المؤتمر نت -
محمد حسين النظاري* -
الصحافة الوطنية البناءة
عاش صحافيو اليمن يوم التاسع من يونيو الجاري يوما خاصا تمثل في الاحتفال بيوم الصحافة اليمنية ومرور عشرون عاماً على المؤتمر التوحيدي لنقابة الصحفيين اليمنيين فيما كان يسمى بشطري الوطن سابقا , فمنذ عقدين من الزمن وقبل أن يمر شهر كامل على إعادة توحيد الوطن انعقد بصنعاء في الحادي عشر من يونيو 1990المؤتمر التوحيدي الأول لجمعية الصحفيين اليمنيين تحت شعار «نحو تعزيز دور الصحفيين اليمنيين في حماية الجمهورية وترسيخ الوحدة الوطنية والديمقراطية وتحديث المجتمع» وسيدرك المتمعن في محتوى شعار المؤتمر جيدا ان صيانة الجمهورية وتوطيد الوحدة الوطنية وتعميق النهج الديمقراطي وتطوير المجتمع وتوجيهه نحو العصرنة والحداثة .
المبادئ التي قام عليها المؤتمر التوحيدي الأول لجمعية الصحفيين اليمنيين ينبغي أن يستمر كميثاق شرف لجميع الصحفيين الشرفاء , وعليه أن لا يحيد إطلاقا عنه كونه يمثل ضرورة حتمية حتى نسير بالوطن نحن بر الأمان , لا سيما في هذه الأيام المهمة وفي ظل الدعوة الصادقة والجادة للحوار الوطني الذي دعا إليه قائد الوحدة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح حفظه الله , والتي ينبغي جميع أطياف اللون السياسي أن تلتف حولها لأنها تمثل المخرج الوحيد للخروج من كثير المعوقات التي تحد من انطلاق وطننا نحو أفاق رحبة .

على عاتق الصحافة والصحفيين يقع العبئ الكبير في تنقية الأجواء وتهيئة المناخات بين الشركاء لسياسيين ليمن الثاني والعشرين من مايو المجيد , فجميع الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني لها صحف وصحفيون تابعون لها يمثلون الخط السياسي الذي يسير عليه الحزب ويستوي في هذا الأمر الحزب الحاكم والمتحالفين معه أو أحزاب المعارضة والمنضوين تحتها , وعليهم جميعا دون استثناء احد تحمل مسؤولية الحفاظ على المكتسبات الوطنية لهذا الشعب العظيم , من خلال تغليب المصلحة العامة على المصلحة الحزبية وجعل الوطن فوق الجميع , والاحتكام للمؤسسات الدستورية .
ان عيد الصحافة اليمنية في هذا العام عيدان الأول يتركز في احتفالهم بيوم الصحافة اليمنية والثاني الاحتفال بالقرار الشجاع والحكيم الذي صدره فخامة رئيس الجمهورية والذي بموجب تم الإفراج عن الصحفيين وإلغاء الأحكام القضائية الصادرة بحقهم , وهي مكرمة كبيرة لا تأتي الا من قائد كبير يعرف جيدا قيمة العفو عند المقدرة من اجل الوطن , فقد مثل العفو الرئاسي أرضية سليمة لبداية الحوار الوطني المرتكز على خيار الوحدة باقية بقاء الروح في الجسد , ففي مفارقة احدها للآخر الموت الحقيقي , وامتنا ستظل حيةً , مادام ينبض فيها حب اليمن ويسير في شرايينها وحدة الشعب الخالدة. علينا أن بحر سويا بسفينة اليمن نحو مرفأ الأمان , ولن يكون لنا ذلك إلا إذا قدم الجميع تنازلات حقيقية , تكون أفعالا وليست مجرد أقوال تصدر في البيانات التي تعقب الاجتماعات , على صحافتنا رسمية كانت أو حزبية أن تكون بناءة في الطرح صادقة في المشورة أمينة في نقل الأحداث , بعيدة عن نشر القلاقل والفتن , فصفحة ما قبل العيد الوطني العشرين 2010م يجب أن تطوى وللأبد , وخطاب العقل الذي ألقاه فخامته عشية ذلك اليوم التاريخي , ينبغي أن لا نفوت مضامينه , لان طوى الماضي بكل ما فيه من مآسي وألام , وفتح الباب على مصراعيه أمام خير اليمن وإزهارها وتطورها .

الصحافة أمانة في أعناق المنتسبين إليها , وهي بلا شك اخطر من أي سلاح فتاك و لنجعلها معول بناء وتعمير , فالوطن كما ينخر في بعض أجزاءه سوس الفساد هو أيضا عامر وزاخر بالعديد من المنجزات العظيمة والتي لو سلطت الصحافة الضوء عليها لتعمق في الناس الانتماء الوطني ويقرؤون عن منجزات بلدهم التي هي موجودة في كل مكان ترابنا اليمني الغالي علينا جميعا .
* باحث بجامعة الجزائر [email protected]
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 02-مايو-2024 الساعة: 02:21 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/81448.htm