قيادات المشترك واعتياد التحليق خارج الواقع الملموس مطارح النخب الثقافية والسياسية في اليمن تمور هذه الأيام بالغث والسمين من الكلام حول كل شيء، وحتى في إجازة العيد لا تخلو مطارحهم من المناقشات التي تدعى مجازاً سياسة حول شئون البلاد والعباد والسياسة كما يفهمها ويمارسها الناس الأسوياء بريئة منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب. المتحزبون لديهم قلق منظور من وضع الأحزاب والتنظيمات السياسية، والتي تشكل تكتل ما يسمى بأحزاب اللقاء المشترك نتيجة سلوك بعض قياداته النافذة التي لا تقدر الأمور بمسئولية وطنية، وهي في الوقت الراهن مذعورة وخائفة من عواقب نهجها المتآمر، بعد أن اتخذت الدولة قرارها بالمضي في التحضير للانتخابات البرلمانية القادمة وفقاً للدستور والقانون وتركت الإخوان والرفاق يتنافسون على الحيرة والصراخ؛ نتيجة تمنعهم وإخلاصهم لمنهج سياسة المؤامرات؛ غارقين في فجاجة خطاب سياسي وإعلامي دعائي زائف يسوَّق الافتراءات والأكاذيب بين أوساط الرأي العام باسم الحرية والديمقراطية. إننا في المؤتمر الشعبي العام نثق كل الثقة من أن قيادات أحزاب المشترك تعيش وضعاً مؤسفاً يمثل حالة إفلاس سياسي وطني مدوية وأن الشرفاء من أعضائها يعيشون جدلاً وتململاً من هوس سياساتها الخاطئة من الساس إلى الرأس ويتمنون أن يجدوا متنفساً من ضيقهم جراء معاناتهم من وطأتها عليهم. إن محاولات الإخوان والرفاق الخاصة بتوصيف الأوضاع العامة لا تستقيم ولا تقوى على الوقوف أمام الوقائع التي يعلمها ويعيشها المواطنون.. وما تردده منابر المشترك من ادعاءات واتهامات لتزييف وعي الناس قد يترتب عليها المتاعب في الحاضر والمستقبل القريب، على شركاء الحياة السياسية تتحمل قيادات المشترك الجزء الأكبر منها.. والأيام بيننا. اخترت مدينة الحديدة هدفاً لقضاء إجازة عيد الفطر لعلِّي وعائلتي تفوز بما ينبغي من الهدوء والمتعة الحلال بجوها الدافئ وسلوك مواطنيها المتصف بالقبول والمودة البالغ التحضر.. ولا يخفاك عزيزي القارئ أنني حلمت كثيراً بقضاء استراحة المحارب هناك في إجازة العيد ونفضت الغبار عن حقيبة نفوري وقلت للأولاد إلى الحديدة سر، طامعاً وطامحاً في الابتعاد عن السياسة ولو في أوقات أيام العيد. ولكن هالني أنني وجدت في الحديدة من يحاول تعكير صفوي بغمزه ولمزه عن سياسات النظام والمؤتمر الشعبي العام من أعضاء أحزاب الإخوان والرفاق واستخرت الله بين البقاء في الحديدة أو الرجوع إلى صنعاء واخترت البقاء؛ معللاً نفسي أن قد أتيحت لي فرصة للحديث عما أعلمه من سياسات الدولة والمؤتمر الشعبي العام، وهذا في حد ذاته شيء طيب من وجهة نظري،، وجدت نفسي فجأة في حلبة مواجهة شرسة مع بعض الإخوان والرفاق ربما يصير فيها كل شيء مباحاً إلا العقل والمنطق فقد كانا مفقودين في مبتداها ومنتهاها. قال أحدهم: عيدك مبارك يا مؤتمري.. تبان لي " مقشع". قلت: أنت شفيع نفسك في غشامتك.. يا فلان.. قال: أنت حقنا " يقصد اشتراكي". قلت: عيد ونسأل الله أن يقبل منا ومنك صالح الأعمال. قال: عملكم في المؤتمر باطل. قلت: اتق الله يا رجل في قولك. قال: تركنا الصحافة لكم يا أصحاب الزلط. قلت: إن لله وإنا إليه راجعون. قال سعد: أعصابكما.. عادنا إلا في بداية المقيل قلت: أسأل الله اللطف في القضاء. قال حسن: نتصالح والصلح خير. قلت: على بركة الله قال: أرجعوا إلى قواعدكم وسلامة الرأس فائدة. قلت: خوفتنا يا صاحب الغارات. قال: ستندم إذا أطلت البقاء حيث أنت قلت: دع عنك هذا المزاح.. وكن جاداً في كلامك ولو مرة في حياتك. قال: ستجني ثمار عنادك وإصرارك عاجلاً أو أجلاً. قلت: الله أكبر رُفعت الصحف وجفت الأقلام.. وغرقنا جميعنا في نوبة من الضحك الهستيري، وغادرنا حسن بالحسن وواصلنا مقيلنا. قال صاحب المكان: لا تكون عندك فكرة بهاليل السياسة كثر لدينا في اليمن. قلت: "في القلب صبر للحبيب ولو جفا" على حد قول الإمام الشافعي |