المؤتمر نت -
عبد العزيز الهياجم -
لماذا يحدث هذا ؟
لماذا يقطعون أذن " أديب" بعد أن أشبعوه ضربا متهمين إياه بالتجسس عليهم؟, ولماذا قتلوا" عباد الجبل" وهو الذي كان يسير ومعه عائلته في طريق الله التي نهى الرسول الكريم عن الجلوس على الطرقات وحث من أراد الجلوس أن يعطي الطريق حقها من إفشاء السلام وإماطة الأذى وغض البصر, فما بالنا بمن يمارس القتل الغدر والظلم بحق رجل مسافر أراد هو وعائلته قضاء إجازة ممتعة في أحضان عدن ومياه خليجها .!!.

ومثله كان العنسي, وقبل ذلك الحلواني" سعيد القباطي".. ومن يدري عن من نسمع غدا وبعد غد؟ ونحن الشعب اليمني المسلم الذي قال عنه رسولنا الكريم الشيء الكثير.. وقال في ما معناه أنه في ظل الإسلام وقيمه سيسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه .

في شرع من يكون الظلم هو وسيلة المطالبة بالعدالة.. ويكون القتل هو نهج الباحثين عن حياة كريمة.. من لديه مطالب مشروعة ويعتقد بوجود مظالم, ولا شك أن المطالب المشروعة موجودة والمظالم موجودة ولا أحد يستطيع أن يحجب ضوء الشمس.. لكن كيف يتم التعبير عن الحقوق وعن رفع المظالم وعن الهموم والتطلعات؟

هل يعقل أن يتم بفرز " لوحات السيارات" وبناء عليها يتم الترافع والمحاكمة وتنفيذ أقصى العقوبات وفورا واعتبار ذلك ضربة موجعة للسلطة والحكومة التي لدى هؤلاء مطلب أو مظلمة عندها؟

يا أيها العقلاء.. في المناطق والمديريات والمحافظات التي شهدت وقوع مثل هكذا حادثة مؤسفة ومؤلمة.. من الواجب والمسؤولية الأخلاقية والدينية والوطنية.. أن يكون لكم رأي و موقف.. اسألوا هؤلاء على لساني أنا وقولوا لهم: "ما ذنبي أنني أقود سيارة تحمل لوحة برقم محافظة أو محافظات معينة, بل ما ذنب هذه المحافظات ولوحاتها, إذا كانت هي أصلا تلتقي معكم ويلتقي أبناؤها مع أبناء كل محافظات ومديريات الوطن عند مسألة أن هناك مطالب مشروعة وهناك مظالم واقعة.. واقعة بلا جدال عند الجميع ودون استثناء ..

لا أحد يستطيع أن يجبر نفسه أو يجبره أحد على طلب المعيشة في الضالع أو لحج وهو لا يحب هاتين المحافظتين ويحب أهلهما.. يستحيل أن تعيش في مكان لا تحبه ولا تحب أهله .

ولن يهنأ أحد بقضاء إجازة ممتعة وأيام سعيدة في عدن وهو لا يحب عدن ولا يحب أهلها.. يستحيل أن يجد المتعة ويرفه عن نفسه هناك وهو لديه موقف أو يحمل ثقافة كراهية أو حقد .

في عيد الفطر الماضي كنت تواقا لقضاء أيام العيد السعيد في درة مدن الجزيرة العربية عدن, الثغر الباسم لليمن وعروس الشواطئ العربية أجمع بتاريخها العريق وما تمتاز به عن غيرها من مدن الموانئ العربية.. وكنت سعيدا برحلة إليها تمر عبر الضالع الحبيبة ولحج الخضيرة, مناظر رائعة وأناس هم إخوتي وجزء من أسرتي الكبيرة بكبر الوطن.. حين أتبادل معهم التحايا والابتسامات الودية, يخاطبهم لسان حالي قائلا: نحن جميعنا إخوة في هذا الوطن نشعر بآلام وآمال بعضنا البعض, وإذا كان هناك من يحس بظلم واقع عليه ولديه مطالب مشروعة .فنحن جميعا نتفهم ذلك ونتفهم التعبير عنه بالوسائل المشروعة, ونزيد من الشعر بيتا بأن ما تعتقدون أنه ممارسات فيها تمييز وانتقائية أو شطرية أو تفضيل لمناطق معينة على مناطق أخرى أو لجزء على جزء من هذا الوطن, هو في حقيقة الأمر ليس كذلك, وهي ليست حجة على الوطن ووحدته وتعايش أبنائه بقدر ما أنها ممارسات فساد وهبر وسلب وتنفذ واستيلاء على حقوق الغير.. لا تفرق بين أحد وأحد وهي مرت بقطارها فوق رؤوسنا قبل أن تصل إليكم .

المظالم التي تشتكون منها ليست ماركة المصطلحات التي يطلقها البعض بتوصيف هذا شمالي وهذا جنوبي وهذا دحباشي وخلاف ذلك.. فالفاسد والمتنفذ ليس حجة حتى على أقرب الناس إليه, كما أنه لا ينتقي ضحاياه ولا ينوي ممارسة الفساد في محافظة دون غيرها.. هو إذا أشبع غريزته مما طالته يده في صنعاء مثلا باعتبارها عاصمة وكل عقار فيها له قيمة, بدأ يفكر في المستقبل ويخطط لأن يبسط نفوذه في عدن كعاصمة تجارية واقتصادية وبحيث يؤسس نفسه هناك قبل أن تزدهر وتنتعش ولا يكون له منها نصيب.. وهكذا .

فنحن جميعا نعاني من فساد هؤلاء ونعاني من ممارساتهم التي أصبحت وبالا علينا وعلى وطننا ووحدته وأمنه واستقراره.. ومن أجل ووطننا ووحدتنا ومستقبلنا وأمن بلدنا واستقراره وتنميته ينبغي أن نقف صفا واحدا في محاربة كلا الطرفين من الذين يمارسون الفساد.. سواء الذين يمارسون الفساد المالي والإداري والسطو وأخذ حقوق الغير بالقوة وهم يمثلون أنفسهم وليسوا حجة على جزء أو محافظات معينة من الوطن.. وأولئك المتقطعين الذين يقتلون الأبرياء بالهوية أو لوحات السيارات وهؤلاء أيضا قلة ويمثلون أنفسهم وليسوا حجة على المحافظات التي ينتمون إليها أو أبنائها الطيبين والوطنيين الغيورين .

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 24-مايو-2024 الساعة: 01:03 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/76960.htm