان على تجربتنا الديمقراطية، واستغلال الحريات والحقوق من أجل شحن النفوس بالكراهية والبغضاء وتحريض الناس لارتكاب العنف ضد الآخر المختلف بمسوغات انتهازية، ومن أجل إشعال أجهزة الدولة عن ردم مستنقعات الفاسدين، وتجار السلاح ومهربي المخدرات، والمتاجرين بالأطفال عبر الحدود، والعابثين بقوت المواطن..

فلن يقف شعبنا مكتوف الأيدي أمام هؤلاء الانتهازيين، ممن يدعون الناس ليل نهار لارتكاب العنف ضد كل من يختلف معهم سياسياً كان أو إعلامياً أم مثقفاً أم موظفاً حكومياً لا يرضخ لما يريدون.

لا.. للعدوان على بيوت الله ومنابر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسخيرها لحقن النفوس بالأحقاد، وبنزعات التمرد على النظام والقانون وهيبة الدولة، وتحت أي مبرر كان، ونشر ثقافة دينية مشوهة ومتطرفة لا هم لها سوى سفك الدماء والتقطع والسلب والنهب، فشعبنا ليس مباحاً لأحد ومساجدنا ليست ملكاً قضاضاً لمن يدعي ملكيتها، وإنما هي بيوت الله التي نشيدها لعبادته ولنشر الفضيلة والتآخي والتراحم بين الناس.

لا.. للعدوان على مشروعنا التنموي وأهدافنا الثورية وأملنا في التغيير وإصلاح شئون حياتنا وإعمار بلدنا، واستثمار خيراته.. فمن حقنا جميعاً أن نعيش بأمن واستقرار يكفل لنا النهوض والتقدم، ومن حقنا جميعاً تحسين مستوى معيشتنا والتحرر من الفقر الذي تعيشه شرائح كبيرة من أبناء شعبنا؛ لذلك لا بد أن يقف الجميع أمام كل من يعيق تقدمنا، ويعطل مؤسساتنا التنموية ويحرض العامل والمعلم والطبيب والمهندس وغيرهم على التمرد، ويستغل الجهلاء في أعمال التقطع والاختطاف.

لا.. للعدوان على ضيوف بلدنا من الخبراء والسياح والعمالة والأجنبية، وتشويه سمعة شعبنا وضرب صناعتنا السياحية وحرمان بلدنا من فرص كبيرة للارتقاء بأوضاع أبنائه المعيشية.

لا.. للعدوان على اليمن لأنها وطننا الذي احتضننا واحتضن أبنائنا وأجدادنا منذ آلاف السنين والذي هو وحده الذي نشعر داخله بالعزة والكرامة والأمن والسلام.. ولا بد أن نكون جميعاً أبناءه الأوفياء الذين لا يسمحون لأي كان من الخارجين على القانون أو المتمردين عليه وقوى الإرهاب والتطرف بأن تحوله إلى سلعة للقتل والترويع والفتن التي تحصد الصغار والكبار والنساء والرجال.. فما دُمنا بلد الحكمة والإيمان، إذن علينا جميعاً أن نرفض كل ما يعكر صفو حياتنا ويعطل مسيرة تقدمنا ونقول بصمت شجاع: نعم للأمن والسلام والاستقرار؛ نعم للحياة الحرة الكريمة.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 02:36 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/55622.htm