يـوم النصــر!! المسيرات الحاشدة للجماهير اليمنية التي عمَّت المحافظات احتفاءً بيوم 7 يوليو هي التأكيد العملي ان هذا اليوم كان محطة فاصلة جسد فيها شعبنا ارادته الحرة المنتصرة لوحدته ونهجه الديمقراطي ولحاضره ومستقبله.. لذا فإن الاحتفال بهذا اليوم المجيد استحقاق وطني فيه يعبر ابناء اليمن عن وفائهم للتضحيات التي قدمت ولدماء الشهداء الزكية التي روت شجرة الوحدة المباركة لتزداد رسوخاً في ارض وطن 22 مايو العظيم لتشمخ عالية في سمائه ولنستظل تحت فروعها وأغصانها الوارفة بالخير والعطاء جميعاً وننعم بالاستقرار والتنمية والنهوض على طريق بناء اليمن الجديد الموحد المزدهر. ان احتفال الوطن - بدون شك - لن يعجب أولئك البائسين الخارجين من توابيت التحنيط السياسي الذين ألقاهم شعبنا في السابع من يوليو 1994م في مزبلة التاريخ مسقطاً مشروعهم الانفصالي التآمري والى الأبد.. هاهم اليوم يعودون من جديد بوجوههم القبيحة الكالحة المعبرة عن نفسية مريضة استوطنها داء الحقد والكراهية لهذا الوطن غير مستوعبين دروس التاريخ وعبره، ولا مدركين ان قوانينه خط سيرها دوماً الى الامام وان العودة الى الخلف تتناقض مع نوامس الكون ومع سنن الله في خلقه، ومايسعى اليه هؤلاء الحاقدون هو الثأر من الوطن والشعب لهزيمتهم .. فكان خروج المسيرات الجماهيرية الحاشدة إحتفاء بال7 من يوليو بمثابة التأكيد انهم يلهثون وراء سراب وان حصاد مؤامراتهم ودعواتهم اليائسة سيكون أمر مما ذاقوه في مثل هذا اليوم قبل 15 عاماً كماً وكيفاً يتناسب مع هذا الفارق الزمني، وهذا ماينبغي ان يفهمه من جعلوا انفسهم ادوات لتلك العناصر التي تتآمر على الوطن ووحدة أبنائه من ابراجها العاجية في اوروبا تنعم ببحبوحة العيش على حساب دماء الشهداء والجرحى الذين سقطوا نتيجة مؤامرتها الدنيئة وهي تجعل من هؤلاء المضللين بزيف دعاويها مادة لارتزاقها من جديد وعلى تلك الاصوات الناعقة بالخراب أن تتطلع في تلك الوجوه بإمعان لتكتشف ما تورطت به ضد نفسها ووطنها، اما الوحدة فهي حصينة بقوة اصطفاف وطن يستحيل اختراقه وهي راسخة رسوخ جبال اليمن الشامخات. فالشعب الذي سطر اروع الملاحم النضالية دفاعاً عن الوحدة والتصدي الحازم لمؤامرة الردة والانفصال منتصراً في 7يوليو 94م هو اليوم باحتفائه يؤكد ان انتصاره هذا سيبقى علامة مضيئة في سفر تاريخه المعاصر.. معلناً للعالم اجمع ان الوحدة اليمنية هي ماضي وحاضر ومستقبل الشعب اليمني وبقيت وستبقى مباركة خالدة وليس بمقدور اية قوة النيل منها.. وان وحدة الشعب اليمني الحضاري العريق محمية بارادة الله والارادة الوطنية الصلبة. خلاصة القول فإنه بقدر ما كان يوم السابع من يوليو المجيد يوم النصر العظيم يوماً بهيجاً لشعبنا اليمني عبرت عن ذلك مسيراته الاحتفالية في كل ربوع اليمن.. كان بالقدر ذاته يوماً حزيناً وأسوداً لاصحاب مشاريع الفرقة والتمزق دعاة الانفصال الذين هزمت مؤامراتهم وذهبت أمانيهم وآمالهم واحلامهم ادراج الرياح ولايمكن ان تعيدها تلك الصور البائسة الكالحة من ذوي الوجوه المحنطة المكفهرة التي لن تعيد لها الحياة كل مساحيق الارض، وعليها ان تعود الى تابوتها وتدرك انها ماض أسود لن يعود.. فمن الطبيعي ان يكون يوم السابع من يوليو يوماً حزيناً لهذه الشرذمة المهزومة والتي آن الأوان لتذهب ومعها حزنها ويبقى اليمن الموحد وطناً للفرحة بمايحققه من انتصارات وانجازات وتحولات وطنية كبرى تجعل أبناءه ينعمون بالنماء والتقدم والرفاهية. ويبقى أن نقول لأولئك المترددين الباحثين عن أدوار ومكاسب انانية ذاتية بان عليهم ان يراجعوا انفسهم وعنادهم ويتخلوا عن ركوب موجة الأنشطة التخريبية الهدامة ولايتخلفوا عن ركب الاجماع الوطني باتخاد الموقف الصائب المتمثل في الاصطفاف الى جانب الوطن وثوابته والا سيلفظون من قبل شعبنا كغيرهم من المتخاذلين والمتورطين بالتآمر على الوطن ووحدته وأمنه واستقراره. |