المؤتمر نت - زعفران علي المهنا
زعفران علي المهنا -
عرفناه منذ ثلاثين عاماً
كثيراً ما توقفت منذهلة لكل ما كتب عن( يوم 17 من يوليو).. فقد خالجني شعور بأننا ننظر لهذا اليوم ولا نبصر له، نصغي ولا نسمع له تماماً ،كمن ينظر إلى تمتمة طفل متغاضياً عن صوت الإنسان الفكر والنضج .
فـــ 17 يوليو.. عرفناه منذ ثلاثين عاماً.. فارساً مقداماً يقدم رأسه ليتصدر زمام الأمور في هذا اليمن الغالي .
فـــ 17 يوليو.. رأيناه.. وهو رافع كفنه ونحن نتبعه من مكان الى آخر سمعنا خطبه وشاركنا أحلامه فكنا صرحاً يسندنا ونسنده الى يومنا هذا .
منذ ذلك التاريخ.. وهو يقود الحوادث العظام التي تظهر في حياتنا اليومية .
في 17 من يوليو.. كانت له رؤيا لم نرها نحن، وأصوات لم نسمعها نحن،كان يقف يتكلم مخاطباً جموعاً غفيرة مؤكداً بأنهم كلما فتحوا باباً للريح العاتية لن يغلقها كي يستريح.. بل سيواجه الريح ليلقنهم درساً في الحكمة والحنكة والذكاء .
في العشر السنوات الأولى .. كان ينتظر الربيع ليلم شطري البلاد فتطير الطيور في مساحة شاسعة واحدة اسمها “اليمن السعيد” يمن 22 من مايو لكنه لم يكن واحداً منهم عندما كانوا على الأرض وكان هناك في السماء فلم يروا أرض وحدته التي كانت في وحدتنا، بل أرض وحدتهم التي كانت في إطار رغباتهم وأهوائهم.. فرفض أن يستنزف وقته في البحث عن قزم خرج بإرادته ,وفٌقد بإرادته، وضاع بإرادته، ومضى ينثر الورود في طريق جماعات تفننت في زراعة الأشواك في أقدامها قبل دروبها.
ومنذ22 مايو.. وهو يتعايش معهم.. خشباً مسندة كي يثبت لهم أن تاريخ الأجداد أقوى من عاداتهم وتقاليدهم.
ومنذ 22 مايو.. بحنانه وحلمه وبي وبك.. تحملنا الجوع وهو يشرح لهم قضية الجوع مقابل عدم ترقيع اليمن الغالي .
ومنذ 22 مايو ..بحنكته ودهائه السياسي وبي وبك.. تحملنا العراء مقابل أن يشرح لهم بأنه لن يركع لهم ولن يمزق الوطن لكي يستبدلوه بثيابهم المغلفة بالآخر.
ومنذ22 مايو ..وهو يراهن بي وبك.. وبالقسم الأخير من رغيفي ورغيفك ومن قوتي وقوتك ومن إكرامية المدرسين والجنود السنوية التي وعدوا أولادهم بها وهم قابعون في وديان وسهول الوطن كي يؤكد لهم بأن إعطاء الخبز لغير خبازه يفقدنا إياه.. وكذلك اليمن.. وبأنه لن يدنس وفاء شعبه له بالخيانة لمجرد أن يرد لأولئك الحمقى حماقاتهم في زمن تغيرت فيه مفاهيم الكثير من التسميات.
وانتهت حكاية يوم عرفناه قبل ثلاثين عاماً.. لنبدأ معه أصداء حكاية 22 من مايو.. فاعذروني إذا نسفت تهنئتكم له بـــ17 من يوليو.. فأنا لن أهنئه به.. وإنما أتوجه ومعي الملايين من هذا الوطن بـــ22 من مايو.. ذلك اليمن الذي تصدر فيه اليمن الجديد بإرادتنا ..
فضمها وهو رجل ناضج ..
وعشقته وهي فتاه عشرينية ..
كبرت على حنان قلبه، ونضج على عطاء قلبها ..
قدس ترابها ..
وترعرعت بين حكمته ودهائه السياسي ..
تجنبت طيش لا طاقة لها به ..
وتعايش هو مع جنون لا طاقة لعقولنا به ..
قاوم الانجراف الذي لا ذنب لسوانا فيه..
وقاومت السقوط الذي لا طاقة لقامتنا به ..
آخر الكلام :
عرفناه منذ ثلاثين عاماً .. وتوجناه منذ عشرين عاماً ..هناك فرق شاسع بين الحالة الأولى والحالة الثانية.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 03:48 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/82859.htm