المؤتمر نت -
محمد انعم -
وحّدوا‮ ‬الأذان‮ ‬أثابكم‮ ‬الله
تبدو أنفس نفر من المؤذنين مريضة بداء التعصب والكراهية المستوردة من الخارج ولا تصلح لتتولى مسؤولية الأذان في بعض مساجدنا وتحديد الخيط الأبيض من الأسود لوقت الإفطار .. ففي هذا الشهر الكريم ثمة مؤذنون يحاولون إشعال فتنة في بعض مساجد صنعاء .. لم تعد المشكلة في وقت الإفطار .. بل وبسرعة نيران مشعلي الفتن ، صار أذان الفجر يختلف في مسجدين داخل حارة واحدة .. في التلفزيون تسمع الأذان من جامع الصالح في وقت .. وفي الراديو يتم نقل الأذان من الجامع الكبير في وقت آخر .. أما السلفيون ، فمازالوا يؤذنون على ظل العصا، فيما‮ ‬مدفع‮ ‬نقم‮ ‬يقرح‮ ‬بحسب‮ ‬توقيت‮ ‬اسطنبول‮..‬

هنا فضَّلت وزارتا الأوقاف والإعلام الصمت وترك الساحة لنافخي الفتن .. أكيد أمام هذه الفوضى واللامسؤلية الدينية والوطنية وحماقة التعصب الأعمى والتقليد المقزز، فلن ينتهي شهر رمضان المبارك إلا وقد أوصلَنا هؤلاء إلى هاوية، وسيحرمون صنعاء بل كل اليمن من رؤية هلال‮ ‬واحد‮ ‬لعيد‮ ‬الفطر‮ .. ‬وبنفس‮ ‬الطريقة‮ ‬فبإمكان‮ ‬كل‮ (‬مشعّب‮) ‬إن‮ ‬يصبح‮ ‬له‮ ‬هلاله‮ ‬الخاص‮.. ‬وكل‮ ‬متعصب‮ ‬لن‮ ‬يعجز‮ ‬عن‮ ‬استنساخ‮ ‬الجوبي‮ ‬المؤيد‮ ‬له‮.. ‬طالما‮ ‬لم‮ ‬يوقف‮ ‬الوزراء‮ ‬المسؤولون‮ ‬هذه‮ ‬المهزلة‮ ‬،‮ ‬حتى‮ ‬اليوم‮.. ‬

إن قرون الفتنة يجب إن تقتلع من جذورها.. المصلحة الدينية والوطنية تقتضي إقصاء أولئك الذين يريدون استخدام مآذن بعض المساجد لإشعال فتنة مذهبية .. ولعل في توقيت اختيار شهر رمضان لتفجير مثل هذا الخلاف ، ما يؤكد أن ثمة مؤامرة دُبّر لها ذات ليل لسفك الدم اليمني .‮.‬خصوصا‮ ‬واليمنيين‮ ‬يتعاركون‮ ‬على‮ ‬أشياء‮ ‬تافهه‮ ‬أثناء‮ ‬صيامهم‮ .. ‬

إن التفريط بتجربة أكثر من ألف عام من التعايش المذهبي ، جريمة .. ولابد من حماية دماء ابناء شعبنا من المتاجرين ليس بأذان صلاتي المغرب والفجر ، وإنما بكل القيم والمبادئ العظيمة التي جاء بها ديننا الإسلامي الحنيف ..

إن أجراس الخطر بدأت تُقرع .. وهاهي سياسة المهادنة مع »الَحوَثَة« لم تتوقف عند إلغاء صلاة الجمعة في صعدة وهذا مصاب جلل لم يحدث أن اُبتليت بمثله اليمن قَطْ منذ أن دخل اليمنيون في الإسلام ، إلى إن خرجت علينا عناصر »الاثناعشرية« من داخل كهوف مران ، قادمة من قُم‮ ‬قبل‮ ‬بضع‮ ‬سنوات‮ ..‬

إن تدخُّل الدولة لتوحيد الأذان أصبح ضرورة دينية ووطنية وقد آن الأوان لإلزام جميع المساجد التقيد بذلك دون مهادنة ، لتفويت الفرصة على الذين يعرضون خدماتهم للخارج ، وصاروا دون خجل يستغلون الآذان لتفجير الخلافات بين اليمنيين ..

إن المساجد بيوت الله .. فيها لا يطمع المرء بالتطهر من الخطايا والذنوب فحسب، بل ومن الكراهية والبغضاء والتعصب الأعمى والحسد .. في بيوت الله الكل أخوة متساوون .. متحابون .. ولا يمكن أن يكون أشخاص مثل أولئك أهلاً لخدمة البيوت المقدسة..
نعم‮.. ‬المسلم‮ ‬مَنْ‮ ‬سلم‮ ‬الناس‮ ‬من‮ ‬لسانه‮ ‬ويده‮.. ‬أو‮ ‬كما‮ ‬قال‮ ‬صلى‮ ‬الله‮ ‬عليه‮ ‬وآله‮ ‬وسلم‮.‬
*رئيس تحرير صحيفة الميثاق
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 03-مايو-2024 الساعة: 11:14 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/83575.htm