المؤتمر نت -
عبد الجبار سعد -
(حين تبلغ القلوب الحناجر )
البعض يقول دوما هذا البلد الذي اسمه اليمن .. الفقير الصغير الذي يعاني من مشاكل جمة.. لماذا يكلف نفسه اقتراح مشاريع وحدوية عربية كبيرة وهو يواجه مخاطر التقسيم .
ويقولون .. هذه القيادة التي تعاني في محيطها العربي والإقليمي لماذا لا تتفرغ لحل مشاكلها الداخلية والخارجية وتدع البيت لرب البيت .. ؟
ويقولون.. الذي يصارع قوى أخطبوطية ليحافظ على وحدته كدولة هل هو قادر على أن يخلق إرادة توحيد عربية أو يحقق هذه الإرادة ؟
ويقولون غير ذلك من الأقاويل التي تصل إلى حد التشكيك بنبل المقصد وطهر الهدف ..
***
و بمنطق الحقائق والنظر نقول ..
• من استطاع أن يعيد وحدة بلدة من البلدان العربية بعد عقود أو قرون من التشطير هو أحق وأولى من يتبنى فكرة توحيد ماسوا ها من البلدان وصولا إلى الهدف الكبير وحدة الأمة كلها على عكس من لم يمر بهذه التجربة ولم يكتسب هذه الخبرة .
• إذا علمنا أن قوى الشر المتربصة بالأمة العربية والإسلامية والتي مافتئت تعمل فيها تمزيقا وتشطيرا منذ قرون حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه لن يقر لها قرار إلا باستمرار هذا التمزيق والتفتيت وطرح مشاريع جديدة لمزيد منه والتآمر على كل فكرة وحدوية فليس أمامنا من طريق لمواجهتها إلا بطرح مشاريع وحدوية تواجه مشاريعها التمزيقية والعمل بكل جهد ومثابرة مستعينين بالله ثم بالخيرين لتحقيق هذه المشاريع ..
• إن مقومات وحدة الأمة العربية الجغرافية والتاريخية والدينية والثقافية واللغوية تبدو أكثر وضوحا ورسوخا مما سواها من التكتلات الوحدوية التي شهدناها في القرن الماضي ونشهدها قائمة الآن وابرز هذه الكيانات المجاورة لنا هي الاتحاد الأوربي فإذا وصلت هذه التكتلات مع تعدد لغاتها وثقافاتها وأديانها و اقتصادياتها لما وصلت إليه فنحن كعرب أولى وليس من تمايز حقيقي واسع بين مفرداتنا ..
• كما أن لنا تجربة هي بالنسبة لنا الأساس الذي نبني عليه وحدتنا القومية فطوال أربعة عشر قرنا مضت كنا كيانات موحدة غالبا منذ جمعنا الإسلام بخلافته الراشدة مرورا بدولة الأمويين والعباسيين وانتهاء بخلافة بني عثمان فإعادة الوحدة لهذه الكيانات التي كانت موحدة سياسيا تبدو أكثر يسرا من غيرها ..
• وأخيرا فإن العظمة بالنسبة للرجال وأصحاب المواقف تبدو في الثبات على الأمر في ظل ظروف عصيبة وتحديات قاهرة .. وهذا ما علمنا إياه ديننا يقول الله تبارك وتعالى " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا "
فعندما كان سيد الرسل الكرام عليه الصلاة والسلام .. يواجه حصار المشركين واليهود في غزوة الأحزاب وكما قص الله علينا حال المؤمنين في سورة الأحزاب "إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الخناجر وتظنون بالله الظنونا .. هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا "
• في ذلك الحين " كان يبشرهم بفتح صنعاء وفارس والشام " وهو يضرب على صخرة استعصت على الصحابة فيحيلها كثيبا مهيلا و المنافقون .. يقولون كما عبر عنهم القرآن " ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا "
• ويقولون " إن محمدا يبشرنا بفتح فارس وإن أحدنا لا يقدر على الذهاب إلى الخلاء .. "
• ولقد ذهبت الغمة بعدها والحصار واندحر الأحزاب وجاءت الفتوح وتوحدت قارات في خلافة المسلمين الراشدة .. وللمؤمنين أمثالها
تمت طباعة الخبر في: السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 11:31 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/81985.htm