المؤتمر نت -
حاوره/ سليم الورد -
الإرياني :التنمية والاستقرار والوحدة جعلت الشعب يلتف حول الرئيس

 دكتور عبدالكريم الارياني المستشار السياسي لفخامة الاخ رئيس الجمهورية نرحب بك معنا ضمن برنامج المسار الخارجي بمناسبة 17يوليو الذكرى الثلاثين لتولي فخامة الاخ رئيس الجمهورية رئاسة الدولة في البلاد، وفي البداية نحب أن تعطي المشاهد الكريم نبذة عن الاوضاع التي عاشتها اليمن في الفترة قبل مجيء الرئيس علي عبدالله صالح.


<< شكرا جزيلا لا شك أن الذين عاشوا المراحل الاولى لقيام الثورة اليمنية يعرفون الصعوبات والمواجهات والمؤامرات التي مرت بها بلادنا منذ قيام ثورة 1962م، وقد كان الاخ الرئيس كجندي من جنود الثورة شريكا في العديد من تلك المعارك التي دارت حتى عام 1970م وكان ذلك عام المصالحة بين الملكيين والجمهوريين، بمعناه الحقيقي المصالحة بين الجمهورية العربية اليمنية والمملكة العربية السعودية ومنذ ذلك الحين لاشك أن اليمن شهدت نسبيا استقراراً اكثر وصراعاً اقل ولكن لم تمر سنوات محدودة حتى عادت صراعات اخرى كانت هي تلك التي تمثلت بالدور التدميري والتخريبي لما عرف حينئذ بالجبهة الوطنية الديمقراطية وفي مواجهة هذه القوى المدمرة كان أيضا للأخ الرئيس كقائد للواء تعز وقبل أن يكون قائدا للواء تعز دور أساسي في مواجهة ذلك التيار الذي كان مع -الأسف الشديد- مدعوما بما كان يعرف حينها بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وبعض الدول العربية التي كانت تتبنى المسار الثوري أو ما اشبه ذلك،


لكن الحقيقة كان للرئيس دور في ردع توسع تلك الجبهة وبالذات في محافظة تعز وأجزاء من محافظة إب ثم تلا ذلك حركة 13 يونيو وحينها برز صراحة نجم الرئيس كقائد عسكري وقائد للواء تعز وفي نفس الوقت ظهرت أحداث خارجة عن اطار الوطن.. التهديدات في البحر الاحمر مرة اخرى.. كان الرئيس أيضا قائدا لمنطقة باب المندب ومشرفا على التحصينات التي اقيمت حينها للدفاع عن الملاحة الدولية في باب المندب تلا ذلك بسنوات الأحداث التي نعرفها.. قتل المرحوم ابراهيم الحمدي وبعد ذلك لحقه المرحوم احمد الغشمي ودخل الوطن في نفق ليس لنهايته أي ضوء كان الجميع يتنبأ أن الجمهورية العربية اليمنية على وشك الانهيار والسقوط وكان البعض يعتقد انها ستسقط ثمرة يانعة في يد القوى اليسارية التي كان لها ارتباطات بما كان يعرف حينها بالاتحاد السوفيتي، وفي 17 يوليو تم انتخاب الرئيس من مجلس الشعب التأسيسي وكنت حينها خارج الوطن كنت اعمل مستشاراً للصندوق الكويتي للتنمية ومع ذلك وللضرورة كنت اتابع اخبار الوطن..


فاذكر انني قرأت مقالاً في مجلة (نيوزويك) الامريكية تتحدث عن اليمن هذا البلد المضطرب.. هذا البلد الذاهب إلى الهاوية قد انتخب جنديا مجهولا غير معروف اسمه الرئيس علي عبدالله صالح ثم سردت ما جرى لمن سبقه، وقالت ويتوقع المحللون والمراقبون لشؤون هذا البلد الَّا يستمر اكثر من سته اشهر الحمد لله اليوم هوالعام الثلاثون.


                                                                  الميثاق الوطني 


 كما اشرتم وتفضلتم عن الاخ الرئيس عندما جاء المسار الديمقراطي في فكره منذ البداية فجاء انتخابه رئيسا للجمهورية عبر مجلس الشعب التأسيسي آنذاك.. لوحدثتمونا عن هذا السلوك وهذه الطريقة التي اختارها فخامته؟


<< الحقيقة هذا شيء معروف أن الرئيس لم يأت إلى السلطة على ظهر دبابة ولا استخدمت دبابة ليبقى في السلطة ولكنه تم انتخابه من مجلس الشعب التأسيسي بما يمكن القول عليه اجماع لم يكن مائة بالمائة ومنذ ذلك الحين وهو لا يسعى إلى السلطة إلا من خلال الديمقراطية وسيطول الحديث لو تحدثنا عن تبني الرئيس للميثاق الوطني.. للحوار الوطني الذي ادى إلى الميثاق الوطني الذي ادى إلى قيام المؤتمر الشعبي العام وبدون المؤتمر الشعبي العام كان في رأيي لايمكن أن تتم الوحدة اليمنية لان الحزب الاشتراكي اليمني اصبح هو النظير للمؤتمر الشعبي العام له ميثاقه.. له فلسفته وله رؤيته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.


                                                                  الأمن والاستقرار


 الاقتصاد والتنمية هاجس آخر من الهواجس التي يمتاز بها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح.. لو حدثتمونا عن الوضع الامني وقتئذ كيف استطاع الرئيس انتزاع الامن وقلب الخوف وايجاد تنمية لتوفير الامن؟


<< لا شك أن التنمية كانت هاجسا رئيسيا ولكن كانت تعيقها اشياء كثيرة سواء قضايا امنية في المنطقة الوسطى واجزاء من محافظة تعز وإب ومحافظة مأرب كاملة كادت لا تكون تحت سلطة الدولة إضافة الى محافظة الجوف.. لم يكن تقريبا للدولة وجود في صعدة كانت الدولة موجودة فقط في عاصمة المحافظة فلم يكن للتنمية أن تاخذ مداها دون أن يتحقق اولا الامن والاستقرار، وقد تحقق الامن والاستقرار بصورة جلية تقريباً عام 1981-1982م حين بسطت الدولة نفوذها في الجوف ومأرب وصعدة، وزار رئيس الجمهورية هذه المناطق لاول مرة وانتهت الجبهة الوطنية الديمقراطية في المناطق الوسطى واصبحت الارضية جاهزة للبدء بالتنمية وللحديث عن التنمية يكفي أن يعود أي باحث إلى الاحصائيات التي كانت تصدر كم من الطرق كانت معبدة كان لا يوجد في اليمن اكثر من 400كم من الطرق المعبدة كم من مشاريع الكهرباء.. كم من مشاريع مياه في المدن ومياه الريف، فالموضوع يحتاج للعودة إلى الاحصائيات التي لا تكذب والتي تبرهن برهانا قاطعا أن التنمية في عهد الرئيس علي عبدالله صالح قد اخذت ابعادا لم يكن احد يتوقعها.


 الانسان أيضا محور اساسي يركز عليه فخامته باعتباره مرتكز التنمية واساسها.. لو حدثتمونا عن اهتمامه بقيم الانسان؟


<< اولا كان ومازال للرئيس اهتمام غير عادي بقضايا التعليم ونشره بين ابناء الوطن.. مرة اخرى لو اخذنا احصائيات طلاب الثانوية ألعامه عندما جاء الرئيس.. اعتقد ..كما اذكر.. لا يزيد عدد الذين يتقدمون للاختبار عن حوالي 2000 إلى 3000 بالكثير.. اليوم اعتقد يتجاوز عددهم 70 الف طالب وطالبة وكان عدد الطالبات لا يتجاوز 50-60 طالبة عام 1978م.


                                                                  عجلة الوحدة


الوحدة اليمنية هدف عظيم من اهداف الثورة اليمنية وحلم كل ابناء الوطن.. كيف استطاع فخامته أن يترجم كل اللقاءات والاتفاقات التي سبقت، والانتقال بالوطن من الحروب والصراعات الشطرية إلى حال الحوار والتصالح والتسامح وتحقيق هذا المنجز التاريخي العظيم.


 << الحقيقة أن الرئيس منذ أن جاء إلى سدة الحكم كان ما يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تقدم الدعم الغير المحدود من المال والسلاح إلى ما يسمى بالجبهة الوطنية الديمقراطية التقى فخامة الرئيس بقيادة جمهورية اليمن الديمقراطية في شهر يونيو من عام 79م وبدأت عجلة الوحدة تدور ببدء الزيارات وتأسيس شركات مشتركة، واذكر أن الاخ الرئيس عندما كانت مدينة عدن مطفية في عز الصيف لنقص الكهرباء، تبرع بمولدين نقلا جوا من لندن إلى مدينةعدن في سبيل خلق جو يجعل من الوحدة املا للجميع وكما اذكر ربما بعد حركة 13 يونيو انقطعت اجتماعات لجان الوحدة..


لا اذكر على الاقل ما كنت فيها وعندما خرجت لا اذكر أنها كانت تجتمع فمرة أخرى استأنفت لجان الوحدة اعمالها واهم حدث في بداية عهد الرئيس كان في ديسمبر عام 1981م عندما وقع الشطران على دستور دولة الوحدة، وللتاريخ تم الاتفاق كان رئيس الجانب الشمالي الاستاذ حسين الحبيشي والجانب الجنوبي الاستاذ عبدالله غانم فاتصل الاخ عبدالله غانم بالاخ الرئيس علي ناصر محمد يبلغه بانه سيوقع فقيل له عليك أن تتريث وتعود حتى ننظر في الصيغة النهائية، فاخذ الرئيس التلفون وتحدث مع علي ناصر وقال له هذا دستور للوحدة يجب علينا أن نوقعه ووقع كما اذكر في 31 ديسمبر 1981م.. طبعا توقيع دستور دولة الوحدة كان حجر زاوية في أن يجعل الوحدة ممكنة كان لا يمكن أن تقوم بدون دستور ثم بدأت لجان الوحدة تعمل..


واعتقد أن الحدث التاريخي الهام والمؤسف بكل تاكيد كان 13يناير 1986م في الشطر الجنوبي الذي كانت له ابعاد هائلة، وذهبت الضحايا بالمئات ونزح إلى الشطر الشمالي الآلاف وتم استقبالهم بتوجيه من الرئيس كاخوان لا تفريق ولا تمييز كان لوجودهم اثر في التواصل مع الجماهير.. مع الشعب وفي نفس الوقت محصلة 13 يناير في رأيي انا كانت عمليا اعلان وفاة ذلك النظام ولولا أن الرئيس حرص حرصا مطلقا أن يكون ابناء الشمال والجنوب على قدم واحدة من المساواة والتواصل في رأيي إن التعامل مع أحداث 13 يناير كان هو عين الحكمة وقمتها التي بفضلها اقتنع الشعب اليمني بشطريه أن الوحدة هي المنقذ الوحيد.


                                                       احترام اقليمي ودولي


 دكتور اذا ما انتقلنا إلى السياسة الخارجية في ظل عهد الرئيس علي عبدالله صالح.. كيف استطاع الرئيس اخراج اليمن من عزلتها من محيطها العربي اولا وشبه الجزيرة ومن ثم دولياً.. كيف استطاع اخراج اليمن من هذه العزلة والمرور باليمن إلى مكانته المرموقة التي وصل إليها اليوم؟


<< اولا عندما جاء الرئيس إلى سدة الرئاسة كان أي يمني مسؤل أو دبلوماسي عندما يسأل.. من اين انت؟ فيقال له انا من اليمن يسأل أوتوماتيكيا.. اين هي؟ وظل ذلك صراحة لسنوات في بداية عهد الرئيس ولكن ديناميكية الرئيس في رسم السياسة الخارجية والتعامل مع اولاً القيادات العربية جميعها والتواصل معها.. اخرج اليمن إلى المحيط العربي، ثم بمرور الزمن اصبح اللقاء على المستويات الدولية سواء في عدم الانحياز أو في مؤتمرات اخرى، كان الرئيس يبدو زعيما قادرا واذكر انه عندما حضر قمة عدم الانحياز طلب منه أن يلقي كلمة نيابة عن كتلة عدم الانحياز لشكر السيدة انديراغاندي لان المؤتمر عقد في الهند وسطع نجم الرئيس وانا اعتقد أن قمة عدم الانحياز في الهند كانت هي بداية الانطلاق وكان ذلك في 1982م ومنذ ذلك الحين والسياسة الخارجية اليمنية على درجة من التوازن والديناميكية، حيث استطاعت اليمن أو استطاع الرئيس أن يضع اليمن على الخارطة الدولية العربية ثم الدولية، وجاءت أيضا الاحداث التي كان لليمن دور فيها سواء في القضية الفلسطينية أو قضية الحرب الاهلية اللبنانية سابقا أو القضايا الحديثة كان لليمن بتوجيه من الرئيس وبقيادته ادوار بارزة حظيت باحترام اقليمي ودولي لا ينكره إلا جاحد.


                                                           هاجس خاص


 انتم تفضلتم بالإشارة إلى أدوار الرئيس وسياسة اليمن الخارجية.. وضوح الرؤيا وسياسة التوازن من أهم المبادئ التي انتهجتها السياسة اليمنية، فإذا ما انتقلنا إلى المبادرات اليمنية تجاه البيت العربي حدثونا عن هذه النقطة؟


<< لا شك انها مبادرات مخلصة وصادقة وقومية اصيلة وتكاد تكون كلها اثمرت فيما تهدف اليه ولكن كان للرئيس هاجس خاص حول القضية الفلسطينية، ولذلك فقد بادر مرارا في تليين بعض المواقف، في حل بعض المشاكل.. ودور المبادرة اليمنية اليوم اصبح معروفاً دوليا والقيادات الفلسطينية التي انقسمت في البداية الآن متحدة أن رأب الصدع الفلسطيني لا يتم إلا بتطبيق المبادرة اليمنية.


                                                    نموذجاً للتوازن


 اذا ما انتقلنا إلى سياسة التوازن بين الشرق والغرب حينها.. كيف استطاع الرئيس أن يجعل من الجميع اصدقاء وحلفاء لليمن بوضوح الرؤيا والسياسة الواضحة.. يعني الحديث في الغرف المظلمة أو المغلقة أو السياسة المنظرة؟


<< لاشك عندما كانت الحرب الباردة وكان العالم مقسوم بين الشرق والغرب كانت اليمن أيضا نموذجا في التوازن، واذكر أن مجلة «نيوز ويك» مرة اخرى جاء مراسلها عام 1981م وذهب إلى القاعدة الجوية في صنعاء ووجد ورشتين ورشة يعمل فيها خبراء على طائرات (F5) وهم تعاقدوا مع شركة امريكية مع تايوانية وتايوان في ذلك اليوم حتى نكون واقعيين ليس معترفا بها من جانب اليمن وفي الورشة الاخرى خبراء روس يقومون بصيانة طائرات هيلوكبتر فكتب هذا، هذا حدث مكتوب وكان متعجبا على هذا التوازن الذي لم ير له مثيلا في أي مكان في العالم في ظل الحرب الباردة وذلك هو افضل نموذج.


                                                         أمن المنطقة


 القرن الافريقي أيضاً لم يكن بعيدا عن فكر الاخ الرئيس وهناك جهود كبيرة في هذا المجال على المستوى السياسي.. فلو تحدثونا عن القرن الافريقي وعلاقة اليمن اقليميا بمن حوله؟


<< اولا القرن الافريقي هو مجال حيوي بجميع دوله واي اضطراب في أي جزء من اجزائه تكون له ردود فعل سلبية كبيرة على الجزء الآخر وقضية اللاجئين الصوماليين وغيرها ليست بحاجة إلى شرح.. فالجهود التي بذلها أو يبذلها الاخ الرئيس لضمان امن واستقرار منطقة القرن الافريقي وسلامة الملاحة الدولية في البحر الاحمر هو ليس فقط حباً في ترسيخ الامن والسلام ولكن حباً في ضمان امن واستقرار الجمهورية اليمنية، واذكر عندما حدث النزاع الارتيري اليمني على جزيرة حنيش الكبرى كان السلك الدبلوماسي في غاية القلق على سلامة الملاحة الدولية في البحر الاحمر وكان معروفا في ذلك الحين أن لدى اليمن من الطيران والصواريخ مالم يكن متوفرا لدى ارتيريا،


وانا كنت وزيرا للخارجية وكان كل الدبلوماسيين والمسؤولين الذين يزورون اليمن يعبرون عن قلقهم سواء للرئيس أو لي حول خطورة أن تنقطع الملاحة في البحر الاحمر وكان الرئيس يؤكد اننا قد تحملنا ما لايمكن أن نتحمله بعد العدوان الارتيري على حنيش الكبرى حرصا على سلامة الملاحة في البحر الاحمر، وهذا نموذج اعتقد لا تستطيع دولة مطلة على البحر الاحمر أن تفتخر به أو تقول انها عملت شيئا مثله.


                                                  ترسيم الحدود


 أشرت إلى نقطة ربما ذكرت مسألة الحدود.. كيف استطاع الرئيس والدبلوماسية اليمنية عموما تجاوز حل هذه المشكلات الحدودية التي طالت عقودا طويلة من الزمن؟


<< والله فعلا كانت هذه مشكلة المشاكل والمشكلة المتفجرة دائما فقيادة الرئيس واصراره رغم التشكيكات التي كانت تقال أن اليمن غير جادة وانها لا تريد أن تحل مشاكل الحدود فكان اولها إنهاء قضية الحدود مع دولة سلطنة عمان بعد الوحدة، ولا احب أن اخوض في التفاصيل لكن لولا اصرار الأخ الرئيس على انهاء تلك المشكلة لما انهيت حتى اليوم، ثم جاءت المشكلة الاكثر تعقيدا وهي الحدود مع المملكة العربية السعودية وكانت مشكلة ليست مجرد مشكلة بين دولتين كانت مشكلة داخلية عويصة جداً وكان الرئيس مضطرا أن يروض الجميع ليقبلوا بان حل مشكلة الحدود مع المملكة شيء اساسي لأمن اليمن واستقراره وبذل جهودا استمرت الى عام 2000م عندما تمكن بعد جهود مضنية وتوترات كانت لا تنقطع وشكوك كانت بالهبل كما يقال وعدم ثقة في اوقات وتقارب في اوقات اخرى..


 كانت علاقات ملتهبة تهدأ وتشتعل بسبب أن قضية الحدود لم تحسم، فتمكن في عام 2000م بالتعاون مع سمو ولي العهد اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله من تجاوز حتى العوائق.. في تلك اللحظة، في لحظة الاتفاق النهائي لم تكن العوائق قد انتهت ولكنه حسم كل شيء.. واعتقد الحمد لله اليمن اليوم بلد محصن وأن تحصن الوطن بان تجنبه الصراع مع قوى خارجية هذا هو التحصين للوطن ليس قضية صاروخ ودبابة وطيارة اليوم فقط زمان كانت هكذا اليوم دون أن تضمن أن علاقة الوطن محمية اولاً بحدود آمنة ومستقرة براً وبحراً ثم محمية من النزاعات الخارجية ثم لاشك لابد لك من جيش وطني قوي يحمي الارض التي حصنتها بالاتفاقيات الدولية.


                                                     إنسانية الرئيس


 محور آخر عن البعد الانساني اذا ما انتقلنا إلى الجانب الانساني لشخصية الرئيس علي عبدالله صالح.. من هو علي عبدالله صالح.. ليس الرئيس الذي يعرفه الناس في التلفزيون أو يشاهدوه في موكبه و في اللقاءات.. من هو المواطن علي عبدالله صالح؟.. انتم احد الشخصيات والقادة الذين رافقوه درباً طويلاً من الزمن؟


<< والله استطيع أن أقول لولا إنسانية الرئيس وإحساسه بمشاعر الآخرين وحرصه على أن يكون متواضعا وغير متعالٍ على الناس لما استمر هذه الفترة، الذي سمح له بالبقاء 30 عاما هو انسانيته، الانسان الذي لا يعير الآخرين اهتماماً ولا احتراماً ما يمكنش أن يبقى هذه المدة.. ليست هي القوة وحدها ليست القوة اصلا.. لاشك أن التنمية خدمت الرئيس، الاستقرار خدم الرئيس، الوحدة خدمته لكن البقاء في السلطة في ظل تلك الظروف الصعبة كانت بحاجة إلى انسان لكي يلتف الناس حول هذا الانسان اما لو لم يلتفوا حوله كأنسان ما استطاع أن يحقق ما حقق.


 أخيراً دكتور.. كيف ترون اليوم خلال 30 عاما من مسيرة الاخ علي عبدالله صالح للجمهورية؟


<< اعتقد الحمد لله انجازات ومنجزات يفخر بها كل يمني ويعتز بما وصلت اليه اليمن وانا اول المفتخرين والمعتزين خصوصا وقد ابتعدت عن حلبة العمل اليومي وبفضله أستطيع أن أقول أنني راضٍ عن نفسي كمسؤول في هذه الدولة.


 الدكتور عبدالكريم الارياني المستشار السياسي لفخامة الاخ رئيس الجمهورية شكرا جزيلا لك.


<< شكرا لكم وللتوجيه المعنوي

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 18-أبريل-2024 الساعة: 07:47 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/60250.htm