المؤتمر نت - أمين الوائلي
أمين الوائلي -
خالدعنتر الذي عاد إلى الله يوم العيد
إلى الله عاد..يوم العيد...يوم النحر:نحر الغربة والبعد..ذبح الطين وعاد إلى ربه ينشده السلام
قيل :بل "ذبحة صدرية" مفاجئة أودت به وأطفأت قلب الخالد"خالد"
وأقول :كان الناس يذبحون أنعامهم يوم العيد ..يوم النحر الأعظم, وكان خالد يسبقهم /يسبقنا/ إلى الله..
قدم أضحيته ..وناول الله روحه الطاهرة..وحلق..عائدا إليه
فجعنا الموت هذه المرة-وكما يفعل غالبا مع الأصدقاء الذين لا يعوضون – وخطف العزيز خالد عنتر يوم العيد..
أمهله أن يحضر مع أطفاله وأسرته العيد الأخير..أن يؤدي صلاته الأخيرة..أن يقدم لله أضحيته الأخيرة..أن يودع بلاده التي أحبها حدا لموت..والناس الذين نذر لهم قلبه وقلمه وعمره
أمهله أن يقبل أطفاله صباح العيد..وأن يغسل عينيه برؤية أخيرة..ونظرة أخيرة في عيني اليمن..الأم ..وعيون اليمنيين ..الأحبة والأهل..صباح العيد..عيده الأخير:هل كان الموت رحيما بخالد ,هكذا؟!
أتذكره الآن وهو يمسك بيدي ويقول لي: لا تتخلى عن الناس ولا تبدد قلمك في غير قضاياهم ..وكن أمينا كاسمك!
كان ذلك في تعرفي الأول إليه بمكتبه في مبنى صحيفة" 26سبتمبر"قبل سنوات .من يومها وأنا أستعيد نصيحته كلما أمسكت بالقلم وفكرت بالكتابة..
كانت كتابات خالد عنتر من النوع الذي يعرف كيف يجعل من الكتابة والصحافة عموما حليفة للناس وللمجتمع ومعبرة عن همس الغالبية الصامتة وأحاديث أنفس الجماهير المنشغلة بهم الحياة وهموم المعاش..
وكان خالد عنتر يمثل حالة خصبة وثمينة من خلال الإعلام الرسمي حيث استقطب عموده الأسبوعي في أسبوعية 26سبتمبرالكثير من القراء والمتابعين وكنت من الملتزمين بقراءته بصورة دائمة..فقد استطاع خالد,وبذكاء وموضوعية أن يكسر حدة الصورة النمطية المتكرسة لدى القراء حول الأعلام الرسمي والصحافة الحكومية أو القريبة من دوائر القرار..وأثبت أن الصحافة هي الصحافة دائما ورسالتها واحدة بلا تخلف..فكان عموده أنموذجا في النقد الموضوعي..واللاذع بكل تأكيد!
المقام مقام حزن ..والمصاب يمنعني القدرة في الإسهاب ..
وداعا خالد عنتر....أيها اليمني الأصيل والصحافي الملتزم النبيل..والأمين ..مع قلمه ..وعلى قلمه
السلام عليك في منزلك البرزخي..حيث تقطع المسافات عائدا إلى الله...الرحيم
للفقيد الرحمة والمغفرة...والرضوان
ولأهله وأسرته/ولنا/ الصبر...والسلوان
إنا لله وإنا إليه راجعون
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 03-مايو-2024 الساعة: 06:31 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/65312.htm