المؤتمر نت - فيصل الشبيبي

فيصل الشبيبي -
اليمن أكبرُ من إرهاصاتكم !!
لن نأتي بجديد إذا قلنا : إن بلادَنا تواجهُ تحدياتٍ وأخطاراً أمنيةً حقيقيةً في المرحلة الراهنة بسبب عوامل اقتصادية وسياسية يعرفها الجميع ، لكن الحملة الإعلامية المحمومة خلال الأيام القليلة الماضية وما صاحبها من تهويل وتضخيم ، تضع أمامنا العديد من علامات الاستفهام ، كونها تكشف بجلاء أنها ليست وليدة اللحظة بل تحمل في أجندتها الكثير من الأبعاد والسيناريوهات وتقف وراءها قوى تريدُ لفت الأنظار عن إخفاقاتها وتعمل على تحويل اليمن إلى ساحة للتجاذبات ، وكلها إرهاصاتٌ ومقدماتٌ لمراحلَ من الصراع بين تلك القوى الباحثة عن نفوذ في المنطقة .
وما يؤكدُ ذلك هو الكمُّ الهائُل والمتناقضُ من المعلومات والتحليلات عن طريق بعض الوسائل التي لا تبحثُ سوى عن الشهرة والإثارة لترويع الناس لاسيما وأنها تلقى من يُضفون على مراميها هالةً دونَ حسابٍ للعواقب التي ستُبنى على أطروحاتهم غير العقلانية .
وعلى هؤلاء أن يدركوا استحالة أن تكون اليمن هي الأرضية الخصبة لتنفيذ أجندتهم ، كما أنها ليست عاجزةً عن صدِّ كل متطرف أو عابث بالأمن أو مستغل لهذه الأحداث ، إضافةً إلى أن الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه – وإن شذ عنه البعض – يرفضُ بالمطلق أن يكون أداةً بيد أحد أو مطية للغير على حساب ثوابته وقيمه ومقدساته.
وإذا كانوا صادقين وجادين فيما يطرحون فهم يعرفون المشاكل الحقيقية التي تعانيها اليمن بالذات في الجانب الاقتصادي ـ وقد اعترف الكثيرون بذلك ـ باعتبار أن الفقر والبطالة عاملان يُراهنُ عليهما أصحابُ المشاريع المتطرفة .
أما المتطرفون والإرهابيون وأصحابُ المشاريع الضيقة فنقول لهم : منذ متى كان الشعبُ اليمنيُ قاصراً حتى يدّعي زوراً بعضُ الجهلة والأنانيين الوصاية عليه ؟ ومنذ متى ضعُفَ إسلامُ شعبنا – وهو المشهود له بالالتزام والوسطية – حتى يظهر بعضُ المأزومين والفاشلين ليزايدون عليه بنشر ثقافة العنف والمتفجرات ، ويستغلون المناخ الديمقراطي للتسلل إلى أوساط الشباب العاطلين وتجنيدهم لهزِّ أمنه واستقراره وسكينته ؟ وهل سمعتم يوماً أن أحداً من أبناء شعبنا المضياف أقدمَ على قتل ضيوفه والمستأمنين عنده ؟ كيف تمنحون أنفسكم هذا الحق وأنتم تعلمون يقيناً أن اليمنيين مسلمون بالفطرة ومؤمنون أن ديننا الحنيف دينُ الاعتدال والتسامح والرحمة والمحبة والتآخي ، دينُ الحكمة والموعظة الحسنة ، وليس دين الكراهية والبغضاء والعنف ؟..
أخيراً.. يجب أن يعلم هؤلاء أن اليمن ـ وإن كانت تعاني بعض الاختلالات والمشاكل التي ستتغلب عليها برجالها الشرفاء الصادقين وبدعم أشقائها وأصدقائها الأوفياء ـ هي أكبر من هذه الإرهاصات ، والتاريخ أكبر دليل وشاهد ، كما أنها ستظل تمارس دورها الإقليمي والعربي والإسلامي ولن تتخلى عن ثوابتها ونهجها المعروف الداعم والمساند لقضايا الأمة. والله المستعان..

[email protected]
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 04:19 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/77095.htm