المؤتمر نت -
عبدالعزيز الهياجم -
صورتنا مشوهة
مع أن الجميع هذه الأيام مشغول بكأس العالم المقامة في جنوب أفريقيا ومنافساتها المثيرة ومفاجآتها التي تسقط الفرق الكبيرة على أيدي الفرق الصغيرة والأقل خبرة ومشاركات في النهائيات، إلا أنه ومن وحي كواليس المونديال وما يدور خارج الملاعب أو خارج المستطيلات الخضراء هناك ما يشفع للحديث عن مواضيع سياسية وأمنية هامة. الزميل محمد سعيد سالم، وكيل ثاني نقابة الصحفيين اليمنيين، ومدير عام الإعلام الرياضي بوزارة الشباب والرياضة، كان ضمن الوفد اليمني المشارك في حضور افتتاح المونديال روى قصة طريفة ومؤلمة في نفس الوقت حيث ذكر أنه وحين متابعته للمباراة الافتتاحية اضطر لمغادرة مقعده المخصص من أجل البحث في الأروقة عن مكان ليصلي فيه الظهر جمعا وقصرا على اعتبار أنه في سفر، وإذا به حين رفع رأسه من السجود يجد نفسه محاطا بسبعة من رجال الأمن الجنوب أفريقيين والمدججين بالكلاشينكوف والمسدسات والبعض بالآربي جي ويتهامسون في ما بينهم ظنا بأن الرجل " إرهابي " وأن طقوس الصلاة التي يؤديها إنما هي استعداد لتنفيذ عملية إرهابية، ومع أن الرجل لم يصب بالأذى بعد رؤيتهم لبطاقة الفيفا الممنوحة له.. إلا أن ما حدث كان مؤثرا بالنسبة له ولكل من عرف القصة.. وقصة مشابهة كنت شاهدا عليها حدثت في البحرين في ديسمبر 2004م حيث كنت أنا والزميل عبدالمنعم الجابري، مدير تحرير موقع «26 سبتمبرنت» مشاركين ضمن الإعلاميين المكلفين بتغطية القمة الخليجية حينها، وفي فندق الخليج " مقر إقامتنا " صادف وجود فرقة موسيقية من أوكرانيا ولأن الزميل عبدالمنعم درس في أوكرانيا ويعرف لغة ذلك البلد فتح حديثا مع بعض أعضاء الفرقة عن ذكرياته هناك ولما سئل عن الحالة الاجتماعية وأولاده سمعته وهو يقول أن لديه ولدا اسمه " أسامة " وما كاد ينطق حتى كان رد فعلهم وبصوت عال ".. بن لادن؟؟". نحن نتفهم حساسية الموقف بالنسبة لجنوب أفريقيا، ليس هناك مجال للخطأ أو التساهل أو العاطفة، كاس العالم هو بمثابة حجيج رياضي يأتي إليه المهووسون بكرة القدم من كل فج عميق في المعمورة، لن يرحم العالم جنوب أفريقييا إذا ظهر ما يجعلها دون المستوى وما يعكر صفو المونديال ويجعل الفيفا تندم على إسناد الاستضافة لبلد أفريقي للمرة الأولى.. لكن ما لا نتفهمه ولا نقبله أن تصبح صورة المسلم في عيون الآخرين بهذا الشكل.. أن تصبح فريضة الصلاة جزءاً من هوية ما يعتقده الناس في الغرب أو في الشرق بأنه الإرهابي " المسلم " بمعنى أن هذا الدين العظيم وتلك الدعوة المحمدية التي جاء بها أشرف الخلق محمد «صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم» أصبح ينظر إليها غير المسلمين على أنها " ملازم تعبئة" وشحن تبعث على التطرف والعنف والقتل. لا نقول ذلك على شاكلة كل الأصوات المعادية للدين الإسلامي والمعادية لأهل الإسلام التي تستغل هذه الأعمال كذريعة تبرر بها كراهيتها وحقدها الدفين.. ولكن نقول ذلك من باب النصيحة الصادقة لكل من تم التغرير بهم واستغلال حماستهم وغيرتهم على دينهم في تشويه هذا الدين وقيمه.. لكن نتمنى أن يكون هناك قبول للنقد وتقييم لهذا النهج ونتائجه.. ما حجم الرصيد الإيجابي وما هو الحصاد السلبي ؟.. هل أدرك هؤلاء بأن المقاومة المشروعة لدحر الاحتلال والغاصب في أكثر من بلد عربي ومسلم تلقت ضربة قاتلة بسبب مثل هذه الأعمال التي جعلها البعض مبررا لتشويه المقاومة المشروعة والخلط بينها وبين الإرهاب. وفي هذا السياق ماذا يفسر من قاموا بحادثة أمس التي استهدفت مبنى الأمن السياسي بعدن واستشهد خلالها سبعة من أفراد الأمن وأربعة مدنيين أبرياء عزل بينهم ثلاث نساء وطفل صادف وجودهم هناك؟؟؟ رحم الله "علاو" و"موسى" رحم الله الزميلين العزيزين والإعلاميين القديرين.. يحي علاو الذي انتقل إلى جوار ربه الأسبوع الماضي.. وعبدالقادر محمد موسى، الذي غيبه الموت أمس في أحد مستشفيات الأردن.. كلاهما صارع المرض طويلا وكلاهما كان له بصمة في المجال الإعلامي.. علاو عرفه الناس وأحبوه من خلال برامجه الجماهيرية التي كان يشد فيها الرحال إلى البسطاء الذين زرع الابتسامة في نفوسهم فملأوا قلوبهم بمحبته.. وموسى الذي شدته البرامج السياسية وبذل عصارة جهده ليقدم مواكبة تلفزيونية للأحداث الساخنة، كما كان نجم التغطيات للجولات المكوكية والمشاركات الرئاسية والقمم والمباحثات التي أجراها فخامة رئيس الجمهورية مع عديد زعماء في المنطقة والعالم.


تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 01:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/81706.htm