المؤتمر نت -
فيصل الصوفي -
هي.. وليس المؤتمر الشعبي
قيل إن انضمام حزب البعث العربي الاشتراكي إلى التحالف الوطني الديمقراطي الذي يضم المؤتمر الشعبي وعدداً من الأحزاب المعارضة جاء كخطوة استباقية من المؤتمر للحيلولة دون نجاح مساعي الدكتور/ عبدالوهاب محمود أمين عام البعث لضم الحزب إلى المعارضة في كتلة (المشترك)، وهذا أضعف تحليل لما حدث، لأن حزب البعث قد كان يوماً في صف (المشترك) وهو دائماً في صف المعارضة، فهل أتى من مكان آخر؟ أي هل خرج من ائتلاف حاكم لكي يقال إن أمينه العام كان ينوي ضمه إلى (المشترك) المعارض؟

* انضمام حزب البعث العربي الاشتراكي إلى التحالف الوطني الديمقراطي بتأييد لجنته المركزية ومعظم قياداته القطرية لا يعني أنه ليس عرضة للانقسام، فبوسع الأمين العام أن يجتذب إلى صفه بعض القيادات ويعلن أن الأقلية التي يعبر عنها هي حزب البعث الأصلي وأن الأغلبية هي (التايوان) أو الحزب الموالي للحزب الحاكم، رغم أن التحالف الوطني الديمقراطي ليس فيه معارضة وموالاة بل أحزاب متكافئة في التعبير عن شخصيتها الاعتبارية إذا حدث هذا الانقسام، ونرجو ألا يحدث ذلك، فلماذا يرمى بالسبب جهة المؤتمر الشعبي؟

وبالمناسبة المؤتمر الشعبي هو المتهم الرئيسي في الانقسامات التي تحدث داخل الأحزاب، ومتهم أيضاً بأنه وراء حالة التشظي التي تحدث للمنظمات غير الحكومية من نقابات وجمعيات نفع عام.. وإذا كان المؤتمر الشعبي العام مسؤولاً عن هذه الانقسامات وكان يقوم بذلك لتنفيذ هدف مخطط له، لكي يبقى صاحب نفوذ سياسي رئيسي في المجتمع، فهذا من حقه.. إذ هل عليه ألا يقوم بشيء يقوي نفوذه ومكانته؟

* لكن في اعتقادي أنه لا المؤتمر ولا أي حزب آخر بمقدوره أن يقسم حزباً إلى قسمين أو ثلاثة أقسام إذا كان هذا الحزب غير قابل للتشظي على يد قوة قاهرة أو قوة ضعيفة.. ثم كيف التأليف بين هذا التناقض الذي تقع فيه المعارضة دون شعور بأنها تتناقض مع نفسها.. فهي تصف المؤتمر الشعبي بأنه ضعيف وفي الوقت نفسه تسند له مسؤولية حدوث سلوك لا تقدر عليه إلا قوة قاهرة؟

* بالطبع.. المؤتمر الشعبي ليس ضعيفاً.. بل قوي.. ولكن القوة القاهرة التي تقسم الأحزاب هي كامنة في داخلها.. ذلك أنها أحزاب ضعيفة حقاً.. لكن بداخلها قوة عجيبة قادرة على تدمير نفسها.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 05:28 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/61365.htm