المؤتمر نت -
بقلم/ محمد حسين العيدروس -
نوفمبر.. السيادة والاستقلال
تؤكد تجارب التاريخ أن قدر الشعوب الحرة الأبية أن تنتفض على الذل والظلم، وترفض الخضوع لمن يسحق حرياتها وكذلك فإن قدر شعبنا اليمني أن ينتفض على المستعمر ويقاومه، ويصمد بقوة وإرادة عظيمة حتى انتصر وكتب في سجل التاريخ بأحرف من نور وضاء وراسخة يوم الـ30 من نوفمبر يوماَ عظيماً لجلاء آخر جندي بريطاني من عدن الباسلة.
إن من يتصفح أوراق تلك الفترة يندهش من إرادة شعبنا، ويستلهم منها دروساً عظيمة في أسلوب العزة وصناعة الحياة الكريمة، وفي الخصوصية التي تنفرد بها اليمن عن كثير من بلدان العالم.. فثورة 26 سبتمبر ضد النظام الإمامي استمدت عمقها الميداني لنضال أبناء المناطق الجنوبية، وصارت صنعاء وتعز وغيرها من المدن التي كانت بالأمس ترزح تحت نير الملكية هي الخط الخلفي والجدار القوي للثوار الذي يمدهم بالأسلحة والذخائر والمؤن المختلفة.
ورغم أن أبناء المناطق اليمنية الجنوبية -التي كانت خاضعة لنفوذ الإنجليز -تحولت كلها إلى براكين ثائرة بوجه المستعمر، وزفت الشهداء تلو الشهداء، وكانت إرادة التحرر والاستقلال جامعة لدى اليمنيين صغار وكبار والمرأة والرجل
ذكريات الثورة والاستقلال طويلة جداً، ولا تختزل بمقال، لكننا اليوم نحرص على أن نسترجعها وفاءً لكل قطرة دم يمنية سقطت، ولكل شهيد ارتفعت روحه الزكية إلى جوار ربه، ولكل الذين تعذبوا في السجون البريطانية، ولكل المقاومين من رجال ونساء.. ولهذا فإنا نسترجع تلك الذكريات لأنها كانت الأساس فيما بلغناه اليوم من رقي وتقدم وازدهار وعزة وكرامة؛ حيث لم يكن ممكناً إطلاقاً أن تصل اليمن إلى ما وصلته اليوم ونصفها الآخر قابع تحت نير الاحتلال، إذْ أن شرط أي نماء وتطور يبدأ بالسيادة، والإرادة الوطنية الحرة.
ولاشك أن السيادة الوطنية لا تعني فقط طرد المستعمر أو القوة الباغية، وإنما أيضاً امتلاك الإرادة الحرة لصنع القرار السياسي، وهذه المسألة ظلت في مقدمة مشكلات اليمن في الشطرين ، فمخلفات العهود الماضية لكلا الشطرين أورثت الشعب اليمني وقواه الوطنية كماً هائلاً من المشاكل والتحديات الصعبة التي تتطلب التخلص منها سنين أخرى من العمل الوطني الدءوب، ومن التضحيات والنضال.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 06:54 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/75919.htm