المؤتمر نت -  د-قاسم لبوزة
د-قاسم لبوزة -
نحو حوار جاد ومسئول
اكتسبت دعوة فخامة رئيس الجمهورية المشير علي عبدالله صالح -حفظه الله ورعاه - لإجراء مؤتمر الحوار الوطني لكافة الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني أهمية بالغة من حيث كونها أتت في ظل مستجدات هامة يشهدها الوطن على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفي ظل ظروف ما أحوجنا فيها إلى مثل هذه الدعوة الوطنية والإنسانية الصادقة من رجل حكيم يدرك حجم المسئولية الملقاة على عاتقه تجاه وطنه وشعبه وأمته للوقوف أمام مختلف التحديات والمستجدات الجارية على الساحة، والتي يأتي في مقدمتها التمرد الحوثي في صعدة والأعمال الإرهابية لجماعة تنظيم القاعدة والأفعال الخارجة عن الدستور والقانون في بعض المحافظات الجنوبية وتلك قضايا ينبغي الوقوف أمامها وغيرها من القضايا التي تهم الوطن والمواطنين والتي لم يحدد لها سقف سوى الدستور والثوابت الوطنية بحوار جاد ومسئول تتجلى فيه مصلحة اليمن أرضاً وإنساناً وحماية مسيرته التنموية والديمقراطية والتحولات الجارية في المجتمع، ومن خلال هذه الدعوة المباركة يتطلع كل أبناء اليمن وكل المهتمين بالشأن اليمني الذين يهمهم مستقبل اليمن وأمنه واستقراره وتقدمه إلى نتائج أعمال مؤتمر الحوار وما سيتمخض عنه من إجماع على مختلف المواضيع المطروحة أمامه، وفي هذا الاتجاه فإن المعنيين بالحفاظ على سلامة الوطن وعلى منجزاته هم أبنائه الشرفاء الحريصون عليه والصامدون أمام كل المؤامرات والدسائس التي يحيكها الأعداء في الداخل والخارج ممن يزرعون الألغام في طريق مسيرته وينصبون الكمائن أمامها، وقد آن الأوان لوضع حد لمهازل المستأجرين ومصائد الحاقدين على التجربة اليمنية والعابثين بأحلام وتطلعات شعبنا وبإرادته التي ترفض الإذلال والقهر والاستبداد؛ إرادته التي ستقول كلمتها في هذا الحوار الجاد والمسئول النابع من قناعات كافة فئات شعبنا ومختلف قواه السياسية على اختلاف مساراتها وأهدافها، وهي بالتأكيد تجتمع على أكبر وأنبل هدف وهي حاضر ومستقبل وطننا اليمني الحبيب.

فاليمن مسئولية كل أبنائه وهم المسئولون عن حمايته وعن تقرير مصيره ولن نُفلح الدعوات المستوردة والتنظيرات المعلبة في تعكير صفو الاستقرار الذي حققته اليمن بتضحيات ودماء وأروح أبناءه الذين ركلوا الإمامة وطردوا الاستعمار وعملائه السلاطين وحققوا الوحدة والديمقراطية ودافعوا عنها وقدموا من أجلها الآلاف من الشهداء البواسل ولن يسمحوا لأعدائها المساس بما تحقق من منجزات عظام.

كل ما أود أن أقوله وأتمناه أن يظل الحوار هو الوسيلة المثلى لحل جميع الإشكالات التي تنشأ في المشهد العام وهذا شيء طبيعي أن يحصل الخلاف في بلد ديمقراطي فيكفينا فخراً أننا ننادي صوت العقل أن يكون هو الفيصل في الحكم بدلاً عن لغة العنف وصوت الرصاص، وأنا هنا لا أقدم النصح لأن الذين يجلسون على طاولة الحوار هم أكثر منا تجربة وخبرة وحكمة إنما كل ما نقوله للمتحاورين: إن الشعب اليمني يتطلع فيكم خيراً كبيراً ويعول عليكم الشيء الكبير في إنجاز مهمة وطنية وتاريخية وكل ما نرجوه ألا يذهب ظن هذا الشعب بغير محله ونتمنى أن يكون المنطق والعقل الرشيد هما أساس الحوار ولنا ثقة في أن العقلاء والمخلصين لهذا الوطن كثر ولا يمكن أن يخيبوا الآمال وآخر ما أقوله إن التعصب للرأي لا يقدم الحلول والتجاوز بالطرح المثالي لا ينتج حلولاً واقعية فأرجو ألا تكون هذه الثنائية حاضرة الحوار الوطني القادم ونتمنى أن كل طرف في الحوار يفصح بوضوح عن مصالحه ولا يطرحها من خلال نموذج متعال ألا يتجاهل كل طرف واقع القوى المنافسة، ولا يتجاهل حاجات الواقع ومتطلباته الفعلية.
فتحية لدعوة فخامته وعهداً نقطعه على أنفسنا لإنجاح هذا الحديث الديمقراطي الشوروي الهام كل من موقعه.
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 07-مايو-2024 الساعة: 03:34 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/77156.htm