المؤتمر نت -
....ولا يزال الدوشان !!؟
هل فكرت يوماً لماذا الصحافة عندنا مفخخة على امتداد الطريق، ومتأزمة على طول الخط؟. إليك الأسباب إذاً.
غمط الحقوق في المقام الأول، فذلك السلوك المسيء يصيب بالألم كل المغمورين؛ ويصبح الوجع متنامياً ومتسعاً في أضراره الإنسانية عندما يكون الصحفي في قلب الهدف، فهذا المُرهَق على الدوام عندما يحصى في عداد المظلومين المغلوب على أمرهم يصبح لا ضرورة عندئذ لوجود صحافة بالمرة. إن الصحفي عندما يعجز عن الدفاع عن حقوقه تصير قوة الحرف عند ذاك قنبلة في يده جوفاء منحوتةً من أردأ الخشب. وعندما يجوع فإنه سيكتب بحد السكين، ولكن فوق وجه الحقيقة، ويتحول إلى زجاج منثور في الطريق.
وجع الصحفي في هذه البلاد أنه الاستثناء في هامش الحياة، والزائدة الدودية في الرؤوس الضائقة بالحرف، وما أكثر الجماجم التي لا تتسع غير نفسها. فالاستخفاف بالكتابة، وبنزف القلم ما يزال تراثاً يمتشق من وعي مقاربة الصحفي بما كان يسمى في الدهور الغابرة (الدوشان!).
ولا شك أن هناك الكثير من الصحفيين الذين يستحقون عن جدارة هذا اللقب، في هذا الزمان، إنهم العاهة التي تلقي بروائحها الكريهة على سمعة الحرف الذي يضيء في أيدي العديد من أرباب الكلمة.. النفاق، التسول، امتهان للكلمة؛ من الخطأ الممض اعتبار ممتهني هذه العاهات صحفيين.
الصحفي هو الذي يجوع، ولا يفرط، يفضل السير على الأقدام عندما لا يجد إيجار الحافلة التي تقله، ولا يركب على صهوة البيع والشراء بأي سعر.
هذا شيء، لكن هناك في الضفة الأخرى من يفضل التعامل مع الشرفاء على قاعدة (جَّوع كلبك) وبما أن الكلب يظهر أرقى درجات الوفاء مع كل يد بيضاء تمتد إليه، فإنه قادر –أيضاً- وبكل تأكيد على تهشيم الرؤوس في الظروف التي تقتضي ذلك.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 11:06 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/6590.htm