المؤتمر نت -
يحيى علي نوري -
"الحصرية" على طريقة الفضائية اليمنية..!!
قيل والعهدة على القائل إن الفضائية اليمنية رفضت أن تذيع قنوات فضائية يمنية أخرى وقائع الحفل الفني والخطابي الذي أقيم مساء الاحد الماضي في إطار فعاليات تدشين تريم كعاصمة للتراث الاسلامي، وكان مبرر الفضائية اليمنية هو ان هذه الفعالية حصرية لها دون غيرها من الفضائيات، في الوقت الذي كان مذيع الحفل الداخلي قد كرر على مسامع الجمهور الحاضر للفعالية اعلانه عن قيام قناة "الجزيرة مباشر" بنقل وقائع الفعالية.

وحقيقة انه شيء جميل ورائع ان نجد الفضائية اليمنية تتحدث عن الحصرية باعتبارها -مفردة - تعكس وعيا انتاجيا وخطوة تحاكي بهاالفضائيات الأخرى، اللاتي قطعت أشواطاً كبيرة على صعيد الانتاج البرامجي في اطار مفردة "الحصرية" حتى تتمكن من تحقيق سبق يميزها عن غيرها من الفضائيات، وتتمكن ايضا من جذب ملايين المشاهدين لما تعرضه من فعالية حصرية تكسب من خلالها ملايين الريالات أو الدراهم أو الجنيهات أو الدولارات نتيجة هذه الحصرية.

لكن المؤسف أننا وجدنا هذه "الحصرية" التي تمسكت بها الفضائية اليمنية لا تتفق من قريب أو بعيد مع مفهوم ومعنى الحصرية المعمول بها في التلفزة العالمية، أو حتى التلفزة العربية أو الاقليمية، حيث ادعت الفضائية اليمنية عن حق حصري لنقل فعالية التدشين دون وجود أي مبررات موضوعية ومنطقية تجعلها تدعي هذا الحق.

فالمعلوم في البرامج التي تنطبق عليها الحصرية في تلفزيونات العالم هو ان هذه الحصرية تأتي نتاجاً لما تقوم به هذه المحطة التلفزيونية أو تلك من انتاج تخدم هذه الفعالية والصرف عليها بسخاء حتى تصبح جاهزة للعرض على الجمهور في المسرح، لأن التلفزة أو بمعنى آخر هذه المحطة أو تلك قد قامت بشراء هذا العمل الفني سواء كان فيلماً أو مسلسلاً تلفزيونياً أو فعالية فنية.

وبالتالي تعلن احقيتها في اعلان هذه الفعالية عبر شاشتها دون غيرها وفي ذلك خطره، يعني قيامها باستغلال أمثل للاعلان والدعاية حيث ستتسابق مختلف الشركات والوكالات للاعلان من خلالها لكونها ستقدم عملاً حصرياً نادراً جاذباً بجدارة لملايين المشاهدين.

لكن ادعاء الفضائية اليمنية الحق الحصري قد جاء على غير ما هو معهود عند تلفزيونات العالم، خاصة وانها - أي الفضائية اليمنية - لم تقم بانتاج الفعالية الفنية التدشينية لاعلان تريم عاصمة للثقافة الاسلامية، وانما كان المنتج آخر هو وزارة الثقافة.

ويبدو ان الفضائية اليمنية ادعت هذا الحق من منظور رؤيتها بأن الفعالية الفنية تعد فعالية حكومية، وبالتالي فان اعلان حقها الحصري عليها يأتي من كونها قناة حكومية.

وذلك إذا ما كان صحيحاً فإنه يبعث لدينا حالة من اليأس والحزن الشديدين لكون هذا الادعاء باطلاً، باعتبار ان وزارة الثقافة هي وحدها التي يحق لها ان تقرر ما إذا كان اعلان هذه الفعالية الفنية التدشينية لتريم حقاً للفضائية اليمنية أم لكل الفضائيات اليمنية وبالأخص الفضائيات الخاصة.

ولا ريب ان وزارة الثقافة وهي الجهة الحكومية المعنية باعلان تريم عاصمة للثقافة الاسلامية كان وما يزال يهمها تفاعل مختلف الفعاليات والفضائيات اليمنية والعربية والدولية مع مدينة تريم، باعتبار ان هذا التفاعل يخدم هذه المدينة بل ويعرف بها وبما يتمتع به اليمن عموماً من موروث حضاري وثقافي عظيم.

وهو هدف أدرك تماما ان وزارة الثقافة وفي اطار حرصها على انجاح جهودها في المزيد من التفاعل مع اعلان تريم، سيهمها مشاركة جميع الفضائيات دون استثناء في التعامل مع كل الموضوعات المتعلقة بتريم كعاصمة للثقافة الاسلامية.

وخلاصة القول إن الفضائية اليمنية وفي الوقت الذي تعلم فيه ان قناة "الجزيرة" كانت تقوم بالنقل المباشر لفعالية تريم قد أحرمت فضائيات محلية، وبالتالي فان هذا الحرمان قد خسرته تريم والوطن عموما، حيث كان بإمكان الفضائيات المحرومة ان تقوم بدور فاعل في مزيد من إشهار تريم عاصمة للثقافة الاسلامية.

وعلى ذلك فاننا نأمل الاَّ يترك جانباً هذا الخطأ الفادح الذي ارتكبته الفضائية اليمنية وأدى إلى عزوف الكثير من الفضائيات المحلية عن الاهتمام بتريم ومختلف الفعاليات القادمة.. وتفادياً لذلك نأمل من وزارة الثقافة أن تتواصل مع إدارة هذه الفضائيات المحلية وغيرها من الفضائيات العربية وتقدم لها كافة التسهيلات لبث كافة الفعاليات والاحتفالات التي تدشن بمناسبة اختيار تريم عاصمة للثقافة الاسلامية.

وإن على الفضائية اليمنية ان تدرك حاجة تريم للاعلام المفتوح كعاصمة للتراث الاسلامي.. وأن تدرك أيضاً أن أية قناة مغرمة بمصطلح "حصريا" عليها ان تعمل باقتدار على الانتاج البرامجي وفي اطار النفقات المالية لهذا الانتاج، لا ان تحاول الادعاء باطلاً بأحقيتها في انتاج الآخرين.

ونهيب بالفضائية اليمنية أن تبتعد عن اسلوب منع الآخر من التعامل الاعلامي مع تريم باعتبارها عاصمة للثقافة الاسلامية وتحتاج إلى مئات القنوات التي تخدم اهدافها بعيداً عن ادعاءات باطلة لا تضر إلا بتريم، بل وتعكس قصوراً في الوعي الاعلامي وفي احتياجات ومتطلبات الخدمة الاعلامية.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 02-مايو-2024 الساعة: 01:01 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/79055.htm