المؤتمر نت -
فيصل الصوفي -
باجمال‮.. ‬أمس‮ ‬واليوم
ارتبطت عملية الإصلاحات في اليمن باسم عبدالقادر باجمال، فهو الذي روَّج لها مبكراً عندما كان وزيراً عام 1995م وحاول أن يطرحها في الفضاء الاجتماعي عندما ترأس الحكومة مرتين، وأولئك الذين قاوموا تلك الإصلاحات وكذلك الذين خذلوه أظنهم الياوم يتمنون بأنهم لم يفعلوا‮ ‬ذلك،‮ ‬وأنها‮ ‬لو‮ ‬تمت‮ ‬كما‮ ‬أراد‮ ‬لها‮ ‬باجمال‮ ‬لكان‮ ‬حالنا‮ ‬أفضل‮ ‬مما‮ ‬هو‮ ‬عليه‮ ‬اليوم‮..‬
كنت يوم الجمعة الماضية أستمع لكلام هيلاري كلينتون الذي أسمعته القربي الواقف إلى جانبها، وأنا أتميز من الغيظ لأنها قالت ما كان يجب ألا نسمعه لو نفذت تلك الإصلاحات، قالت: إن أمريكا وأصدقاء اليمن يسعون لمساعدة اليمن، ولكن هذا المسعى يعتمد على قدرة اليمن على اتخاذ قرارات صعبة وضرورية لتحسين فعالية الحكم وإصلاح اقتصاده وإيجاد مناخ أفضل للأعمال والاستثمار، وأن مؤتمر لندن سيركز على تحسين أداء الحكومة لوظائفها، ذلك الذي يطالب به أصدقاؤنا اليوم، هو ما كان باجمال بصدد القيام به لكنه خُذل ثم قُطعت عليه الطريق، وبدلاً من أن تتقدم الإصلاحات والإدارة الحكومية تراجعت خطوات وبلغ تدني الانجاز حداً أصبحنا غير قادرين معه على استخدام المساعدات التي تقدم لنا مجاناً، وظلت عائدات دعم المشتقات النفطية عنواناً لإهدار الموارد لمصلحة فئة محددة تثري ثراءً فاحشاً من المال العام وتبرز كمثال‮ ‬صارخ‮ ‬لحالة‮ ‬غياب‮ ‬العدالة‮ ‬الاجتماعية‮ ‬والاقتصادية‮.‬
إن عبدالقادر باجمال رجل دولة وصاحب قرار، وهو تصرف كسياسي ومثقف، تصرف القياديين الضروريين والمهمين لأمتهم، وقد خسرنا في غيابه، وهاهو يعود إلينا بعد عشرين شهراً قوي الإرادة زكي العقل في وقت يحتاج فيه الوطن إليه، وهو القادر على الاستمرار في لعب أدوار سياسية والعطاء‮ ‬في‮ ‬المجالين‮ ‬الرسمي‮ ‬والحزبي،‮ ‬ولم‮ ‬تفقده‮ ‬الجلطتان‮ ‬سوى‮ ‬القدرة‮ ‬على‮ ‬لعب‮ ‬كرة‮ ‬قدم‮ ‬في‮ ‬ملعب‮ ‬المريسي‮.‬
عاد باجمال منتصب القامة، مقبلاً على الحياة، قادراً على العطاء، وبعودته المجيدة هذه قتل الشائعات العدوانية والكريهة، وخيّب آمال وكيد الخسيسين الذين تخلوا عن الأخلاق الإنسانية حتى في أشد المواقف إيلاماً.{
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 12:50 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/77551.htm