المؤتمر نت -
-
الرد المنطقي ..!
اثبتت الاحداث والوقائع التاريخية، عبر مختلف مراحل المسيرة الوطنية أن عناصر التخلف من بقايا الانظمة الاستبدادية والاستعمارية المشدودة الى عهودها المظلمة والمقيتة قد ظلت تشكل عائقاً لمسيرة البناء والتطور، وكعادتها دائماً تطل كاشفة القناع عن نواياها الخبيثة ومراميها السيئة في كافة المواقف والأحداث الوطنية.. وعند كل محطة أو منعطف تاريخي بافتعال الأزمات من خلال التزييف والدجل واختلاق الذرائع والمبررات الواهية في سعي فاضح لإلحاق الضرر بأمن الوطن واقتصاده وتشويه صورته الناصعة والإساءة إلى سمعته الطيبة، مستهدفة بذلك نظامه الوطني ووحدة أبنائه

ومع ما تشهده الساحة الوطنية اليوم من تظاهرة سياسية واجتماعية واقتصادية وديمقراطية واسعة في شتى مناحي العمل الوطني، نجد تلك القوى والعناصر المتقوقعة في وحل الماضي المظلم تعاود الظهور في صورة اكثر بشاعة وقبحاً مما كانت عليه في السابق، وذلك تحت تأثير احلامها المريضة وأوهامها الطوباوية التي تتجسد في سلوكها وممارساتها المعبرة عن هوسها بالزعامة وإصابتها بمرض جنون العظمة من خلال ابتداع طرق وأشكال مزاجية وأساليب هوجاء تحت مسميات مختلفة (تجمعات، ملتقيات، منتديات) تتعارض تماماً مع الخيار الوطني المجسد لإرادة وإجماع الشعب مختلف قواه الوطنية ومنظماته المدنية وشرائحه الاجتماعية، والمتمثل في الديمقراطية الرديف الحقيقي للوحدة وأحد أهم ضمانات ثباتها وتأمين ترسيخها وتعميقها في نفوس ووجدان أبناء الشعب.. متوهمة ان بامكانها عبر أساليب المكر والخداع والدجل الوصول إلى مآربها الخبيثة وتحقيق أهداف أسيادها في الخارج.. متناسية أن الشعب الذي صنع 26سبتمبر و14 أكتوبر و22 مايو وجسد أهدافها في واقع حياته قادر وبنفس الروح من الإيثار والتضحية والوعي والايمان والعزيمة على الدفاع عنها وصون مكتسباتها وحماية الوطن ووحدته وسلامه الاجتماعي

وهنا يمكن القول: إنه من المخجل على هذه العناصر التي تسلك مثل هذا السلوك المشين بينما تدعي أنها تمثل قيادات حزبية أو اجتماعية وبمقدورها التعبير عن آرائها وممارسة أنشطتها في إطار التعددية السياسية التي كفلها الدستور والقانون بدلاً من الدعوة إلى إقامة مثل تلك التجمعات والملتقيات العشوائية وغير الشرعية..غير أنه من المؤكد أن على هذه العناصر التي تمارس مثل هذه الأعمال أن تعرف بأن الديمقراطية والحرية ليست باباً مخلوعاً أو ضرباً من الفوضى لا تحكمها ضوابط وتقاليد وقيم وتضعها في نطاق مسؤوليات تحمي المجتمع من كافة التجاوزات التي يغيب فيها الوعي والالتزام بثقافة الديمقراطية وحدود الحرية لتحل محلها ثقافة الحقد والكراهية التي يعملون على نشرها بين أبناء الوطن الواحد.. بل ليفهم هؤلاء أن الديمقراطية هي بوابة الاستقرار والتنمية وطريق التطور والازدهار ومن دونها يصعب تحقيق الأهداف والتطلعات التي يطمح اليها كل أبناء شعبنا اليمني المعطاء

ويأتي الرد المنطقي على تلك التخرصات وأصوات النشاز من خلال المؤتمرات الفرعية الموسعة للسلطة المحلية في المحافظات التي تختتم اعمالها اليوم بنجاح منقطع النظير، لتؤكد على نضوج التجربة الديمقراطية، وعلى التفاف أبناء الشعب حول قيادته السياسية ونظامه الوطني وتمسكه القوي بوحدته الوطنية، وكذا من خلال تعاظم التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها وطننا الحبيب

ويبقى التأكيد على ضرورة الاصطفاف الوطني لجميع القوى الوطنية وقوى الشعب الخلاقة، للتصدي لكافة عناصر المكر والخداع والتخريب ودحض أفكارها الهدامة والقضاء على أنشطتها المستهدفة للسيادة والوحدة، والتي لم ولن تَنال منها تلك العناصر المريضة التي ستذهب -وباليقين الكامل- بكل مخططاتها وأفكارها السوداء إلى مزبلة التاريخ
*كلمة 26 سبتمبر
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 01:28 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/70893.htm