المؤتمر نت - زكريا الكمالي
زكريا الكمالي -
أول وباء يمني
الصيف الفائت، قاد خطيب الجامع، والبرلماني «محمد الحزمي» معركة استثنائية ضد مهرجان «أصالة نصري» في عدن، وكسبها بنصر مؤزر، حين جعل من الحفل الذي صُرف عليه الملايين، يظهر كـ «حفلة سابع» أو أسبوع لمولودة جديدة في بيت يعج بالأطفال، فيما ظهرت «أصالة» كفنانة من الدرجة العاشرة، تتقدمها «شروق» و«جميلة سعد» بأزمان، بعد أن غنت وهي لابسة البنطلون الجينز الطويل والجاكيت الأسود، وفرائصها ترتعد خوفاً من قنبلة.

وقتذاك، قال الرجل إنه يحاول إنقاذ البلاد من «المجون» الذي سيحدثه الفنانون العرب في بناتنا وأولادنا، وقوبلت أفعاله بسكوت مريب من الجهات المختصة، بعد قيامه بأدوار ليست من اختصاصه، تسيء إلى سمعة البلد، وتغتال كل خطوة تقدم فيه.

هذا الصيف، عاد «المنقذ» من جديد، لينتشل البلد من «فساد أخلاقي» بدأت نجاسته تطغى في يمن الإيمان والحكمة، بعد انتشار «المراقص، والدعارة، والمخدرات، والخمور» في أربع محافظات هي «عدن، تعز، الحديدة، صنعاء»، وقام بعمل «عريضة» وقع عليها 26 نائباً يطالبون بجلسة تناقش مايحدث.

بعد يومين، ظهر «المنقذ» في المواقع الالكترونية يقول «الحكومة اعترفت»، وقد قامت بـ «ترقيع» غلطتها، وأغلقت المطاعم الصينية في حدة، وأن هناك وعوداً له شخصياً بإغلاق البقية، وربما إغلاق باب اليمن من الساعة السادسة ليلاً!! هل هناك استخفاف أكثر من هذا؟!
لا أعتقد؟!

كيف يسمح لشخص «موبوء» كهذا أن يشوه سمعة هذه الأربع المحافظات، بهذه الطريقة، وإذا كان فضيلة الشيخ عاطلاً عن العمل في المجلس، فكيف تسمح هيئة رئاسة البرلمان لمهزلة كهذه أن تمر من أمام 62 عضواً؟!!.

أين هي المراقص التي يتحدث عنها ـ في تعز مثلاً ـ وكيف سكت 38 نائباً يمثلون دوائر تعز وسمحوا له أن يتفوه على محافظتهم بأنها تعج بالدعارة والمخدرات؟!

وإذا كان هناك مراقص، هل يخول القانون لـ «خطيب مسجد» بدرجة «مشارع» أن يتقمص دور وزير عدل وأوقاف، ورجال الضبط القضائي، يحرر عريضة تطالب بإغلاق مطاعم صينية، يزعم أنها تبيع مشروبات روحية، أو جمع توقيعات في الشوارع والمدن تطالب بمقاطعة البضائع الصينية بسبب أحداث «الإيجور» وهي مشكلة داخلية تخصهم ولا طاقة لبلدنا حتى تتدخل فيها.

حولت سنوات «التخمة البرلمانية» الشيخ الحزمي، ومن تبعه إلى قنابل تتمنى الانفجار في وجه أي شخص، قبل أن تنتهي صلاحيتها، ويريد الرجل أن يحول اليمن ـ أفقر دول العالم في المراقص والكباريهات ـ إلى «كابول» جديدة، وبنسخة متطورة.

أخيراً، إذا كانت منظمة الصحة العالمية، قد أعلنت «انفلونزا الخنازير» أول وباء عالمي في القرن الحالي، فمتى سيتم الإعلان في اليمن عن «محمد الحزمي» كأول «وباء يمني» ويتم رصد المليارات من الدول المانحة والصديقة والشقيقة لمحاربته، حتى لايستفحل بشكل غير مسبوق، ولاتقوم لليمن بعده قائمة.

[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 09-مايو-2024 الساعة: 01:43 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/72241.htm