المؤتمر نت -
-
وطن عصي على المؤامرات
يبدو أن البعض مع الأسف الشديد صارت لديه مناعة قاتلة تحول دون فهمه واستيعابه لحقائق التاريخ التي لازمت مسيرة وحركة الوطن اليمني وهو يشق طريقه صوب تحقيق الأهداف التي ناضل من أجلها أبناؤه جيلاً بعد جيل وقدموا في سبيلها التضحيات الجسام وصولاً إلى إنجاز تلك الأهداف التي مهدت الطريق لانبعاث اليمن الجديد

وقد تجلت أهم هذه المحطات في انتصار الثورة اليمنية "سبتمبر واكتوبر" على النظام الكهنوتي الإمامي المستبد والاحتلال الاستعماري البغيض، والتغلب على مخلفاتهما التي حاولت تكبيل وإعاقة مسارات النهوض والتغيير المنشود

وفيما شكل ذلك الانتصار فجر التحول العملي والحد الفاصل بين الظلام والنور، جاء الإنجاز الوحدوي العظيم في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م، ليمثل إيذاناً بدخول اليمن عصراً جديداً هو عصر التنمية الشاملة والديمقراطية وحرية الرأي والتعبير والاستقرار والأمان واكتساب القدرة على ولوج القرن الحادي والعشرين ومجابهة تحدياته ومتغيراته برؤى علمية وخطط مدروسة وفكر متحرر من بقايا قيود الماضي ورواسبه المتخلفة

ومع أن كل هذه الحقائق والوقائع تدل على أن اليمن اليوم صار غيره بالأمس وأن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء هي المستحيل عينه، إلاّ أن البعض ممن لازالوا مشدودين إلى الماضي قد أعمتهم أوهامهم المريضة وعقلياتهم المتحجرة عن استشراف واستلهام كل هذه الوقائع وقراءتها على نحو صحيح

ولأن مثل هؤلاء الماضويين الذين يحسبون السراب ماء قد تولدت لديهم تلك المناعة ضد الفهم سواء من تدثر منهم بغطاء السلالية والمذهبية أو برداء المناطقية والشطرية فإنهم لا يدركون أن فرقعاتهم البلهاء وممارساتهم الحاقدة وتجاوزاتهم للنظام والقانون وشعاراتهم الضالة التي يسعون من خلالها إلى إعادة إنتاج النعرات السقيمة والمتخلفة، إنما تزيد من عزلتهم وانزوائهم وتضاعف من خيباتهم وانكساراتهم بعد أن أصبح هذا الشعب على دراية عالية بحقيقة تاريخهم الأسود وأنهم ليسوا أكثر من مجرد مرتزقة ومأجورين وسماسرة يستغلون بعض السذج لإثارة أعمال الشغب والتخريب فيما هم يقبضون الثمن على حساب أولئك السذج الذين يلقون بهم إلى معركة يعرفون سلفاً أنها خاسرة

ولن نسأل كيف يفكر هؤلاء لأن التفكير قد تعطل لديهم ولو كانوا يلتزمون بأي منطق لما وصل بهم الحال إلى هذا المستنقع الكريه الذي انغمسوا فيه. ولن نسأل أيضاً أي نوع من الشياطين أغوتهم لأنهم قد جعلوا من أنفسهم أسوأ من الشياطين المردة بتنكرهم للحق والصواب وانزلاقهم إلى مهاوي الرذيلة وإعلانهم العداء لوطنهم ومجتمعهم إلى درجة الفجور والعقوق والعصيان.
ولن نسأل أي مس أصاب عقولهم لأن ما اقترفوه في الماضي من خطايا ومصائب وجرائم بحق أبناء شعبهم لا تصدر إلاّ عمّنْ لا عقل ولا ضمير له

لكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو: إلى متى سيستمر هؤلاء يكررون أخطاءهم ومحاولاتهم الفاشلة والبائسة بسخف وابتذال شديدين؟.. ومتى سيتعظون من حقائق التاريخ ويستفيدون من دروسه وعبره، ويعلمون أن الشعارات التي يتنطعون بها ويرتزقون من ورائها، ستقودهم إلى مزبلة التاريخ كأمثالهم؟

أما اليمن فسيبقى عصياً على كل المؤامرات والدسائس وأقوى من أن تناله خسة خفافيش الماضي المظلم
*كلمة الثورة
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 07-مايو-2024 الساعة: 09:03 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/69244.htm