المؤتمر نت -
فيصل الشبيبي -
الوطن أسمى من خلافاتكم !!
من الطبيعي أن تطفو على سطح المشهد السياسي الكثيرُ من التباينات والاختلافات بين السلطة والمعارضة بالذات حول طرائق إدارة الدولة ، ما دمنا نعيش تحت إطار التعددية الحزبية ، ومن الطبيعي أيضا أن تختلف المعارضة مع النظام في ما هو دون الثوابت والعكس صحيح ، إلا أن يكون الوطنُ وأمنُه واستقرارُه ورقة لهذا الاختلاف فذلك مالا يقبل به أحدٌ من العقلاء ، وليس من مصلحة أي طرف من الأطراف تسخير هذه الورقة خدمة لأجندته أو استغلالها في تحقيق مكاسب سياسيه لأنها بالمنظور الجيوسياسي تعتبرُ مغامرةً غيرَ محسوبة ومجازفةً ذات تأثير سلبي على المديين المتوسط والبعيد وأحيانا القريب إذا ما توافرت عوامل أخرى وتداخلات تزيد من وتيرة احتقاناتها حتى تولّد بُركاناً يأتي على الجميع .

كنت اعتقد أن التباينات الحزبية والمشاحنات التي تصاحبُ العملية الانتخابية ليست سوى ضبابيه تنقشع بانتهاء الانتخابات ، إلاّ أن التعاطي السلبي مع الأحداث الأخيرة المتعلقة بما يُعتمل في بعض المديريات جنوبي الوطن من جرائم واعتداءات بدعوى الحراك أثبتت أن لها صلة ـ ولو بنسب مختلفة ـ مع تلك التراكمات ، بالذات وأن ما يجري عملياتٌ ممنهجة لها ارتباطاتٌ بمصالح وقوى لا تريد لهذا الوطن أن يستقر بالذات وأنها تنحو هذا المنحى الخطير من التأزيم والتنافر وبث روح الفرقة والشتات وزرع الأحقاد والكراهية بين أبناء البيت الواحد.

من الإجحاف أن نحمل طرفاً أو جهةً محليةً بعينها المسؤولية الكاملة عما يجري ، لكن عتبي الشديد واستغرابي الأشد يكمن في الرهان على مثل هذه الجرائم والأحداث والتعاطي السلبي معها دون النظر إلى تبعاتها على أمن البلد بشكل خاص والمنطقة بشكل عام وكأاننا قد فهمنا الحزبية بأنها عداءٌ وليست تنافساً لخدمه الوطن والشعب ، ولم ننظر أيضا إلى الآخرين ونتعلم منهم كيف نختلف ؟ وعلى ماذا ؟ ومن اجل من ؟

من المفارقات أن جميعَ الأيادي لواقفة وراء ما يجري قد تكشّفت وتجلت في أبهى صورها، وأصبح الكلُ على معرفه وثقة كبيرة بان المستهدف الأول هو الوطن ، ومع ذلك لا يزال التأرجح والصمت والتغاضي هو السمة السائدة حتى الآن ولم نر موقفاً صريحاً من قبل جميع القوى السياسية في الساحة يقول لتلك الجهات قفي عند حدك ، فالوطن أكبر من النظام ومن المعارضة ومن الجميع ، لكننا على العكس من ذلك نشتمُّ في تصريحات البعض ريحَ التشفي والتواطؤ دون أن يدركوا أنهم بمواقفهم تلك يشجعون الخارجين عن القانون على التمادي والتطاول على مصالح الوطن العليا وتمزيق نسيجه الاجتماعي وإدخاله في متاهات تهدد مستقبله ..

من المعيب والمخجل أن نرى الكثير من أشقائنا ومثقفينا العرب أكثر حرصاً على بلدنا من بعض أهلنا في الداخل إيماناً منهم بأهمية اليمن ودوره الجيوبولوتيكي للإقليم والمنطقة ..

أخيرا.. إذا كان حبُّ الوطن من الإيمان والدفاعُ عنه فرضَ عين على الجميع فعما ومتى سندافع ، ووطننا يتعرض لهذه الهجمة الموتورة ؟ ومن ذا الذي سيكون في منأى عن أي خطر قد يطاله لا سمح الله ؟

الوطن أسمى من خلافاتكم ، ولنتق الله في ونحل مشاكلنا بأيدينا ونصون وحدتنا التي هي مصدر قوتنا وعزنا وفخرنا ، ولا نامت أعين المتربصين والمزايدين والمكايدين والمتمصلحين واللاعبين بالنار . وهدانا ربُنا جميعاً إلى سواء السبيل..





[email protected]


تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 06:25 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/78563.htm