المؤتمر نت -
عبدالله بشر* -
الماوري (بريمر اليمن)
إلى عهد قريب كنت أهتم بمتابعة المقالات التي يكتبها الكاتب ذو الجنسية الأمريكية منير الماوري من منطلق أن الرجل ظل يحاول الحفاظ على بعض الاتزان والموضوعية والابتعاد عن الشخصنة نسبياً فيما يتناوله من كتابات، ولكن للأسف أنزلق الماوري في الآونة الأخيرة نحو كتابات سخيفة افتقدت الموضوعية وبدت أشبه بتنجيم المشعوذين وتقارير المخبرين السريين الفاشلين، الذين لا يبذلون أي جهد في عملهم ويكتفون بتدبيج تقاريرهم بعبارات مكررة وممجوجة وهكذا هو الحال مع " الماوري" الذي صدق نفسه بأنه أصبح كاتباً لا يشق له غبار، فإذا به يتحفنا في كل يوم بإسهال لا ينقطع من الكتابات عن قضايا وموضوعات يحاول إيهامنا فيها بأنه المتحدث الرسمي لوكالة المخابرات الأمريكية الـ(clA)، الذي تفاخر ذات يوم بأنه تقدم بطلب للانضمام إليها عندما أعلنت عن حاجتها لعملاء من الناطقين بالعربية بعد أحداث الـ11 من سبتمبر 2000م.
والحقيقة أن " الماوري" ظل يتناقض مع نفسه بين مقال وأخر وليس أدل على ذلك ما كتبه مؤخراً من تحليل عجيب واصفاً المواجهة التي خاضتها الأجهزة الأمنية ضد المتطرفين الخارجين على القانون في جعار بمحافظة أبين، بأنها تقوية للقيادي في تنظيم القاعدة الإرهابي الشيخ طارق الفضلي في مواجهته مع يافع حسب زعمه وهاجم الماوري الفضلي بشدة، وكال له كل الاتهامات التي ظلت تكيلها عادة الأجهزة الاستخباريه الأمريكية وحلفاؤها للذين تصفهم بأنهم إرهابيون ومتطرفون..
ولكن بعد أيام قلائل وما إن أعلن الفضلي انضمامه إلى تلك الأنشطة الانفصالية التخريبية، الخارجة على الدستور والقانون في بعض المناطق الجنوبية حتى هلل الماوري كغيره من الجوقة إياها للترحيب بالفضلي واعتباره زعيماً وطنياً في نظره، وهكذا أصبح الإرهابي " الفضلي" بين ليلة وضحاها " لدى الماوري وأمثاله" بطلاً يستحق الثناء والتقدير، ولا ندري عقل من يستغفل هذا " الماوري " بمثل هذه الآراء المتقلبة.
أما جديد الماوري فهو تلك التنبؤات التي أطلقها مؤخراً عن مستقبل الأوضاع في اليمن ووحدته، وعن فخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح، والتي بدأ الرجل يحدثنا وكأنه يتكلم من داخل القصر الجمهوري بصنعاء وليس من أحد مطاعم أو كافيتريات واشنطن، أو إحدى الغرف الملحقة في مقر عمله، حيث تعهد إليه كتابة مثل هذه التقارير وبدا الماوري وكأنه يعد نفسه ليكون "بريمر اليمن" على وهم منه بأنه سيأتي على ظهر دبابة أمريكية لتسلم مقاليد السلطة..
والمشكلة أن الماوري لم يستطع أن يخفي سذاجته وسطحيته وهو يتحدث عن القضايا اليمنية، وهذا ليس بغريب على شخص مثله ظل يظن بأنه شيء كبير في عالم السياسة والصحافة وهو مجرد عميل صغير لاقيمة ولا وزن له.
*نقلا عن صحيفة الجمهور

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 05-مايو-2024 الساعة: 08:39 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/69507.htm