المؤتمر نت - أحمد غيلان
أحمد غيلان -
الفوضى ليست نضالاً
الفوضى ليست نضالاً .. والتفكيك ليست نضالاً .. ومثلهما التعصب الأعمى .. والتطرف الأطرش والتمترس المجنون خلف الرؤى الأحادية التي تختزل الشعب والوطن والمستقبل والثوابت تحت شعار مرتعش .. أطلقه محموم فقد مصلحة إن تحققت له فليس لغيره ممن تقودهم خلفه أو حوله حمية حمقاء – هدف ولا غاية ولا مصلحة .

جميل أن يتكاتف الناس وتأتلف القوى والتيارات والجماعات والأحزاب لغاية نبيلة تفيد الوطن وتخدم الجماهير وتضع لبنة جديدة قوى في صرح البناء والتنمية والمستقبل الذي ننشده مزدهراً ونحلم به نقياً من أدوات وأفعال الهدم طاهراً من خبث التطرف مبرءاً من ثقافة الحقد والكراهية متسعاً لكل الرؤى والأفكار والجهود التي تتعدد لتتوحد وتتداخل ألوانها لتشكل لوحة الأمل وتتباين لتستخلص الأفضل والأجمل والأكمل .

وليس مناضلاً ولا وطنيا ًمن يحاول اختزال الناس على شخصه وتحجيم مصالح الجماهير في مصلحته أو اختصار قضية وطن إلى وهم يؤمن به لوحده على أنه قضية .. ولا يتورع عن دعوة الناس إلى الكفر بقيم المواطنة والانتماء .. فقط لأنه تعرض لموقف أو معاناة خلعت عن نفسه غشاء كان يحتفظ به بشيء من هذه القيم .. فتعرى واستمر لعبة التعري ، بل وجاوز ذلك إلى المناداة في الناس لمجاراته في التعري .

وليس من النضال في شيء أن ينبرى حزب أو تكتل أو تيار للدفاع عن الفوضى وأعمال التخريب وسلوكيات القفز على التشريعات وتجاوز المرجعيات والثوابت التشريعية والوطنية والقيمية .

وليس في كامل قواه العقلية من يظن الفوضى مدخلاً مناسباً لتحقيق هدف أو غاية أو مصلحة مشروعة أو غير مشروعة لأن الفوضى والتخريب والعنف ومخالفة القوانين والتشريعات وغيرها من سلوكيات الانحراف مدخلات باطلة وهدامة لايمكن أن يبنى عليها حق مشروع .. فضلاً عن أن التحريض على انتهاج أساليب الابتزاز والمتاجرة بقضايا الناس .. وتغذية سلوكيات الانحراف جميعها على أعمال محرمة ومجرمة وغير مأمونة العواقب ، ليس على النظام والسلطة وأمن واستقرار البلاد ومصالحها وحسب بل وعلى تلك القوى التي تمارس اليوم أعمال التحريض على العنف وتغذية منابع الفوضى واستشارة موجبات التصادم .

ومخدوع واهم من يظن نفسه بمنأى عن الآثار السلبية والعواقب الوخيمة والانعكاسات التدميرية الخطرة لأعمال التخريب والعنف والفوضى حتى وأن كانت له يد في صناعتها أو كان واقفً خلف كواليس إخراجها .

كما ليس سوى التفكير ، ولا نقي السريرة ، ولا بريء المقاصد ، ولا صادق المواطنة من يجهد نفسه لإقناع الجماهير بأن السلوكيات الفوضوية وأعمال العنف والتخريب نضال سلمي .. وإن جاز أن نطلق كلمة " نضال " على مثل هكذا سلوك وخطاب وتوجه ، فهو " نضال سلبي " غير مشروع .. وعواقبه وخيمة على أصحابه ومريديه ومناصريه قبل غيرهم ، تماماً ، كما يحيق المكر السيىء بأهله .
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 03-مايو-2024 الساعة: 11:27 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/56022.htm