المؤتمر نت -

شيماء عبدالقدوس -
اليمن وحتمية الوحدة
في غضون ساعات قليلة سيطل علينا فجر الثاني والعشرون من مايو ،فجر تجلى نوره وسطع، ليخرج اليمن من شتاتها وفرقتها ويعيد لها وضعها الطبيعي، ووزنها الإقليمي، ومكانتها التاريخية، ويخيط جرح دامياً ، ويلملم وطناً شطرته بعض القوى الخارجية والتي كان على رأسها معاهدة الحدود بين الانجليز والأتراك عام 1914م ،والتي بعدها مضت قرونً وهذا البلد مشطوراً لكل سياسته ونظامه وحدوده حتى اطل نور السادس والعشرين من سبتمبر ليطيح بالإمامة البائدة ويعيد بذلك حلم التوحد ومن ثم ثورة الرابع عشر من أكتوبر ليطرد بعد ذلك الاحتلال البريطاني الغاشم والذي تزايد برحيله حلم التوحد لبلد واحد ،حيث وقد سعى له السياسيون وتنبأ به الشعراء رغم ما كانت عليه الظروف العالمية والأوضاع السياسية الملتهبة والمتصاعدة بسبب الإيديولوجيات المختلفة التي أوصلتهما بعد ذلك إلى خوض حربين داميتين عام 1972م- 1979م والتي لم تؤثر في حلم التوحد بل زادته إصرارا حتى أصبح واقعاً ملموساً في الثاني والعشرون من مايو1990م لتوا صل اليمن مضيها قدماً نحو التطور والانتهاء إلى العالم المتحضر ونبذ التحجر والانغلاق ورفض الاعتراف بالأخر.

لكن تعود تلك الشراذم محاولة شطر اليمن من جديد في حرب الانفصال صيف1994م الذي انتصر فيه الشعب لوحدويته بمبادئها وأهدافها السامية .

ومن هذا المنطلق فان بلادنا تحت ظل الوحدة شهدت تقدماً شاسعاً بفترة زمنية قياسية في شتى المجالات ، وقد شهدت الديمقراطية والتعددية الحزبية واقعاً معايشاً يتيح لكل الحركات ألمطلبيه وغيرها الوصول لغاياتها في سداد الثغرات وإصلاح ما أفسدته الممارسات الخاطئة لبعض الأشخاص والأجهزة الحكومية في ظل وحدتنا وحمى وطننا ، وشهد اليمن استقراراً وهدوءاً ملحوظاً حتى السنوات القلية الماضية رغم بساطة إمكانياتها واضطرابات جيرانها بإمكانياتهم العالية المتقدمة ،

ولكن وللأسف الشديد لابد مما ليس منه بد وهو وجود المرتزقة المدعومة من قوى خارجية لتدب الذعر والخوف والفرقة في أوساط البلد الواحد وإشاعة الفوضى بشتى الوسائل مستخدمة في ذلك سلطة الدين أو النواقص والثغرات ذرائع لتظليل البسطاء من الشعب وأبناء بلدنا الواحد ليصلوا إلى غاياتهم وهو المساس بديننا وأعراضنا وشرفنا ووحدتنا اليمنية التي نعتبرها نحن اليمنيون منطلقاً للوحدة العربية لنجسد بذلك قول الرسول صلى الله علية وسلم ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا,وشبك بين أصابعه )

متفق عليه .

ومن هنا أقول بأن بلدنا الحبيب قد تجاوزت بفضل الله عزوجل ثم الشرفاء والحكماء من هذا البلد أحلك وأصعب الظروف وعبروا به إلى شاطئ الأمان والاستقرار ، فما قد اجتازه هذا البلد بحراً ومانحن فيه ألان ليس إلا قطرة من ذلك ، فسيبقى هذه البلد راسخ القيم والمبادئ رافع هامته عالياً.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 08-مايو-2024 الساعة: 03:52 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/80832.htm