المؤتمر نت -
نصر طه مصطفى -
إخلاء طرف نقابي (1)
لست أدري إن كان ينبغي لوم زملاء مهنة الصحافة الذين لا يفتؤون يكيلون لمجلس نقابة الصحفيين الحالي والمنتهية ولايته كل تهم التقصير أم أنه ينبغي تفهم هذه الاتهامات الموجهة للمجلس ليس فقط لأنها تنطلق في الغالب كلما اقترب الاستحقاق الانتخابي للنقابة بل كذلك لأن من لم يكتو بنار تولي موقع قيادي في نقابة كنقابتنا
لا يمكن أن يستوعب حقيقة المصاعب والمعاناة إلا عندما يعيشها من الداخل... لقد كان هذا حال عدد من زملائنا في المجلس الحالي قبل انتخابهم لعضويته حيث أدركوا عندما خاضوا تجربة القيادة حجم ما يمكن أن يواجهه المرء من صعوبات وتعقيدات بل وافتراءات واتهامات ما أنزل الله بها من سلطان ولا تستند إلى دليل أو برهان يصل بعضها لحد التجريح واتهام المرء في صدقه ونواياه وذمته وإخلاصه لمهنته ونقابته وزملائه، وهو ما سيتكرر بالتأكيد مع من سيحالفهم الحظ في انتخابات المجلس الجديد التي ستجرى في 14مارس المقبل... كان الله في عونهم.
لم يسأل أحد من الزملاء نفسه عن سبب تدني مستوى العمل النقابي في بلادنا عموماً وعن سبب المصاعب التي تواجهها نقابة عريقة كنقابتنا فتجعلها محطة للنقد الذي غالباً ما تنقصه الموضوعية وروح البحث عن الحقيقة... لم يسأل أحد من الزملاء نفسه لماذا يطلبون من النقابة كل شيء بينما لا تجد النقابة منهم أي استعداد للعطاء حتى بالاشتراك الزهيد الرمزي الذي لا يزيد عن مائة ريال في الشهر... لم يسأل أحد من الزملاء نفسه لماذا قامت الدنيا ولم تقعد من بعض ناشري الصحف الأهلية عندما تم طرح مشروع قانون قبل عدة سنوات يعطي النقابة الحق في الحصول على نسبة 3% فقط من موارد الإعلانات المنشورة في الصحف رغم أن مثل هذا الأمر سيحقق للنقابة استقلاليتها ويحررها من الارتهان لأي تمويل حكومي أو حتى دولي... وهي ضجة ستتكرر على كل حال مستقبلاً إذا طرح مثل هذا الأمر مجدداً لأن البعض منا يريد نقابة يظل يمن على أعضاء مجلسها بصوته الذي لا يعلم إلا الله إن كان أعطاه لهم أم لا، فكيف يمكن لنقابة ليس لدى أعضائها أي استعداد لدعمها ومساندتها مادياً أن تحقق لهم كل ما يريدونه منها؟! أليس هذا سؤالاً جديراً بالتأمل فيه؟!
قد يكون هذا الحديث صريحاً وموجعاً بعض الشيء لكن آن الأوان أن نقوله اليوم بصدق وصراحة ونحن على أبواب المؤتمر الرابع للنقابة من أجل أن تتنبه الغالبية الصامتة الصادقة من أعضائها وهي تدلي بصوتها في المؤتمر لتحسن انتخاب من سيمثلها بشرف واحترام ويدافع عن جميع حقوقها باقتدار وشجاعة بدءاً بالحريات وانتهاء بالقضايا المطلبية والمعيشية... فليس أخطر في المواسم الانتخابية من أولئك الذين يمكن أن نسميهم (الأواني الفارغة) التي يعلو ضجيجها وإزعاجها بسبب فراغها من القيم النبيلة والأخلاق القويمة والفكر السديد المعتدل، إذ أن هذه الأواني لا يمكن أن تعطي لأنها فارغة أساساً وهي لا تجيد إلا إثارة أجواء الفتنة والشقاق في الوسط النقابي، وعلى كل حال فأنا على يقين أن الغالبية الصامتة الرائعة في وسطنا الصحافي قادرة على التمييز وقادرة على اختيار الأفضل كما حدث في المؤتمر الثالث عندما اختارت الأفضل كفاءة وخلقاً ومهنية وفي ظني أن ذلك سيتكرر في المؤتمر القادم مهما تكتل المتكتلون ومهما حدثت من تحالفات وقوائم.
وفي ظل أجواء مليئة بالافتراءات والدسائس والمكائد يصعب على أي عمل نقابي أن يحقق ما يصبو إليه من نجاحات، بل إن هذه الأجواء تصيب أعضاء أي مجلس بالإحباط مهما كانت قوة إرادتهم... وفي ظل السلبية التي يتسم بها معظم أعضاء الجمعية العمومية يصعب على أي عمل نقابي أن ينجز ما ينبغي عليه إنجازه... وللحديث بقية..
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 05-مايو-2024 الساعة: 06:11 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/67188.htm