المؤتمر نت -
فيصل الشبيبي -
احرثوا في البحر ، فكُلُنا مُنتَصِرون ..
يحاولُ بعضُ المرجفين ـ وفي إطارِ سياستِهم الرعناءِ لخلقِ حالةٍ من البلبلةِ داخل المجتمع ـ أن يروجوا لمصطلحاتٍ جديدةٍ ، منها سيطرةُ سياسةِ المنتصرِ على المهزوم بهدف إيجاد حالة من التذمُّرِ في أوساطِ أهلنا الأعزاء من أبناءِ المحافظات الشرقية والجنوبية وصب المزيد من الزيت على نار فتنتهم .

هذه المصطلحاتُ التي تندرج ضمنَ سياسةِ الحربِ النفسية متوسطة المدى ليس لها أيُّ وجودٍ سوى في الأذهان المترهلة لمن أطلقوها لمجافاتها الحقيقة الدامغة .

فاليمنيون أكبرُ من أن تؤثِّرَ فيهِم هذهِ الخزعبلاتُ والحواجزُ المصطنعةُ التي يدحضُها الواقعُ ويؤكدها الإيمان بواحدية الأرض والإنسان ، والشواهدُ على ذلك كثيرة إلا أنني سأوردُ عدداً منها لأذكِّرَ كلَّ هؤلاءِ المعتوهين وأقولُ لهم: كُلُنا أبناءُ اليمنِ مُنتصِرون ، أما المهزومون فأنتم ليس غيرَكم لأنهُ لا إيمانَ لمن لا عهدَ له .

فأبناءُ شعبنا من أقصى شرقه إلى أقصى غربهِ ومن شمالهِ إلى جنوبه ووسطه ، كُلهم دافعوا عن الوحدةِ بأرواحهم وأولادهم وأموالهم ، وإلاَّ كيفَ نَصِفُ الطيارين اللذين احتجزَ الانفصاليون أطفالَهم رهائنَ خشيةَ هروبِهم بالطائرات إلى صنعاء ، وكانوا بكلِّ شرفٍ وصدقٍ ورجولةٍ يُفرغون حمولاتِ طائراتهم في الصحراء وقد شهد لي بذلك الكثيرُ من الجنود والضباط اللذين شاركوا في المعركة ؟؟

وكيف ننظرُ إلى البواسلِ من أبناءِ قواتِنا المسلحة اللذين نزعوا الصواعقَ الخاصةَ بصواريخ اسكود كي لا تنفجرَ عند سقوطها على رؤوس أهلهم في المحافظات الشمالية ؟؟

ماذا نسمي الجنودَ والضباطَ اللذين تركوا الأسلحةَ الثقيلةَ والمتوسطة وهي معبأة بالذخائر ليس جُبناً وإنما حبٌ لوحدة وطنهم وترحيبًٌ بإخوانهم وأهلهم المُدافعين عن كيانهم الوحدوي ؟؟.

كيف نَصِفُ من انضم إلى جبهات القتال وجُرِحَ وعادَ ليقاتلَ حتى انتصر الشعبُ لنفسه ممن غدروا به وأماطوا اللثامَ عن وجوههم القبيحة التي عادتْ لتولول من جديد ؟؟ وهيهات هيهات للراقصين في الظلام أن يحجبوا ضوء الشمس عن كل من عرف حقيقتهم وعاش عصرهم الملطخ بالدماء والدمار .

ولو كنتم تملكون ذرةً من عقل لما قفزتم على واقعكم ، وزورتم حتى التاريخ ، فأنتم كمن يحرث في البحر لأنكم تعلمُون يقيناً أن يومَ الثاني والعشرين من مايو عام تسعين قد قضى على كلِ الاحتقانات والصراعاتِ وأن الحواجزَ التي تحيكونها لم يعُدْ لها أيُّ وجودٍ سوى في عقولكم المُشوشة فعمدتم إلى إثارةِ البغضاءِ والكراهيةِ وزرعِ الأحقاد في نفوس ثلةٍ من الجهلةِ مُستغلين تدنّي تعليمِهم وثقافتهِم وظروفهِم ..

لستُ هنا بصددِ الدفاع عن الفسادِ والمفسدين ، فأنا أدعو القيادةَ إلى محاكمتهم واستئصال شأفتهم أينما وجدوا لأنهم أصلُ البلاء سواءٌ في مثل هذه الظروف أو غيرها ،، كما إني لن أُزايدَ على وحدوية أهلنا الكرام من أبناء المحافظات الجنوبية ، فالوحدة تجري في شرايينهم ، ولا أعتبر نفسي سوى نقطة في بحر وحدويتهم ووطنيتهم ، لكن هؤلاء المتمصلحين الذين تدثروا بثوب الحقوق والمطالب منذ حوالي عامين ، وآثروا التشظي على التوحد ، قد كشفوا عن مخططهم ومشروعهم لزرع فتنهم الخبيثة .

وأقسمُ إنني لا أخشى على الوحدةِ ككيانٍ ، لأنها وجودُنا وكرامتُنا وشرفُنا ، ولأن قلوبَ أهلِها عامرةٌ بحبِّها كونها الرئةَ التي يتنفسون منها ، لكن مدى قلقي يكمنُ في أن أهدافَ هذه المشاريعِ الكرتونيةِ هو السعي لإعاقةِ مسيرة البناء والتنمية وإضعاف اليمن اقتصاديا

أخيراً .. لا أعتقد أن خمسةً من اللصوص سيستطيعون سرقةَ ألفِ منزلٍ أبوابُها مؤصدةٌ وجميعُ أهلها مُتيقِّظون.

[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 14-مايو-2024 الساعة: 07:53 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/78735.htm