المؤتمر نت - ‬تعادل منتخبنا الوطني‮ ‬مع منتخب كوريا الشمالية بهدف لمثله في‮ »‬بروفة‮« ‬هي‮ ‬الأقوى بين المباريات الـ ‮٣٣ ‬التي‮ ‬خاضها منتخبنا تحت قيادة الكرواتي‮ ‬يوري‮ ‬ستريشكو طوال ‮٥١ ‬شهراً‮.. ‬هي‮ ‬فترة‮ »‬الحمل‮« ‬على أن‮ ‬يبدأ المخاض الحقيقي‮ ‬في‮ ‬افتتاح دورة خليجي‮ ٠٢ ‬وتحديداً‮ ‬في‮ ‬مباراتنا مع المنتخب السعودي‮.. ‬والأمل أن تكون‮ »‬الولادة‮« ‬طبيعية تترجم إلى نتيجة إيجابية برضاعة طبيعية بعيداً‮ ‬عن إجراءات‮ »‬العسر‮« ‬في‮ ‬غياب أدوات‮ »‬اليسر‮«..

المؤتمرنت - تحليل‮ ‬- ‬محمد العولقي -
لا تقلقوا كلنا خلفكم في‮ ‬خليجي(٠٢)
‬تعادل منتخبنا الوطني‮ ‬مع منتخب كوريا الشمالية بهدف لمثله في‮ »‬بروفة‮« ‬هي‮ ‬الأقوى بين المباريات الـ ‮٣٣ ‬التي‮ ‬خاضها منتخبنا تحت قيادة الكرواتي‮ ‬يوري‮ ‬ستريشكو طوال ‮٥١ ‬شهراً‮.. ‬هي‮ ‬فترة‮ »‬الحمل‮« ‬على أن‮ ‬يبدأ المخاض الحقيقي‮ ‬في‮ ‬افتتاح دورة خليجي‮ ٠٢ ‬وتحديداً‮ ‬في‮ ‬مباراتنا مع المنتخب السعودي‮.. ‬والأمل أن تكون‮ »‬الولادة‮« ‬طبيعية تترجم إلى نتيجة إيجابية برضاعة طبيعية بعيداً‮ ‬عن إجراءات‮ »‬العسر‮« ‬في‮ ‬غياب أدوات‮ »‬اليسر‮«..

‬التعادل حفل بإشارات‮ »‬تطمينية‮« ‬وعلامات‮ »‬تحذيرية‮« ‬على مقياس أخطاء بشرية وتكتيكية‮ ‬ينبغي‮ ‬أن تُعالج حتى لا‮ ‬يأكل منتخبنا في‮ ‬خليجي‮ »٠٢« ‬من نفس‮ »‬الشوال‮« ‬الذي‮ ‬أكل منه الثور الأبيض‮!‬

0 ‬التعادل مع كوريا الخصم الآسيوي‮ ‬الشرس الذي‮ ‬يحصد بطاقات الإعجاب في‮ ‬القارة الصفراء‮.. ‬كان مطمئناً‮.. ‬والمستوى العام مقبولاً‮.. ‬والمردود اللياقي‮ ‬معقولاً‮.. ‬والأداء القتالي‮ ‬المغلف بالانضباط موجوداً‮.. ‬رد الفعل والتعاطي‮ ‬مع متغيرات المباراة‮.. ‬ملموساً‮.. ‬والأهم أن منتخبنا وقف طوال تسعين دقيقة على‮ »‬برميل‮« ‬من الأداء الحماسي‮.. ‬وارتكز في‮ ‬مجابهة الآلة الكورية على الانضباط والثبات والتوازن النفسي‮..

‮0 ‬بروفة كوريا حملت إشارات‮ »‬إيجابية‮«‬،‮ ‬سواء من الناحية النفسية أو من الناحية الفنية مع تحفظاتي‮ ‬على الناحية التكتيكية لأنها تبرز كشق سلبي‮ ‬وعائق‮ ‬يفرز أخطاء مستنسخة تتكرر في‮ ‬جل اللقاءات‮..!

‮0 ‬كلنا مع المنتخب‮.. ‬كلنا ندعمه‮.. ‬نقف له نوفِّه التبجيلا،‮ ‬لأنه‮ »‬المعلم‮« ‬الذي‮ ‬سيحاضر في‮ ‬خليجي‮ ٠٢.. ‬نحن زاده وزواده‮.. ‬هو الصوت الذي‮ ‬لا‮ ‬يعلوه صوت‮.. ‬ولونه الأحمر‮.. ‬هو الشعار الرسمي‮ ‬الذي‮ ‬سيرتبط بحلقات دورة لها خصوصيتها بين الجيران‮..

‮0 ‬وعندما نشّرح مباريات منتخبنا على طاولة تحليلية فإننا في‮ ‬الغالب نصب إسمنت نقدنا الموضوعي‮ ‬المسلح على الأخطاء بهدف تلافيها من طرف الجهاز الفني‮..‬

0 ‬أنا معكم‮.. ‬منتخبنا‮ ‬غيّر جلده القديم‮.. ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬ينفر أمام أول إشكال مفاجئ أو عارض ليس في‮ ‬الحسبان‮.. ‬وقد تعلم كيف‮ ‬يكون رد فعله؟

0 ‬ومنتخبنا بات‮ ‬يلعب بشخصية واضحة وهوية لا تتحلل أو تتفتت حصانته بسهولة‮.. ‬ورغم أن هناك أخطاءً‮ ‬تلف الشاكلة‮ - ‬كأفراد وليس كجماعات‮ - ‬إلا أن منتخبنا‮ ‬يتأسس لعبه على إيقاع‮ »‬جماعي‮« ‬يعتمد على تبادل المراكز وتناقل الكرات بطريقة السهل الممتنع‮..‬

0 ‬وبصراحة‮.. ‬كنا نطمح منذ فترة أن‮ ‬يخوض منتخبنا اختباراً‮ ‬جدياً‮ ‬وقوياً‮ ‬أمام خصم‮ ‬يفوقنا في‮ ‬النواحي‮ ‬التكتيكية واللياقية والاستقرار النفسي‮.. ‬لأن اللعب أمام كوريا كان مثمراً،‮ ‬ليس لأنه أكد قناعاتنا بأننا أمام منتخب‮ ‬يختلف كماً‮ ‬وكيفاً‮ ‬عن المنتخبات التي‮ ‬شاركنا بها في‮ ‬الدورات الأربع السابقة فقط‮.. ‬ولكن لأن منتخب كوريا الذي‮ ‬بدأ شرساً‮ ‬من الناحيتين التكتيكية والنفسية كشف عن أن منتخبنا لم‮ ‬يعد ساذجاً‮ ‬ولابطيئاً‮ ‬بل زادته البروفات نضوجاً‮ ‬من خلال التفنن في‮ ‬سرعة إيقاع اللعب وفي‮ ‬تحريك الآليات في‮ ‬مختلف الخطوط‮.. ‬لكنه بالمقابل استفاد من التجربة الكورية،‮ ‬على أساس أن منتخب كوريا أهدانا عيوباً‮ ‬يجب تلافيها بأسرع وقت ممكن وإن كان العلاج‮ ‬يحتاج إلى تدخل مشرط جراح‮ ‬يستأصل أدران الدفاع الذي‮ ‬ما زال‮ ‬يمثل علامة استفهام بحجم أخطائه‮!‬

‮0 ‬أمام كوريا ضجت الشاكلة بكثير من التباينات‮.. ‬وأعتقد أن المنسوب اللياقي‮ ‬للاعبينا أخفى بعض‮ »‬العيوب‮«‬،‮ ‬ولولا ذلك لحدث انكماش في‮ »‬هوية‮« ‬منتخبنا‮..!

‮0 ‬صحيح أن منتخبنا تمرّس على أنسجة شاكلة قوامها على الورق ‮٤/٥/١.. ‬لكن أسلوب لعبنا‮ »‬الثابت‮« ‬كان‮ ‬يضطرب عند الارتداد‮.. ‬ومعه‮ ‬يفقد الدفاع حصانته بدون دواعٍ‮ ‬نفسية‮..‬

0 ‬وصحيح أيضاً‮ ‬أن خط دفاعنا‮ ‬يحتقن أمام أخطاء بدائية ناتجة من توهان في‮ ‬التموضعات،‮ ‬ومع ذلك فإن خط الوسط كان صاحب فاعلية في‮ ‬الشق الهجومي‮ ‬بالذات‮..!‬

0 ‬نعم‮. ‬منتخبنا‮ ‬يتوافر على‮ »‬مقومات‮« ‬فنية ومستندات لياقية ومدلولات معنوية‮.. ‬لكن الذي‮ ‬يحدث أحياناً‮ ‬أننا نبحث عن مفتاح‮ »‬المباغتة‮« ‬دون جس نبض المنافس فنقع في‮ ‬غلطة الشاطر التي‮ ‬تساوي‮ ‬عشراً‮..!

‮0 ‬منتخبنا‮.. ‬بدأ‮ ‬يتناغم مع الزخم الجماهيري‮.. ‬وبدأ‮ ‬يستأنس بالهتافات‮.. ‬لكن لا‮ ‬يجب أن‮ ‬يشحذ اللاعبون حواسهم بما‮ ‬يطلبه الجمهور‮.. ‬عليهم أن‮ ‬ينصاعوا للانضباط وللرسم التكتيكي‮ ‬الذي‮ ‬يخدم الشاكلة‮..

‮0 ‬أمام كوريا‮.. ‬وقع منتخبنا في‮ ‬الأخطاء الستة القاتلة‮.. ‬بعض هذه الأخطاء مزمن من زمان الوصل‮.. ‬وبعضها نتاج تداخل في‮ ‬المهام ونتاج إفرازات اجتهادية بدون وعي‮ ‬يخدم شخصية المنتخب‮..‬

0 ‬وقبل أن أسرد الأخطاء الستة‮.. ‬أدري‮ ‬أن مدرباً‮ ‬قديراً‮ ‬بحجم‮ ‬يوري‮ ‬ستريشكو استبدل سذاجة لعبنا بأسلوب فيه من الوقار الانضباطي‮ ‬ما‮ ‬يخفي‮ ‬سلبيات التجارب السابقة‮.. ‬ربما قد سجّل هذه الأخطاء في‮ ‬مفكرته‮.. ‬وربما شرع في‮ ‬إيجاد الحلول الافتراضية‮.. ‬لكن من باب التواصي‮ ‬بالحق والتواصي‮ ‬بالصبر أجدني‮ ‬أضع هذه الاخطاء تحت مجهر التشريح‮.. ‬مرة ليستوعب اللاعبون أخطاءهم‮.. ‬ومرة أخرى لتحريض الجهاز الفني‮ ‬على سرعة إنقاذ المنتخب من أخطائه‮.. ‬على أساس أن دورة لها دلالاتها مثل خليجي‮ ٠٢ ‬ستلعب على جزئيات صغيرة جداً‮.. ‬وهذه الجزئيات تتعلق بأخطاء‮ ‬يصطادها المنافس عبر بوابة تجسس مشروعة فقط تحتاج إلى مشاهدة مبارياتنا تلفزيونياً‮ ‬ليدرك المدربون أن منتخبنا‮ ‬يضيع تماماً‮ ‬عندما لا‮ ‬يحسن توزيع لعبه وعندما‮ ‬يسقط بدون مقدمات في‮ ‬أخطاء بشرية تعود وبالاً‮ ‬على لاعبينا،‮ ‬خصوصاً‮ ‬وأن المنتخبات الخليجية سبق وأن كسبتنا بأقل الأضرار الممكنة على اعتبار أنها كانت تلعب على أخطائنا وعلى نقاط ضعفنا‮..‬
‮ 
‬الخطأ الأول‮
‬أننا نفقد هوية اللعب في‮ ‬خط الدفاع بالذات،‮ ‬وأحياناً‮ ‬يصادر الاستعصاء الذهني‮ ‬المجهود البدني‮.. ‬الملاحظ أننا في‮ ‬حالة الامتداد‮ ‬يدخل زاهر فريد إلى الوسط‮.. ‬فنبقى أمام أنفاس دفاع مثلثي‮ ‬متساوي‮ ‬الساقين‮.. ‬رأسه في‮ ‬الغالب باسم العاقل،‮ ‬وساقاه عارف الدالي‮ ‬في‮ ‬اليمين ومحمد العماري‮ ‬في‮ ‬اليسار‮.. ‬أين المشكلة إذاً؟

المشكلة في‮ ‬سوء التموضع أثناء الارتداد‮.. ‬واللاعبون الثلاثة ومعهم زاهر فريد وثنائي‮ ‬الارتكاز منصر باحاج وهيثم الأصبحي‮ ‬يعودون ليتزاحموا في‮ ‬العمق‮.. ‬بمعنى أننا في‮ ‬الدفاع عند تجسيد الكثافة العددية لا نتحرك بدون كرة،‮ ‬ولكن‮ ‬يبقى اللاعبون‮ ‬يراقبون حامل الكرة‮ ‬يطاردونه ويتناسون تموضعات القادمين من الخلف‮.. ‬لاحظوا أن هدف كوريا جاء ليترجم هذه الإشكالية التكتيكية في‮ ‬المقام الأول‮.. ‬وقد تعلمنا أن عملية التحرك بدون كرة أخطر من التحرك بالكرة‮..‬

الخطأ الثاني‮
منتخبنا لا‮ ‬يلجأ إلى كسر سرعة الخصم بالاعتماد في‮ ‬حالات على مصيدة التسلل،‮ ‬لأن منتخبنا‮ ‬يلعب الدفاع‮ ‬غير الخطي‮.. ‬بمعنى أن مصيدة التسلل لا تدخل في‮ ‬حسابات هذا الخط‮.. ‬
إذا كان المدرب قد اقتنع بأن لاعبينا في‮ ‬الدفاع لا‮ ‬يحكمون العملية‮.. ‬فإن إلغاء هذا السلاح من الحسابات‮ ‬يحتاج إلى أدوات تنفيذ تمتلك خبرة السيطرة على أجواء المهاجمين أو على الأقل عناصر لا ترتكب الأخطاء‮ »‬المائلة‮« ‬التي‮ ‬تتحول إلى كرات مسمومة وملغومة‮..!‬

الخطأ الثالث‮

‬خطأ شائع‮..‬عادة تتكرر باستمرار لم‮ ‬ينجح ستريشكو في‮ ‬نزع فتيلها‮.. ‬الأمر‮ ‬يتعلق بالكرات العرضية‮ »‬المائلة‮« ‬والكرات الثابتة‮.. ‬ركنيات أو أخطاء قريبة من منطقة الجزاء‮.. ‬منتخبنا‮ ‬يضيع أمام هذه الكرات ومن‮ ‬غير المعقول أن تتحول ‮٠٩‬٪‮ ‬من هذه الكرات إلى أهداف تسكن مرمانا‮..‬
قد‮ ‬يقول ستريشكو إن هذه الظاهرة واردة في‮ ‬كرة القدم وتحدث مع معظم المنتخبات العملاقة‮.. ‬لكن‮.. ‬هل‮ ‬يمكن أن تصل نسبة الاستفادة إلى ذلك المدى الذي‮ ‬يقلق منتخبنا ويلفنا معه بتخوفات تتحول إلى هم على القلب؟‮..‬
كنت أتمنى أن‮ ‬يحصل مدربنا على شريط في‮ ‬طياته الأهداف التي‮ ‬سكنت مرمانا في‮ ‬المشاركات الخليجية السابقة‮.. ‬سيكتشف أن هذه الأهداف جاءت نسخة طبق الأصل من أخطاء في‮ ‬التعامل مع الكرات العرضية ورعونة في‮ ‬تموضع اللاعبين‮..‬
هدف كوريا بسذاجته دق ناقوس الخطر‮.. ‬وأعادنا إلى مربع القلق المشروع من أخطاء تستنسخ دون أن‮ ‬يتمكن أي‮ ‬مدرب من تقليصها؟‮!

‮0 ‬طبعاً‮ ‬نحن لا نطلب من ستريشكو أن‮ ‬يتحول إلى ساحر أو مارد‮ ‬يخرج من قمقم التدريب ليهدينا فانوس علاء الدين،‮ ‬لكننا نطالبه فقط بأن‮ ‬يقلّص الأخطاء بحيث تبقى في‮ ‬حدود المعقول من منطلق كروي‮ ‬بحت،‮ ‬وهو أن كرة القدم لعبة أخطاء،‮ ‬لكن هذا المنطق لم‮ ‬يقل أنها أخطاء تتكرر بذات السذاجة‮.. ‬لا بد من إيجاد قالب تكتيكي‮ ‬يعتمد على عاملين ما دام المدرب لا‮ ‬يعترف بنصب مصيدة التسلل لتخفيف العبء على دفاعنا ربما لأن عقلية مدافعينا لا تؤهلهم إلى ضبط العملية فيتم كسرها‮..

‮- ‬الأول‮: ‬الابتعاد قدر الإمكان عن ارتكاب أخطاء‮ »‬مائلة‮« ‬على مقربة من المثلث الدفاعي‮.. ‬الموضوع صعب في‮ ‬ظل الاحتكاكات لكن لا مانع من التقليل من ذلك‮.. ‬مع لفت نظر مدربنا إلى أن المنتخبات الخليجية ستلعب على هذه النقاط‮.. ‬طالما هي‮ ‬التي‮ ‬توصل إلى المرمى من أقصر الطرق؟‮..‬
ولا ندري‮ ‬هل‮ ‬يمتلك المدرب بدائل تستطيع أن‮ ‬يعلم الشطار‮.. ‬يلغي‮ ‬أبهة كرتنا وينسف الشاكلة بثوابتها؟

الثاني‮: ‬أهمية التركيز على اللاعبين الذين‮ ‬يتحركون بدون كرة‮.. ‬وأهمية أن‮ ‬يغلق منتخبنا ممرات الأطراف بتوزيع تكتيكي‮ ‬يوازن بين متطلبات العمق كعنصر تصفية للكرات أولاً‮ ‬بأول واستراتيجية ملء مربعات الأطراف برقابة فردية وحراسة ذكية لا ترتكب الأخطاء التكتيكية التي‮ ‬تقود‮الى ضربات حرة مائلة لا ترحم ‬الحارس الذي‮ ‬يصاب بعمى التكتل في‮ ‬بؤرة دفاعية بدون وعي‮ ‬تكتيكي‮!‬

الخطأ الرابع‮

‬منتخبنا‮ ‬يحتاج إلى محورين‮.. ‬أحدهما هدام‮.. ‬والآخر بّناء‮..‬يهمان سلامة الانضباط التكتيكي‮ ‬الذي‮ ‬يخدم ثبات الشاكلة بكل متغيراتها ومستجداتها داخل أرض الملعب‮ .

قلت من قبل ‬إن خط وسطنا‮ ‬يحوي‮ ‬عناصر متشابهة‮.. ‬عناصر مهارية من الطراز الأول‮.. ‬والمعنى أن لنا خط وسط حريري‮ ‬ناعم أكثر من اللازم‮.. ‬أحياناً‮ ‬يفقد مزاج هويته تحت إيقاع اللعب الاحتكاكي‮.. ‬وأن تحمي‮ ‬رأس قوس الدائرة بعنصرين‮ ‬يتشابهان في‮ ‬الأسلوب منصر باحاج وهيثم الأصبحي‮ ‬فإن القواسم المهارية قد لا تسعفك في‮ ‬ترتيب الوسط على دروب الانضباط الذي‮ ‬يكون في‮ ‬خدمة عمليتي‮ ‬الامتداد والارتداد‮..‬

0 ‬خط وسطنا تحمل عبء المباراة‮.. ‬لأسباب كثيرة من أهمها أنه كان مطالباً‮ ‬بفك شفرة الدفاع الكوري‮ ‬القوي‮ ‬والمنضبط تكتيكياً‮.. ‬وكانت عناصر هذا الخط في‮ ‬قمة التألق‮.. ‬منصر باحاج وهيثم الأصبحي‮ ‬كان مردودهما رائعاً‮ ‬وقدما واحدة من أجمل المباريات‮.. ‬وعلاء الصاصي‮ ‬كان رائعاً‮ ‬وهو‮ ‬يخلخل الدفاع الكوري‮ ‬بالتمويه وتبادل المراكز مع أكرم الورافي‮ ‬الذي‮ ‬يجيد عندما‮ ‬يلعب على مقربة من رأس الحربة علي‮ ‬النونو‮.. ‬وفي‮ ‬تصوري‮ ‬أن وسطنا‮ ‬يفقد مزاجة وطابعه‮.. ‬وإيقاعه اللاتيني‮ ‬عندما‮ ‬يتموضع أكرم الورافي‮ ‬في‮ ‬الطرف الأيمن‮.. ‬لكن عندما‮ ‬يؤدي‮ ‬مهام صانع الألعاب فإن الطرفين ورأس الحربة‮ يتحررون من القيود ويتنفسون هواء المساحات ‬الفارغة‮.. ‬أما خالد بلعيد فهو مثل‮ »‬الجوكر‮« ‬بإمكانه أن‮ ‬يلعب في‮ ‬مختلف الأماكن على أساس أنه‮ ‬يمتلك حدساً‮ ‬فنياً‮ ‬وحساً‮ ‬مهارياً‮ ‬يوظفهما لصالحه‮.. ‬ولأنه في‮ ‬الأساس لاعب أعسر فإن اللعب على الطرفين‮ ‬يخدم شاعريته ويطلق العنان لقدمه اليسرى لتعزف أحلى الألحان‮..‬

الخطأ الخامس‮

‬منتخبنا عليه أن‮ ‬يتخلص من عقدة أن الهدف لا‮ ‬يحرزه إلا علي‮ ‬النونو‮.. ‬علي‮ ‬النونو هو ورقة الأحمر الرابحة‮.. ‬هذا كلام لا جدال ولا خلاف عليه‮.. ‬المشكلة أن المنتخبات الخليجية تعلم أن منتخبنا‮ ‬يصاب باستعصاء عندما‮ ‬يتم مصادرة خطورة النونو‮.. ‬إذا كانت هذه المعلومة تقلق المدرب واللاعبين فإنني‮ ‬أراها ورقة مفاجئة لصالح منتخبنا في‮ ‬خليجي‮ »٠٢«.. ‬كيف؟
بسيطة‮.. ‬نجعل من النونو طعماً‮ ‬نصطاد به حراس المرمى‮.. ‬عندما تتلصص العيون على النونو‮.. ‬ويتحول إلى هاجس للمدافعين،‮ ‬فإن ممرات العمق ستكون مفتوحة وعلى مصراعيها أمام القادمين من الوسط‮..‬
من هنا لا بد أن‮ ‬يكون هناك لاعب وسط ذكي‮ ‬خلف النونو‮ ‬يجسد معادلة الاصطياد‮.. ‬فهل وضع جهازنا الفني‮ ‬في‮ ‬حساباته هذه المعادلة؟‮.. ‬أنا متأكد أن الجواب‮.. ‬نعم؟‮.. ‬للتذكير فقط‮.. ‬هدف التعادل لأكرم الورافي‮ ‬كان نتاجاً‮ ‬لعملية اصطياد النونو لمدافعي‮ ‬كوريا‮ ..‬

‬الخطأ السادس‮

‬صحيح أن منتخبنا ظهر قوياً‮ ‬من حيث الرصيد البدني‮.. ‬لكن‮ ‬يبقى أمر توزيع المنسوب اللياقي‮ ‬هام ليؤدي‮ ‬منتخبنا المباريات بذات الطراوة التي‮ ‬يبدأ بها المباريات؟‮..‬

منتخبنا أمام كوريا كاد‮ ‬ينهزم في‮ ‬الدقائق الأخيرة،‮ ‬رغم أنه كان الأفضل في‮ ‬دقائق المباراة‮.. ‬لكنه استنفد مخزونه البدني‮ ‬في‮ ‬آخر عشر دقائق،‮ ‬ودائماً‮ ‬في‮ ‬كرة القدم أخطر الدقائق في‮ ‬المباراة هي‮ ‬الدقائق الأولى والدقائق الأخيرة‮.. ‬ونحن أمام كوريا لم نحسن التعامل مع هذه البديهية التي‮ ‬يعرفها اللاعب الهاوي‮ ‬قبل اللاعب المحترف‮.. ‬في‮ ‬الدقائق الأولى فقدنا تركيزنا لأنه انصب فقط على عملية مباغتة الخصم وقد حدث العكس وهو ما أصاب شاكلة منتخبنا بالاضطراب المعنوي‮.. ‬ثم فقدنا تركيزنا في‮ ‬نهاية المباراة‮.. ‬وكادت الأمور تعصف بمنتخبنا لولا أن الحارس البديل الرائع جداً‮ ‬جاعم ناصر تصدى لانفرادين كوريين كانا نتاج نفاد المخزون اللياقي‮ ‬والذهني‮ ‬للاعبين‮..

 المصدر-صحيفة الرياضة اليمنية
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 12:36 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/85753.htm