المؤتمر نت -
عباس غالب -
شكراً أخي الرئيس..
استقبلنا في دار الرئاسة، وكان بشوشاً رغم مشاغله التي تثقل الكاهل، وشدّ على أيدينا فرداً فرداً من أعضاء مجلس نقابة الصحافيين.

والذين لا يعرفون سجايا الأخ الرئيس علي عبدالله صالح يتوهمون أن تلك الحفاوة مجرد مظهر من مظاهر الانطباعات التي تتحكم فيها المراسيم البروتوكولية؛ غير مدركين أنها جزء من تكوين شخصيته البسيطة وروحه السمحة وثقافته التي لم يلوثها الارتهان إلى فكرة واحدة أو أيديولوجية محددة.

فهو يلتقي الناس أياً كانوا ومن أي طيف أتوا بنفس الروح المترعة بنبل المشاعر الإنسانية والخصال التي جعلت منه قريباً إلى الناس.

هذا الانطباع السريع لم يكن وليد لقاء يتيم أو متابعة مبتسرة، وإنما نتاج قراءة متأنية ومتابعة غير قصيرة لسجل الرجل وما يتمتع به من مزايا جُبل عليها، حيث لم يخدعه بريق السلطة أو يغره الحكم طيلة سنوات تحمّله قيادة البلاد.

فهو لا يردُّ لمحتاج طلباً، ولا يغلق باباً لحوار مهما تباينت وتباعدت وجهات النظر، فضلاً عن شخصيته التي لا تضيق برأي الآخرين.

وتبعاً لذلك فقد كنت حريصاً على أن أضمّن هذه الانطباعات عنه في إهدائي إليه نسخة من كتابي الأخير عند الالتقاء به ضمن أعضاء مجلس النقابة منذ أيام، حيث سطّرتُ له بإهداء يقول:

(إلى صاحب القلب الكبير الرئيس علي عبدالله صالح.. الإنسان الذي لم يكسر قلماً ولم يصادر رأياً...).

ولا شك بأن العديد من الشخصيات؛ يشاركونني هذا الرأي، حتى أولئك الذين يختلفون معه.. ومن منطلق حرصه على توسيع مساحة الحوار، فقد كان لماحاً على تذكيرنا نحن الصحافيين التزامه بحرية الصحافة باعتبارها الخيار الديمقراطي الذي لا تراجع عنه.


وللحقيقة فقد كان الرئيس علي عبدالله صالح بسيطاً وهو يتجاذب أطراف الحديث معنا حول مختلف القضايا بما في ذلك قضايا الصحافيين وأحوالهم.

ولذلك كان شديد الملاحظة وهو يؤكد المسئولية الأخلاقية والمهنية المناطة بالأسرة الصحفية في تحمّل مسئولية البناء الوطني.

كما كان أكثر تجاوباً وسعة صدر وهو يستمع إلى ملاحظات الصحافيين حول شجون المهنة ومجمل القضايا الوطنية، فضلاً عن تفاعله الإيجابي مع المطالب الصحفية التي تقدمت بها النقابة، بل كان كريماً إلى حد أنه عاد إلينا بعد انتهاء اللقاء ومغادرة الخيمة المنصوبة ليقول لنا:

هل لديكم مطالب أخرى؟!.

وكان لسان حالنا – وقتها – يردد: لقد كنت كريماً مع الأسرة الصحفية بصورة لم يكن أكثرنا تشاؤماً يتوقعها.. فشكراً مرة أخرى أخي الرئيس.. لقد أثلجت صدور كل الصحافيين.

تحية مستحقة للزميل بورجي

ليس غريباً أو جديداً أن يقف الزميل عبده بورجي متحمساً ومتفاعلاً حتى أكثر من بعض أعضاء مجلس النقابة مع مطالب الصحافيين أمام فخامة الأخ رئيس الجمهورية، فله مواقف مناقبية وإنسانية لا تعد ولا تحصى في الوقوف إلى جانب الأسرة الصحفية؛ دون أن ينتظر جزاءً ولا شكورا.

وهي حقيقة من الواجب الأخلاقي أن نرد التحية لصاحب أنبل المواقف وأكثرها التصاقاً بالهمّ الصحفي، وهي سجايا دون شك تعلّمها من مدرسة القائد والإنسان الرئيس علي عبدالله صالح في سفر رحلةٍ طويلة من العطاء بتواضع البسطاء وعقل الحكماء وضمير الإنسان وعطاء المقتدر ونبل الشجعان
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 05-مايو-2024 الساعة: 03:33 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/81638.htm