المؤتمر نت - د . خالد حسن الحريري
د . خالد حسن الحريري* -
لقاح الوحدة وحب الوطن
لكي ينعم أبناء المجتمع بالصحة البدنية ، تبذل الحكومة جهودا كبيرة في سبيل حمايتهم وتحصينهم ضد العديد من الأمراض منذ مرحلة الطفولة , كقيامها بتوفير لقاحات للحماية من انتشار العديد من الأمراض مثل شلل الأطفال والحصبة والتهابات الكبد......الـــــخ.
وتقوم بتنفيذ حملات دورية لتزويد أطفال المجتمع بهذه اللقاحات في كل أنحاء الجمهورية حرصاً على نمو صحي سليم لأبناء المجتمع الذين يعول عليهم بناء وتنمية المجتمع وتحقيق تقدمه في مختلف المجالات.
لكننا اليوم نجد أنفسنا أمام أنواع جديدة من الأمراض تصيب نفوس بعض الأفراد ولا تصيب أجسامهم لكن خطورتها تكمن في تأثيرها على جسم الأمة أو المجتمع وأمنه وتقدمه واستقراره من هذه الأمراض : الطائفية والعصبية والمناطقية والعمالة وأخيراً مرض الردة والانفصال , هذا المرض الذي ظهر بعد تحقيق الوحدة المباركة في الثاني والعشرون من مايو 1990م. لـــدى فئة قليلة من أبناء مجتمعنا اليمني. حاولت جاهدة على نشر هذا الداء عام 1994م. لكنها فشلت وتم استئصال هذا الداء بمجرد ظهوره , لكن بعض المصابين بهذا المرض وخصوصاً أولئك الذين لفظهم الجسم اليمني السليم والموحد إلى الخارج يحاولون اليوم نشر هذا الداء الخبيث في الجسم اليمني الموحد الذي تحصن أبنائه بلقاح الوحدة وحب الوطن والانتماء له.

لكنهم وللأسف الشديد لايدركون أن هذا الداء ولله الحمد صعب الانتقال إلى من تحصن بلقاح الوحدة وحب الوطن والانتماء له من أبناء هذا الوطن الواحد وإذا كانت هناك قله قليلة لم تحصن بهذا اللقاح أو تأخذ جرعة كافية منه فإن مسؤليتنا جميعاً العمل على حمايتها من هذا الداء وتزويدها بالجرعة الكافية من هذا اللقاح .

ولعل الشيء الجميل في هذا اللقاح أنه إنتاج محلي لا يتم استيراده من الخارج أو شرائه من الصيدليات فمصدره قيمنا وعقيدتنا وثقافتنا الأصيلة وكل واحد منا يمكنه الحصول عليه بسهولة وتزويد غيره بهذا اللقاح فهولا يخص فئة بعينها من أفراد المجتمع فالجميع رجال ونساء شباب وأطفال لابد أن يتحصنوا به وينشرونه بينهم ولا يخشون فقدانه لأنه لقاح عظيم الأثر تزداد فاعليته بزيادة انتشاره في المجتمع و يقضي على العديد من الأمراض الاجتماعية الخبيثة كالعنصرية والطائفية والمناطقية والردة والانفصال وليس له أثار جانبية سيئة فكل أثاره ايجابية على صحة الأفراد والمجتمع .

وفي الأخير أود التأكيد على أننا اليوم جميعاً في أمس الحاجة إلى أن نقوم بواجبنا تجاه وحدتنا وسلامة مجتمعنا من خلال بذل الجهد لحصر مرضى الردة والانفصال الذين يحاولون نشر هذا المرض في جسم وحدتنا الصحيح ثم العمل على تزويدهم بجرعة كافية من لقاح الوحدة وحب الوطن والانتماء له و توعيتهم بأن مرض أو داء الردة والانفصال ليس كداء حمى الخنازير الذي ظهر مؤخراً والذي قد ينتشر بسهولة طالما لم يكتشف له اللقاح المضاد. لكن داء الردة والانفصال مستحيل أن يعاود الانتشار طالما تحصن الشعب بلقاح الوحدة وحب الوطن والانتماء له, هذا اللقاح الذي امتزج بدم كل اليمنيين .
وعلى الفئة المريضة بهذا الداء أن تدرك يقينا أنها إذا لم تسارع بتحصين نفسها بجرعة كافية من هذا اللقاح لتصبح خلية سليمة في الجسم اليمني الواحد. فأنه ليس أمامها إلا الفناء أو العزلة في دائرة الحجر الصحي للمصابين بهذا الداء حتى يقضي الله في أمرهم لأن الجسد اليمني الواحد والصحيح لن يقبل بخلايا مصابة أو فاسدة أو ميتة تؤثر على مستقبله المشرق الواعد بالخير بالعطاء والنماء بإذن الله .
=======
*استاذ التسويق المساعد / جامعة تعز

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 06-مايو-2024 الساعة: 02:49 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/72242.htm