المؤتمر نت -
جميل الجعدبي -
(العراك) الشيطاني !
* ليس ذلك المتمثل بالمطالب الحقوقية للمتقاعدين العسكريين والمدنيين وغيرهم ممن يشتكون مصادرة حقوقهم الوظيفية أو الاعتداء على أراضيهم.. ولا هو تجمعات الفوضى والخراب، والدعوات الطائشة المنبثقة –مؤخراً- عن احتدام (العراك)،، فأولئك استجيب لمطالبهم في حينها .. وهؤلاء مقدور على علاجهم بالحجة القوية والحكمة، ومحاصرة المجتمع لهم، ولا ضير من النظر في الأسباب التي جعلتهم يتجهون نحو استهداف الوحدة , والخروج عن الإجماع .. فلا حرج وقد جنحوا للعنف والدمار من دارسة سلوكيات هؤلاء ، ومعاملتهم كمرضى وضحايا مخططات خارجية ونزعات عدائية تجاه اليمن ، بدلاً من الجدل حول بطلان وفشل دعواتهم الشاذة.

* الحراك الذي أعنيه يتواجد في المنطقة الرمادية بين متسببي أخطاء متشابكة وضحايا المشكلة الناجمة عن تلك الأخطاء .. هذا الحراك يتميز بقدرته الشيطانية على التكيف مع مبررات وعوامل وأسباب المشكلة ذاتها.. فهو حراك انتهازي الى ابعد مدى فلا نجد بيئة خصبة للفساد إلا وأثاره ظاهرة عليها .. يتعايش مع المتسبب في المشكلة ذاتها ومع من بيده حلها .. وهو حراك لا يرى بالعين المجردة.. ويتلون من منطقة لأخرى،، فقد يكون اليوم ضحية، وغدا سببا في تنامي المشكلة ،، مثلما كان بالأمس احد عوامل وجودها، ، وقد يكون وسيطاً ومحللاً شرعياً لمصادرة أرض مواطن أو إقصاء آخر وحرمانه من حق وظيفي.

* الشيطان يتحرك في نفاق مزدوج ..يُقلَّلْ من حجم مشكلة هؤلاء وخطورة حرائقهم عند المعنيين بحل مشاكلهم..ولا يلْبث أن يُوهم الطرف الآخر في المعادلة أن عراكهم وحرائقهم هذه أصبحت قضية الجامعة العربية، والشغل الشاغل لهيئة الأمم المتحدة، ولا تنافسها في الهم العالمي غير أنفلونزا الخنازير.. وحراك الشيطان الذي اعنيه تفوح روائحه في تصريحات قيادات حزبية وسياسيين يزينون لزعماء الهوس وقطاع الطرق سوء أعمالهم .. وفي توجهات حزبية تنتظر "خراب مالطا" لتحدد موقف واضح وصريح من أغلى مكاسب الشعب اليمني المتمثل بالوحدة ،

* الشيطان يتحرك في تكاسل وإهمال وعدم مبالاة عضو المجلس المحلي بالمديرية والمحافظة، ومسئول المكتب التنفيذي المختص بقضايا ومشاكل الناس محل الشكوى في المديرية والمحافظة.. رغم معرفتهم عن قرب بمكامن الخلل وخطورة تداعياته، فلا يبادرون حتى إلى تشخيص الداء، ومحاصرته من الانتشار، ومن ثم معالجته، بموجب مهامهم الوظيفية .. والشيطان يتحرك بمرونة فائقة عندما يذهب هؤلاء . وبدلاً من ممارسة وظائفهم تلك أو تقديم استقالاتهم، يذهبون لتفح جروح أخرى، وتوسيع مساحة الداء، والإمعان في إيغال صدور أبناء الوطن الواحد عداوة وبغضاء.

*الشيطان يتحرك في بيانات أحزاب سياسية معارضة.. تغض الطرف عن إشعال الحرائق وتمزيق جسد الوطن، والاعتداء على أبناء القوات المسلحة والأمن ..وتستثمر أعمال الفوضى .. وتبتسم لمجانين العراك نكاية بالسلطة، فتساوم على الشراكة في (الحكم والثروة) من حيث لا مجال للمساومة ..وتحمل الدولة مسئولية كل شيء من حيث يُكره الابتزاز ..فإذا اتخذت الدولة إجراءاتها لحفظ الأمن والاستقرار، واحتجزت أحداً من زعماء الخراب، سارعت تلك الأحزاب لكيل الاتهامات للدولة، والبكاء والنحيب على مناضلي الحرائق، المحتجزين رهن التحقيق، وتعليق جلسات كتلها في البرلمان، ورفض الحوار حول الانتخابات، وتعطيل المؤسسات الدستورية وإيقاف عجلة التنمية حتى يتم الإفراج عنهم.

*يتحرك الشيطان بوضوح في التصفيق وتشجيع الأفعال الطائشة ضمنياً، واستثمار ضجيجها ودخانها لابتزاز السلطة والبحث عن مكاسب ضيقة، وإدعاء الوصاية، والأنانية المفرطة، ورهن هموم وقضايا الناس في أي مجتمع محلي بمصلحة شخصية، وقضايا صغيرة فردية.

*الشيطان يتحرك في صمت العلماء وخطباء المساجد إزاء من يحاول خرق السفينة .. وهم مشغولون بفرض زواج الصغيرات .. وفي صراخ أعضاء مجلس نواب وقيام قيامتهم إزاء خدش حصانة زميل لهم احتجز على ذمة قضية جنائية، فيما حصانة الوطن بكله تتعرض للانتهاك على أيدي زملاء لهم يطعنون في شرف الوحدة، فلا يُحركون لذلك ساكناً.




*يتحرك الشيطان بالضبط في شعور البعض بأن الوحدة مقترنة بتحقيق مصلحته الشخصية فقط،، وأن أي محاولات لإيقاف تمدد شبكة مصالحه الغير قانونية يعد إلحاقاً وضماً وسطواً وتراجعاً وكل تلك المسميات المطاطية والتي تستوجب إعادة عجلة التاريخ إلى ما قبل 22 مايو1990م ، ويتجلى الحراك الشيطاني بوضوح بإصرار هذا البعض على أن كل شيء تمام، فلا هو يمنح المشكلة حجمها الحقيقي، ولا يبادر لحلها، ولا يتنحى جانباً فيخلي الطريق لغيره لحل المشكلة..

*الشيطان يتحرك في التواطؤ مع الخطأ، وفي استفزاز مشاعر المواطنين، مثل إدمان بعض المسئولين تمديد أسوار أراضيهم في مناطق لم يعد يجد أطفالها ملعباً لكرة القدم..وفي احتكار المنح الدراسية على أبناء بعض المسئولين ..وفي تزاحم السيارات الفارهة لأطفال بعض المسئولين أبواب المدارس والحدائق والمتنفسات العامة والشواطئ.. الشيطان يتحرك في انتظار المعنيين بتربية هؤلاء وغيرهم ضم أسمائهم ضمن لجنة لتقصي الحقائق والنظر في دعاوى أنانية تزعم الوصاية وتنادي بالفتنة والشتات وتستفز مشاعر كافة أبناء الشعب اليمني باللعب حول وحدتهم والتحامهم .. فهل عرفتموه..؟!
*[email protected]
*عن صحيفة الثورة
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 12:25 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/69919.htm