المؤتمر نت - عبد العزيز الهياجم
عبد العزيز الهياجم -
عقيدتهم هدم الوطن على من فيه
قال تعالى :«إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ».
حادث التفجير قرب مسجد بن سلمان في صعدة أمس وعقب صلاة الجمعة والذي ذهب ضحيته عشرات القتلى والجرحى أثناء خروجهم من المسجد بعد أداء شعائر صلاة الجمعة .. والله قليل أن يوصف بأنه حادث إرهابي إجرامي جبان وحقير ارتكبته شرذمة إرهابية انتقلت بفعلها هذا من محاربة الله ورسوله في العصبية المقيتة لأفكار ضلالية ما هي من الدين بشيء إلى محاربة الله ورسوله «في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه» وفي أرواح بريئة ودماء مسلمة كانت تؤدي فريضة دينية وكانت لتوها في بيت من بيوت الله تذكر اسمه وتسبح له في الغدو والآصال.
الإرهاب هو الإرهاب لا فرق بين من يصنف في إطار الجماعات الدينية المتطرفة التي تصف نفسها بالجهادية أو تلك العناصر التي تتمترس خلف دعوات مذهبية وعنصرية .. بالأمس القريب كان أولئك الذين يصفون أنفسهم بالجهاديين يستهدفون مدرسة للبنات وينتهكون قدسية حرم تعليمي .. ويوم أمس كان أولئك الذين يرفعون شعار «الموت لأمريكا وإسرائيل» ينتهكون حرمة بيت من بيوت الله ويجسدون على أرض الموت للأبرياء المصلين.
أمام كل هذه الأعمال الإرهابية سواءً التي تحارب الله ورسوله بانتهاك الحرمات واستباحة الأرواح البريئة التي حرم الله إزهاقها بغير حق أو تسعى في الأرض فسادا من خلال زعزعة الأمن والاستقرار واستهداف مصالح وطنية وأجنبية واجهاض كل جهود محاربة البطالة وتوفير فرص العمل من خلال أعمالها الطاردة للاستثمارات والقاصمة للسياحة كمورد هام من موارد الدخل .. لا ينبغي إزاء ذلك كله أن نقف مكتوفي الأيدي أو نحمل مسؤولية التصدي لتلك الأعمال على الدولة والحكومة وأجهزتها المعنية لأن المسؤولية جماعية ولا يمكن لاحد أن يتنصل منها سواءً الأحزاب أو القوى السياسية أو الأفراد ومنظمات المجتمع المدني والفعاليات الاجتماعية والعلماء والخطباء والمثقفين والأكاديميين والتربويين وأجهزة الإعلام الرسمية والأهلية والحزبية والخاصة.
ينبغي أن نؤكد جميعاً على أن العملية الإرهابية البشعة والجبانة التي استهدفت المصلين في جامع بن سلمان في صعدة وأدت إلى استشهاد وإصابة العشرات من المواطنين هي جريمة نكراء وانعكاس لنوازع الإرهاب لدى هذه العناصر الإجرامية ودليل ساطع على سعيها لإفشال كافة الجهود والمساعي المبذولة لقطع دابر الفتنة واحلال السلام والاستقرار واستمرارها في العمل على تحقيق أهداف مخططاتها المشبوهة والتي هي مخططات اولئك الحاقدين على اليمن والساعين إلى نشر بذور الفرقة والشتات واحياء النعرات المناطقية والمذهبية كسبيل لفكفكة التلاحم الوطني وبما يمكن من إضعاف قدرة اليمن وشعبه على التصدي لكافة المؤامرات والمحاولات الدؤوبة لتعطيل عجلة التنمية ووقف تدفق الاستثمارات الواعدة وحرمان الشباب من فرص عمل كانت ستكون متاحة لولا هذه الأعمال الإرهابية والفتن التي تغذيها جهات مشبوهة.
وحّري بالقوى السياسية المختلفة أن تحقق اصطفافاً واحداً في مواجهة هذه الأعمال الإرهابية وأن لا تقف على الحياد أوتتعاطى مع هكذا أحداث من كونها مساراً من مسارات المناكفات والمزايدات والمهاترات بين المعارضة والسلطة.
والمسؤولية الوطنية والأخلاقية تفرض علينا جميعاً أن نرفع شعار «اليمن ووحدته وأمنه واستقراره ومصالحه وثوابته فوق كل الاعتبارات .. نحن ننظر إلى الحياة الديمقراطية والتعددية والحريات كخيار استراتيجي لخدمة ورقي اليمن وإذا لم تكن مصلحة اليمن هي السقف لاختلافاتنا وتبايناتنا فإننا نتجه إلى الفوضى وهدم المعبد على من فيه
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 06-مايو-2024 الساعة: 04:45 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/57221.htm